18 ديسمبر، 2024 10:08 م

العلاقة بين العراق ومصر على طاولة الحوار

العلاقة بين العراق ومصر على طاولة الحوار

حل وفد التحالف الوطني, بزعامة رئيسه السيد عمار الحكيم, ضيفا على جمهورية مصر العربية, في زيارة رسمية, هي الأولى من نوعها, تستهدف جملة من القضايا المشتركة بين البلدين, ولاشك أن الجانبان الأمني والاقتصادي, سيكونان هما محور هذه المحادثات .

يكاد العراق ومصر, يمران بظروف متشابهة, من الناحية السياسية والأمنية, فقد شهد البلدان, تغيرات سياسية جذرية, خلال العقد الماضي, كان لها تأثير على العلاقة بين البلدين, بحسب موقف كل بلد, من الأوضاع السياسية في المنطقة, والتوافقات الإقليمية ومنظومة الحكم, التي كانت تدير كل بلد, وتعرض مصر الآن لوضع امني مشابه. لما مر به العراق, حين توغل فيه الإرهاب, وزرع الفتنة الطائفية, حيث أصبح على بعد خطوة. من الانتصار النهائي, وهاهو يضرب اليوم, في سيناريو مشابه, ولكن على أرض الكنانة .

أما الأوضاع الاقتصادية, التي يمر بها البلدان, فهي أيضا تكاد تكون متشابهة, ولكن بإمكان البلدين, تخفيف الكثير من تأثيراتها, خاصة وان هناك الكثير, من الخيارات الاقتصادية, التي تتيح التعاون بينهما, ومنها إنبوب النفط العراقي المصري, المار من خلال العقبة, واستثمار الشركات المصرية في العراق, وزيادة حجم التبادل التجاري, وكذلك زيادة التعاون في المجال السياحي بين البلدين, فالخيارات الاقتصادية كثيرة ومشتركة, ولا تحتاج إلا, لوضع أسس العمل الخاصة بها, والشروع في تنفيذها .

إن العلاقة بين العراق ومصر, أصبحت مؤخرا أقوى من السابق, وأصبحت مصر أكثر تفهما, للنظام السياسي الجديد في العراق, وبإمكان العراق ومصر أن يشكلان, محورا للتوازن العربي في المنطقة, تجاه من يحاول افتعال الأزمات, وإرباك الأوضاع السياسية, وجر المنطقة الى صراعات إقليمية وطائفية, وبإمكان الأزهر والنجف, أن يشكلا خط مواجهة, إذا ما تعاونا فيما بينهما, تجاه دعوات التطرف والانحراف الفكري, الذي تقوده بعض البلدان في المنطقة, وجر مجتمعات البلدين الى صراع طائفي, يؤدي الى انتشار الإرهاب, الذي أصبح العراق, يملك خبرة في مواجهته, بإمكان جمهورية مصر الاستفادة منها .

لاشك إن هذه الزيارة, لن ترضي الكثيرين, من أصحاب الأجندات الطائفية, وسيصفون وفد التحالف الوطني, بممثل للمكون الشيعي وليس ممثلا للعراق حكومة وشعبا, كما إنها لن تروق للمتضررين, من التقارب السياسي والاقتصادي, بين مصر والعراق, وستتحرك المنظومة الإعلامية, الداعمة للتطرف والإرهاب, للانتقاص  من هذه الزيارة, التي يبدو إنها سترسم, مسار علاقة جديدة وإستراتيجية, بين العراق ومصر .