17 نوفمبر، 2024 10:21 م
Search
Close this search box.

يوم السلام العالمي قيمة عليا

يوم السلام العالمي قيمة عليا

توجت الاوساط الشعبية والرسمية في انحاء مختلفة من العالم احتفالاتها بيوم السلام العالمي ، ولوحظ مشاركة واسعة وتنوع في النشاطات والفعاليات لاحياء هذه المناسبة والتعريف بمضامين السلام ومغزاه واهميته في العلاقات الدولية وقبل ذلك للشعوب ذاتها التي تتنوع مكوناتها ومذاهبها واديانها وتشتد حاجتها اليه .
في هذا اليوم ، يتذكر المواطنون قاطبة اينما كانوا ان العنف والاقتتال سبب كل البلاوي والكوارث التي هم فيها ، ومعطل لقدراتهم وطاقاتهم وتوظيفها في خدمتهم ، بل ان المواطنين يلمسون كم من الموارد البشرية والمادية قد اهدرت من دون طائل على الحروب الداخلية والخارجية وبددت وزادت من كلف الحياة وتعقيداتها ليس الا .
السلام في كل مكان لن يزدهر ويترعرع وينمو ويصبح من سمات الانظمة الا اذا اخذ بالديمقراطية كاسلوب للحكم وادارة البلاد والبناء واحترام الحريات الاساسية والتقيد بها والاحتكام الى القانون والمؤسسات المنتخبة في حل المشكلات الناشئة في مجرى حياة الناس .
في بلادنا الدعوات الى السلم الاهلي والمجتمعي تتسع ويصبح لها ناس يعملون في كل الاوقات على اشاعة مضامين مفاهيم التسامح والتعدد والاحترام المتبادل للاخر والتداول السلمي للسلطة ونبذ العنف والكراهية ، ويزداد التعبير الحضاري عن المطالب ويدرك المواطنون انه لا تنمية من دون العيش المشترك والمتكافئ والمساواة امام القانون والتنمية المستدامة لكل قطاعات شعبنا من دون تمييز او تفرقة بسبب الجنس او العرق او المذهب وما الى ذلك من التمايزات الفطرية وولاءاتها التي لا دخل للانسان في تكوينها .
نلاحظ ان هناك فعلا ملموسا لترسيخ قيم السلام والتسامح في مواجهة محاولات القوى الارهابية المتطرفة والحاقدة ومثيري الفتنة يتجسد في نشاطات يومية خصوصا بين منظمات المجتمع المدني والفعاليات الاجتماعية التي لا تستطيع الدولة ان تصل اليها ..
اليوم اصبح السلم الاهلي مطلبا ملحا انجازه وتحقيق المصالحة الوطنية بين المتخاصمين على السلطة وارساء قواعد تبادل المسؤولية من خلال صناديق الاقتراع والالتزام بالشرعية الديمقراطية وضمان العدالة الاجتماعية في توزيع الثروة وايجاد فرص العمل وتقديم الخدمات الاساسية لكل انسان وكفالة تطبيق حقوق الانسان التي نصت عليها المواثيق الدولية والدستور العراقي ، وذلك كله وغيره يشكل ضرورة لا شاعة الوئام والمحبة في مجتمعنا ليلتفت الى عملية البناء والاعمار ومداواة جراح الماضي وعزل القوى الارهابية والمتطرفة التي تبحث باستمرار وتعمل على اشاعة التوترات الاجتماعية والسياسية لاطالة عمر وجودها واعاقة نهوض المواطنين ووطنهم ..
تمس الحاجة الى ان تكون مفاهيم السلام والتسامح والصداقة والتضامن والتكافل الاجتماعي والتضحية جزءاً من تربيتنا ومناهجنا لتصبح من البداهة في حياتنا اليومية ولا يمكن ان نسمح لا نفسنا بتجاوزها او الاعتداء اليها .

أحدث المقالات