للباحث خالد مرعي حسن المسعودي( مثاقفة ذاتية المكبوت في شعرية التصحر )
تطرح الدراسة المبحثية العضوية النقدية المثيرة و المتميزة التي أصدرها الدكتور الباحث خالد مرعي حسن المسعودي و التي جاءتنا تحت عنوان ( الفضاء الروائي في رباعية الخسوف ) مجموعة نادرة من القضايا المنهجية ترهن من أهمية أنجازها و تسعى نحو التأثير الواسع و المسؤول نحو تخصيب الرؤى المكثفة فيها وفتحها دلاليا على ما أمكن من الآفاق التي يمكن أن تسهل عملية المرور القرائية نحو مفاصل مقيدة و متحررة من رحابة فضاء القراءة و استنطاق رؤاها و استقراء مكوناتها و استجلاء خفاياها .. من هنا يجدر بنا القول بأن دراسة الدكتور المسعودي جزءا أصيلا بمعناه القرائي الذي استطاع من خلاله الباحث ممارسة تأثيرية ما غاية في الأهمية و الدقة و الموضوعية الأقناعية و الامتاعية . إلا أن فعاليات تلك المباحث النقدية قد حلت علينا بمقادير تقديم القراءة البحثوية من أبواب تفسيرية و تحليلية و توصيفية لا تتجاوز حدود رقعة الممارسة الأسلوبيىة في احتواء رؤية واضحة و منهج يحتل بمعناه توسيع مفهوم آتون الإضاءة للتعريف بماهية مشروعه البحثوي . قد تبدو مهمة انجازية مشروع قراءة ( رباعية الخسوف ) حملا ثقيلا و عسيرا في الوقت نفسه على تجربة أدوات رؤية أي باحث و ناقد خصوصا و أن تجربة هذا العمل الروائي الضخم راحت تتشكل في حدود طلسمية الموضوعة الصحراوية المؤسطرة في حضورية مادتها الكتابية المحبوكة اجتهادا في توفير أجواء دلالات الخرافة ورؤى السحر و الجن و النزاعات القبلية مع توفر مجالات شفافة من الرومانسية و منعطفاتها السرانية الشيقة . و انسجاما مع التوجه العام لرؤية الدراسة البحثوية فأن الباحث المسعودي شيد أوليات مباحثه على مقترحات مصدرية عديدة و متشعبة من زمن الإحالات المرجعية التي أسهمت في بناء مباحث دراسته العضوية . و عند دخولنا فصول و فروع دراسة المسعودي نعاين مجالية أفق الفصل الأول الذي جاء تحت عنونة محاور فرعية هامة كمثال مبحث ( ثنائية الفضاء الواقعي / ثنائية الفضاء المتخيل / ثنائية الحياة و الموت )كما ان من بين مسوغات أختيار الباحث لموضوعة دراسته ( الفضاء الروائي ) هو خصوصية تطبيقات مفهوم الفضاء الروائي لإيضاح مختلف نقاط البحث . و من خلال عتبة التمهيد نقرأ مثل هذا القول للباحث : ( تتنازع المقاربات النقدية العربية المتعلقة بالفضاء الروائي رؤى و أفكار و اتجاهات متباينة .. فمنها من يتخذ من مفاهيمه مسارا لتحليل النص و منها ما يعتمد النزعة الذاتية في متابعة تمظهرات النص من دون استكشاف مكوناته المكتنزة للأبعاد الداخلية التي قد تكشف جمالية النص ) و يواصل المسعودي استرساله المبحثي كعنصر خلاق للمعنى في معاينة حالات دلالة الوظيفة الفضائية في رباعية الروائي العربي الكبير ابراهيم الكوني .. حيث تطالعنا ثمة تفاصيل الأماكن و الأشياء و حالات و مواقف الشخصيات الروائية بوصفها محاور تبئيرية و بنائية تجسد معطيات العلاقة التوزيعية القائمة بين عاملية السرد و وظائف دلالات الفضاء و بنياته التشكيلية و الأيقونية . و إذا انتقلنا الى مباحث الفصل الثاني : ( فضاء الرؤية البصرية / الوصف بين الثبات و التحول /
