لم يعد هنالك شيء مستحيل في عالم السياسة ,فالسياسة فن الممكن والاقناع ,أمريكا التي كانت تنظر الى التيار الصدري أنهم غير مهيئين لأدارة سلطة الحكم والتعامل بروح المدنية والديمقراطية مع متغيرات التغييرأبان سقوط النظام البائد ,وكذلك يجد التيار في الولايات المتحدة وأدارتها بأنها سلطة محتلة وغير صادقة في توجهاتها نظراً للأزمات ولحجم التحديات والمشاكل التي تعتري العراق وآخرها التسويف والمماطلة عندما اراد داعش الدخول لبغداد ,حيث قال الرئيس الامريكي اوباما : أعطونا (21) يوم لندرس ونتعرف على الموضوع قد يكون الصراع سني شيعي ,لم تستخدم قوتها العسكرية وترسانتها العملاقة وتنهي الأزمة ,وتخلت عن مضامين اتفاقيتها الاستراتيجية التي عقدتها في الدفاع عن العراق ,عندها دق ناقوس الخطر وصدرت فتوى الجهاد الكفائي وقلبت موازين الساحة وغيرت عقارب الساعة ,ظهر السؤال الأكثر إلحاحا منذ بدء الحديث حول المائدة المستديرة التي حضرتها عدد من وسائل الاعلام، من بينها “العالم الجديد”، ما هو الموقف من الاعتصامات التي دعا اليها زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر خارج أسوار المنطقة الخضراء شديدة التحصين، حيث لم يبد جونز قلقا يذكر، قائلا إن “التظاهرات والاعتصامات حق دستوري، وهو جزء من أي نظام ديمقراطي، وهو شأن داخلي لا نتدخل فيه , “وأضاف السفير الأميركي “نحن لسنا قلقين على سفارتنا من المعتصمين، لأننا واثقون من قدرة الأجهزة الأمنية على حماية السفارة، وهو حق مكفول بموجب اتفاقية فينا التي وقعت عليها معظم دول العالم ومن بينها العراق”.وجوابا على سؤال لـ”العالم الجديد” حول إمكانية لقاء الصدر أو التفاوض معه لمعرفة موقفه الأخير من العملية السياسية، أبدى جونز استعداده لـ”لقاء الصدر أو أي من أعضاء تياره”، مؤكدا أننا “دائما مستعدون لذلك، لكنهم يرفضون”.في الأثناء، أكد دعم إجراءات رئيس الوزراء حيدر العبادي المتعلقة بالإصلاحات السياسية، نافيا أي “مساع لبلاده بالتدخل في التغيير الوزاري المرتقب” ,هل أن امريكا وسفيرها بدأت تتعامل بأعلى منهج براغماتي على ارض الواقع عندما وجدت مظاهرات التيارالصدري تجاوزت (600) الف مواطن كعدد اولي وكخطوة
أولى ؟وأن ثقله الجماهيري بالشارع كالطوفان الجارف ,مالذي تغير حتى يمتدح جونز المعتصمين والمتظاهرين ويؤكد أنهم يسيرون ضمن الاليات الدستورية ؟وأنه شأن داخلي لايتدخلون فيه ,السؤال الأهم في المعادلة هل فعلاً أن القرار الامريكي سيأخذ مبدأ الحياد من الأحداث ؟وسيقتنع أن الأمر تغير بمن سيخرج منتصراً من هذا الحراك ليس كما كان في السنوات السابقة,هل التيار بدأت لديه خطط جديدة لأعطاء رسالة لنظرائه أنه قادر على تجاوز العقبات بما يضمن حقوق الجميع في دولة مؤسسات ؟الجواب سنعرفه من الأيام القادمة وهي كفيلة بما ينطوي من أسرار تحت الوسادة .