فرصة ثمينة، لطرد الفكر المتفسخ الوافد على العراق، أبان سقوط الطاغية، لأن الديمقراطية لا تعني الفوضى والتخريب، وفتح الباب أمام العنف والعنف المقابل، فالحال بعد عام2003، يتطلب جهداً إستثنائياً حوزويا وجماهيرياً، فلكي تنجح إستفد من فشلك، لتعرف ما عليك فعله في المرة القادمة، والحكمة موجهة الى الشعب، للإلتفاف حول المجاهد السيد محمد باقر الحكيم، الذي عاد لشعبه مسرعاً، رغم خطورة الأوضاع، لكنه ما برح مشتاقاً لتراب جده، علي بن ابي طالب (عليه السلام) ليرقد بجواره.قائد متابع، مستمر في التواصل، مع المعارضة في بقاع الأرض، وكأن سكوته عن الموضوع ليس نسياناً، إنما نوع من منح الفرصة للطرف الثاني، والمراد هنا الشعب في داخل العراق، ليقوم بنفسه بإحداث التغيير، بدلاً من الإتكاء على أمريكا بسياستها السلطوية، التي تريد السيطرة على ثروات العراق، وهذا ما حصل عندما تمت الإطاحة بالدكتاتور، فإستشعر شهيد المحراب الموقف، فرجع الى بلده سريعاً لتفادي الدمار، وبالمقابل شعرت أمريكا، بخطر وجود زعيم ديني، بمواصفات السيد محمد باقر الحكيم! الأول من رجب عام1424هجرية،( 2003/آب29 )، وفي صلاة الجمعة، تحركت أمة بكاملها في رجل واحد، مؤدياً فرض الصلاة والصيام في اليوم نفسه، عازماً على التغيير لصالح الإسلام، فتوجهت له أنظار الإرهاب الدموي، من بقايا النظام، لأن الحكيم خطر على مخططات أمريكا، في عراق ما بعد صدام، فاللعين كان نتاجهم، وستضع تصوراً جديداً لأوضاع البلاد بعده، فوضع شهيد المحراب تصوراً واقعياً، لما ستؤول إليه الامور، فأنفق أغلى شيء لديه، من أجل شعب العراق، بذلك اليوم المشؤوم! الفئة الضالة، التي قامت بالعمل الإرهابي الغادر، سعيدة كل السعادة، بتنفيذ مخططها التآمري، لقتلها أحد القامات الدينية الكبيرة، معتقدة بأنها غيبت عنا، شخصية مرجعية عظيمة، كالسيد محمد باقر الحكيم (قدس سره)، حيث كان بارقة الأمل للشعب المظلوم، لكنه في الحقيقة، بات شعلة وقادة، حين حظي بالكرامة الأبدية، في قدم صدق عند مليك مقتدر، وكأني به مخاطباً هؤلاء المرتزقة الجبناء، بقوله: أنتم تأكلون النار، وتتعجلون العار، لكنكم لا تدركون وظيفتنا، إنها الدفاع عن الإسلام والجماعة الصالحة!