حركية الشخصيات و دورها في بناء الفضاء الروائي )
ناهيك عن وجود نقطة التوطئة في بدء الفصل حيث نقرأ من
خلالها مثل هذا القول الأولي : ( و من خلال استعراض
أهمية الوصف في تشكيل العمل الروائي فأنه يشكل علاقة
جدلية مع الأفضية لأنه من خلال الوصف يكتسب العمل
الروائي هويته و يعمق الأساس بكينونة الفضاء الروائي من
زوايا مختلفة ) وبهذا المعنى يتمظهر عنف السارد الوصفي
مجسدا وظيفة التصوير المندغمة بوظيفة الفضاء في مقابل
وظيفة الفعل التي تنهض بها حركة الشخصيات مقترنة
بوظيفة المؤول و مسافة التأويل الأحتمالية . إذ أن فضاء
المنظور السردي في جملة مباحث دراسة المسعودي
وجدناها تختزل مفهوم العلاقة بين مرسل الحكي ــ السارد ــ
و متلقيه ــ المسرود له ــ حول ما يسرد ( الحكاية ) وما يسوغ
عين هذا التباين المفاهيمي هو كون فضاء المنظور السردي
ذا طبيعة ارتباطية بين المحسوسات المتعلقة بفضاء
الصحراء و بين منظور تبئيرية ذاكرة الراوي .. أن
الأستنتاج الذي يمكننا أن نسجله لحد الآن هو التبني المطلق
للباحث في دراسته حول ثيمة ( الفضاء الروائي في رباعية
الكوني ) و ما تتعلق به هذه الثيماتية المولدة لأتجاهات و
خصائص اسلوبية و تكوينية و وصفية للأشارة منها حول
مسارية التناول المعمق بشأن حيوات تلك الأشكال البشرية
التي أعتاشت في زمنية ذلك الفضاء الصحراوي المحكي .
و عند الأنتقال الى استشرافية مباحث الفصل الثالث توافينا
عنونة الفروع المبحثية لهذا الفصل : ( ترتيب الزمنية في
الفضاء الروائي / الطابع الأستغراقي في بنية الفضاء ) ثم
بعد ذلك تأتينا الخاتمة و ملحق تعريفي موجز بعدد أسماء
الشخصيات الروائية في رباعية الخسوف .
( أفعال و أحداث الإجرائية النقدية في مباحث المسعودي )
في دراسة ( الفضاء الروائي في رباعية الخسوف ) تحظى
التجربة المبحثية النقدية أعلى مستويات التماسك الرؤيوي
الأسلوبي و التشكيلي و الدلالي في الكتابة النقدية العضوية
ــ بوصفها تجربة معرفية دقيقة من تجارب تضاعيف القيمة
المعيارية و سمو المنهج التقويمي . فالمسعودي بهذا المعنى
قد حقق لذاته ذلك السعي الحثيث و الدؤوب نحو تخصيب
الرؤى البحثوية المكثفة الدالة بأفكارها و مشروعها
الرصين : فأنا شخصيا كقارىء الى جانب هيئة
الخصوصيات المبحثية التي فازت بها هذه الدراسة من حجم
أفكار و رؤى و إحالات . و من هنا أصبح من اللازم على
من يقرأ مباحث الفضاء الروائي في رباعية الخسوف للباحث
المبدع خالد حسن المسعودي ان يتوجه بالدعوى الواسعة الى
جهة النقاد و الباحثين لأجل تقديم مديات هذا المشروع النقدي
الحاذق الى أوسع مساحات من مفازات الإضاءة و حسن
