ها هي الآن اكثر من 7 سنوات تمر منذ ان تعالت لأول مرة اصوات في روسيا تقول ان الرئيس بوتين هو ليس الرئيس بوتين بعينه الذي عرفه الروس في بداية عهده الذي ابتدأ عمليا عام 1999 حتى قبل تسنم الاسد الرئاسة في سوريا.
فحينما تتبحر بصور الرجل على التلفاز، المطبوعات او الانترنيت ترى ان هناك اكثر من شخص واحد يظهر على انه هو الرئيس بوتين، و كلما ظهرت في مرحلة معينة نسخة منه تجد الرجل مختلف الصفات، مختلف في لغة الجسد حينما يتحرك، مختلف في علامات جسمه الفارقة، نسيانه الكامل للغة الالمانية التي ظهر يتقنها في خطابات سابقة كونه عمل لسنوات في المانيا في عهد الاتحاد السوفيتي كضابط مخابرات في الـ KGB، نهاية علاقته بزوجته بعد عشرة زوجية طويلة و احتجاب المرأة و اختفاءها، و سلسلة طويلة من الملاحظات الاخرى التي لا يقول الاعلام الغربي لجمهوره عنها إلا ما ندر فلا يقرأ القارئ بالعربية عنها ايضا بل تنشغل المواقع الناطقة بالروسية في اثارتها بقوة.
المخيف في الامر هو الاحساس الجامح الذي يحتل العقول في روسيا ان وسائل الاعلام الحديثة صار بامكانها فبركة الشخصيات التي تقود الشعوب بالقليل من الدخان و المرايا الى ذلك الحد ان عصابة من مجرمين قليلة العدد، كما يعرف عن جماعة بوتين في روسيا التي تشبه بالمافيا، يمكنها استلاب زمام قياد امة باستبدال رأس السلطة بواحد شبه بالتواطؤ مع حفنة من علية السلطة، و لا من عرق و لا من درى.
و الحق ان الروس انجزوا وثائقيات عالية المتانة بالادلة على ان بوتين ليس هو بوتين و وضعوها على الانترنيت، اضافة الى جملة وثائقيات اخرى رصينة المادة تشرح كيف ان مجيئ بوتين للحكم بالاساس كان امرا مرتبكا للغاية يحيط به الالتباس منذ بدايته.
تطلع في الصور جيدا و تأمل سخافة احداث مثل اعلان “بوتين” الانسحاب من سوريا او البقاء فيها – انها ليست كلها اكثر من تمثيلية سمجة تعرض على جمهور عريض من الأمم لم يتدرب غالبيته بطبيعة الحال على فنون التعرف على الوجوه كما ضباط جوازات السفر في المطارات و نقاط الحدود فتنطلي عليه حركة “السحرة” البصرية هذه كما تنطلي على جمهور مسرح من اهل الله الاعيب حاوي بارع يخفي ارنبا في جيبه الايسر و يخرجه بعد اربعة ثوان من فمه.
محللو الظاهرة يقولون ان من يدعى بوتين هو ليس في حقيقة الامر اكثر من شخصية مفبركة و اداة تعود للنظام العالمي الجديد ذاته الغاية من توظيفها هو تقسيم روسيا نفسها الى اقاليم اصغر. و لكون احتياطات النفط الروسي الضخمة تقع في و اقع الامر في اقليم تيومين اوبلاست الواقع في شرق روسيا تقريبا ذو السكان متنوعو الاعراق و فيهم نسبة معتبرة من المسلمين التتار، فان سيناريو الاقاليم حينما يغدو حقيقة على الارض في المستقبل القريب فانه سيحرم غالبية العرق الروسي الممتد من آلاسكا الى فنلندا من الطاقة، و هو ما يتماشى مع ما تقوله نظرية كراسي نفط الذروة الموسيقية التي وضعها عراقي و فحواها ان الملايين من سكان الارض يتوجب حرمانهم من استهلاك النفط من هنا فصاعدا و لو بالابادة و إلا لم يعد هناك نفط يكفي للجميع مع دوام عجلة الحضارة في مراكزها البارزة في لندن، المانيا، امريكا و المراكز الصناعية في الصين و الهند.
لا تسبشر خيرا اخي القارئ الحصيف من اخبار الشرق الاوسط التي تبدو واعدة و تمثل خطوة نحو السلام و الازدهار، كما اعلان من يسمى بوتين سحب القوات الروسية من سوريا مؤخرا، او مهزلة الاصلاح و اعتصامات الصدر في العراق هذه الايام، فهي وأن بدت حسنة الاتجاه فانها في حقيقة الامر تخفي عفاريت اكبر و مخططات شيطانية تتربص بمستبقل الشعوب لا في الشرق الاوسط حسب بل تمتد الى روسيا، جنوبها و اوربا ذاتها و ابعد.
[email protected]