التقويم لأنه في الواقع ــ أي دراسة المباحث ــ بوصفها ثمرة
ثقافية خصبة للمعايشة العميقة و الجوهرية لقضايا العمل
الروائي و تجاربه الجمالية و حساسيته التكوينية في الفضاء
والمكان و الزمن و الرؤيا و التشكيل و الابداع . لذا تصبح
تجربة الباحث المسعودي في مباحث دراسته تجربة في
مساحة الحدود الرحبة داخل منظور زوايا المجتهد و الدؤوب
الذي راح يتفاعل و يتداخل في زمن أعماق و غموضات
ومغاليق فضاءات تلك الروايات الرباعية ليخرج لنا من
خلالها بأسرار طلاسم أساطير الثقافة الشعبية و البيئية
في ميادين عفاريت الجن التي تحد من جرأة العقل القارىء
و تبقيه في دائرة الشك و اليقين و الخنوع . فلا بأس إذن من
قراءة دراسة كتاب ( الفضاء الروائي في رباعية الخسوف )
بدلا من قراءة الرباعية الروائية ذاتها ، لأنها بطبيعة الحال
ــ أي الدراسة ــ لم تترك في ذاكرة رباعية الكوني ما هو
جدير بالبحث عن قراءته روائيا . و تنقيب في أفق صحراء
روايته الرباعية لاسيما و من الواجب أن نعلم بأن التجربة
النقدية تحدث في نطاق مؤولاتها أمكانيات استيعابية و
تعديلية على شكل كشوفات ذهنية لجوهر يخدم ما يمكن أن
يستعين به العقل الباحث في عملية مستلزمات أمكانية
التجاذب و التحاور في منظومة تجربة التلقي ذاتها . و تبعا
منا لكل ما قلناه بصدد هوية و مجسدات و رؤى و مختزلات
و جماليات خطاب تجربة الباحث المسعودي في دراسته
القيمة ( الفضاء الروائي في رباعية الخسوف ) نقول لأنفسنا
و للقارىء : هل أن حديثنا الطريف حول منجزية هذا العمل
العضوي الشائق تعفينا من مساءلة و مناقشة أدوات الباحث
ذاتها ؟ بالتأكيد الجواب هو النفي بخاصة و أن زمن ادوات
رباعية الكوني لا تلتقي و مسار الإحاطة الدراسية المحددة
في سياق وجهة نظر أضمامة دراسية من شأنها اختيار
أرضيتها الجمالية الخاصة في أتون فكرة تجربة رباعية
الخسوف . لذا أقول كان ينبغي على الدكتور المسعودي وهو
يهم في مسار انتقائياته لمحاور أفكاره البحثوية تقديم مادة
محاورة داخل توظيفات أولية من شأنها أستشراف علائقية
رؤية الباحث مع الأثر المدروس منهجيا و سياقيا لا أن يجعل
أهتمامه المبحثي منصبا في حدود واقعة حكاية الرباعية في
كافة جوانبها المحكية . صحيح ولا أنكر بأن الباحث كان في
كل تفرعات مباحثه كان مصيبا و هادفا ولكن ليس في كل
أمكنة الدراسة . فهناك مواضع في مباحث المسعودي لم
تكتمل درسا و تمحيصا و تقويما . فعلى سبيل المثال ذلك
المبحث الذي كان تحت عنوان ( ترتيب الزمنية في الفضاء
الروائي ) نلاحظ بأن الباحث في مسار هذا المبحث تحديدا
راح يغرق و يسرف من استعراض حجم استطراداته
التنظيرية حول ثيمة الزمنية في الفضاء الروائي تاركا
موضوع مبحثه الأساس رباعية الخسوف . إذ أنه لا يلتفت
لموضعية علاقة مباحثه بشكل الإحالات إلا في حدود صورة
عابرة من القول السريع : ( يرى الناقد ريكاردو أن الحكاية
تقوم بترتيب الأحداث وفق تسلسل زمني / كما أن
توماشفسكي أخضع مسارات الترتيب الزمني لقوانين تساعد
المبدع على التفريغ بين التسلسل الزمني المطلق لوقائع
أحداث الحكاية و التسلسل النصي لأحداث الرواية بل أنه يذهب أبعد من ذلك عندما قام بترتيب سلسلة العواطف
و الانفعالات تتطور ــ أي ميلاد ــ ثم نمو أزدهار ثم انحلال
ثم سقوط ) إن القارىء لفضاء هذا المبحث يلاحظ بأن
( ص229 ص230 ص231 ص232 ) خارج حدود دراسة
أحداث زمن الرباعية ذاتها . و إكمالا لهذا واجهنا في قول
الباحث و الذي هو أيضا خارج عن حدود دراسة الرباعية
إجرائيا كقوله : ( و هذا ما سنبحثه في هذا الفصل الذي يقوم
بدراسة الأختراق الزمني المنبني على نمطية أحداث الزمن
التي تسمح لنا بأقتناص لحظات الماضي أو سير الأحداث في
زمن الحاضر أو أستشراق تطلعات الكوني للمستقبل من
خلال تقنيات الراوية الجديدة التي تقوم على مسارات
الأرتداد الزمني و تجليات حركة الزمن الاستباقية ) و نحن
نتابع منظومة مماثلات الاستبعاد و التقريب في تراكيب
مقولات صوت الإحالات المصدرية بدءا ب ( جيرار
جينيت : و تعد دراسة جيرار جينيت الأساس للأرتداد
الزمني من خلال دراسته لرواية البحث عن الزمن المفقود /
مقسما مصطلح الأرتداد الى أنواع موضحا لكل نوع وظيفته
الروائية و قد قسمت الى عدة أنواع : 1ــ الأرتداد الخارجي
2ــ الارتداد الداخلي 3ــ الارتداد المزجي ) أن الاسلوبية
الإحالية عندما يتعامل و إياها الباحث أو الناقد لا تخصص
في ذاتها شكلا بيانيا تصويريا استثنائيا كما فعل الدكتور
المسعودي في إجرائية مبحثه القيم . فالمصدرية الإحالية
التي استعان من خلالها الباحث و التي تعود لدراسة الناقد
العالمي الكبير ( جيرار جينيت ) في مصطلح الارتداد
الزمني إذ أننا نجدها لدى الباحث قد أخذت تتخطى حدود
العلاقة المبحثية بين دراسة رباعية الخسوف و بين تفاعلية
نهم الباحث في محفزات شروحيتها التنظيرية لدرجة أننا
أصبحنا لا ننظر لموضوعة الدراسة بعين الاهتمام
ــ رباعية الخسوف ــ بقدر ما صار جل تركيزنا حولتتابعيات قراءة الباحث لمنهجية تلك الارتدادية و شكل ترسيمتها التشجيرية وصولا الى غياب حالة التفاعل
المبحثي مع وقائع و حالات رباعية رواية الكوني .
اللهم إلا في مواضع ضئيلة و ضيقة كحال قول الباحث
محاولا إيصال رابطا ما بموضوعة الرباعية : ( و عند
تحليل صيغ الارتداد في رباعية الخسوف نتبين أن الكوني
أتخذ من صفة الراوي في معظم بنية الرباعية بسرد الأحداث
بوساطة تقنية يستخدمها الكوني ليكشف للمتلقي من خلال
فضحه للكثير من الممارسات متخذا من نفسه موضوعا
غطى أحداث الرباعية .) هذا الكلام الوارد من جهة ارتباط
الرباعية بمنهجية و اسلوبية تلك الارتدادات التي جعلنا
الباحث من خلال ضوء مقارباتها لمسار الرباعية تبتعد بعدا
كبيرا لا يضاهي شمولية و جذوة و وظائفية مشروعه الكبير
لتلك المقولات الواردة عن منظورية مقولات المصادر ذاتها.
أن آلية الموازنة المبحثية في هذا الفصل تحديدا تبدو شبه
غير مستقرة تماما بخاصة بروز أخفاقية الاداة الإجرائية
للباحث في ضم مقولات إحالاته و أجتهاده الحاذق في
تقديمها و أضمحلال توجيهيته الرؤيوية في تشييد علاقة
متكاملة تضمن له سلامة التوافق بين أنشطة الإحالة و بين
انسجامها التوفيقي في قراءة محاور و وظائف رباعية
الكوني الروائية . و تبعا لهذا أقول هناك دوما رغبة لدى
الباحث في ابهار الأخرين حصرا . غير أن أهداف القول
المكتنز أحيانا تعاكس أبنية الزمن الموضوعي الذي هو
الباحث بصدد دراسته . فالمسعودي راح من خلال مقولات
مصادره يوظف الأشياء في غير أماكنها المناسبة أحيانا مما
جعل زمن دراسته تبدو لوهلة ما حشوا لا فائدة من ورائه .
( تعليق القراءة )
في اللغة ( الصحراء من صحر ) و الصحر غبرة في حمرة
خفيفة الى بياض قليل و الصحراء أرض مستوية و فضاء
واسع .. فالصحراء جزء من تراثنا الثقافي و الطبيعي و إذا
كانت الصحراء فقيرة في انتاجها الزراعي و المادي فأن
الروائي الكوني ينظر إليها على أنها أساطير و معارف
عرفانية و طقوس شعوذة و سحر و مقامات خالدة لشعوب
رمزية في الدلالة و الترميز و التواصل و الانطباع . في
عوالم روايات ابراهيم الكوني يمكننا أن نذكر معنيين
للكتابة : المعنى المادي و المعنى الأدبي الأصطلاحي
في المعنى الأول نجد الكتابة الروائية عبارة عن رموز
بصرية يقوم برسمها الأنسان فيما يخلق من خلالها نظاما
للترميز و المرور التأثيري .. في صحراء سردية روايات
الكوني نجد الكتابة بهذا الأنشداد المادي موضوعا للحكي .
ذلك لأن الكتابة حول الصحراء و شعوبها المؤسطرة تعتبر
قوة من القوى المخيالية و الرؤيوية في موضوعة رواية
الكوني . و بهذا الأمر تتحول الكتابة الروائية لدى هذا الكاتب
الصحراوي الى طلسمية ما من طلاسم لا تقترن إلا بالسحر
و الأسطرة و أناشيد الموت . أما الحال مع دراسة الدكتور
الباحث المسعودي فهو لربما أراد توصيل أزمنة محكيات
الرباعية بطريقة أكثر بلوغ و نضج فيما راح من جهة يشعر
بصيرورة استحضار الشيء الملاءم في كامل صورته و
هيئته .. فهو شيء لا تألفه الأذهان و لا تحيط به كل
الأوصاف و الشروح و التحاليل و معايير الأنشاء الصوري.
وهذا ما يفسر لنا حجم كل تلك الاستطرادات و المحاور
و الشواهد و المراجع في مجال دراسته لرباعية الكوني
الروائية . أن رباعية الخسوف ما هي إلا صرخة روايات
محملة بأسئلة تبدو معقولة و غير معقولة إلا أنها تبقى
حمولة رمزية شديدة الإيقاع و التوقع .. بل هي رباعية
رحلة الطواف اللانهائي في اتجاه تفهم اللامعنى الذي يسود
محيطها الرملي .. فتصاب ادواتها بالأضطراب و تدخل
متاريس الغياب / الحضور و كلام السحرة و الرؤى الخرافية
و الأستيهامات الوضعية العابثة في مركزية و محورية
اللامعقول الواقعي المعاش .. أنها بعبارة موجزة تشكل بذاتها
شعرية البحث في مكبوت مثاقفة الذاتوية الصحراوية .