حفظ الله الموجودين، وقدست أسرار الماضين منهم، كلمات أضاءت عقول ملايين العراقيين، الذين قابلوا السيد محمد باقر الحكيم، فالعطاء الفكري الكبير، لمرجعيات النجف الأشرف، جعل من شخصية شهيد المحراب، قائداً من طراز خاص، حيث إجتمعت فيه حكمة والده، زعيم الطائفة الشيعية الأعلى، محسن الحكيم (رضوانه تعالى عليه)، فقد مثله في كثير من المناسبات والمؤتمرات، داخل العراق وخارجه، فقد كان تحركه ونشاطه، وحضوره السياسي، والحوزوي ملفتاً للنظر، متصفاً بالشجاعة، والجرأة، والإقدام، إذن هي مرجعية والده الأولى! نشاط المجاهد محمد باقر الصدر(قدس سره)، كان يثير قلق السلطة البعثية الحاكمة ويزعجها، لأنه شكل مع العضد المفدى، محمد باقر الحكيم، عمودان لنهضة إسلامية معارضة في العراق، ففتح العالم، وقوى الإستكبار العالمي عيونه، على حلقة جهادية، بقدرات تعبوية جماهيرية هائلة، كون هذه الحركة، تتبنى إطروحة جهادية سياسية، ضد الأنظمة الجائرة، فباتت معروفة على الصعيد العربي والدولي، وهذا ما عمل عليه شهيد الحراب، في تتمة عمل مرجعية المفكر، الشهيد الصدر الثاني(قدس)، في مقاومة أعلنت إنتصار الدم.نظام دموي مجنون، وتحول سياسي يقود العراق، الى هاوية الحروب والإنهيار، ورغم خلو الساحة من فرسانها، بسبب الخوف والرهبة، فقد صب السيد محمد باقر الحكيم جهوده، على توحيد رؤى المرجعية، بعد إغتيال الصدر الثاني، وإهتم بإرجاع الأوساط الشعيبة، الى ساحة المواجهة، في سبيل العقيدة والمبدأ، عليه قام بترشيح السيد أبو القاسم الخوئي، لزعامة مرجعية النجف الأشرف، وأخرجها من عزلتها، في تحرك سياسي مدروس، مرتبط بالعلاقة بين الحوزة، والأمة ومشاريعها وهمومها، فقد كان مثالاً للصبر، والتدبير، والإستقامة.للخلاص من نظام الطاغية، والحصول على حقوقه المسلوبة، كان يتطلب وجود قوة قتالية منظمة، فأسس السيد محمد باقر الحكيم، فيلق بدر بدءاً من فوج الى لواء، فصار فرقة، ثم الى فيلق مبارك، وكان المجاهدون فيه ملاحقين، من قبل أزلام الطاغية، فإنبرت الجمهورية الإسلامية في إيران، لمساندة قوى المعارضة العراقية، متمثلة بالإمام الخميني (رضوانه تعالى عليه) وكان يدعم الحكيم بقوة، وأطلق عليه إبن الإسلام البار، وهذا دليل قوة لشهيد المحراب، كونه مقرباً من مرجعية عظيمة ثالثة! السيد محمد باقر الحكيم، تبلورت سيرة جهاده وشموخه، بين مرجعيات ثلاث، مع أنه مرجع مجتهد، لكنه متواضع شجاع، حقق النصر بوجه جيوش بعثية، تابعة لحكم أموي، سخر إمكاناته الشيطانية، لقمع الشعب العراقي، وأكد رضوانه تعالى، على أن مقاومة الطغيان والإستبداد، مرهون بمقدار البذل والعطاء، فعراقنا الجريح بأمس الحاجة، الى آفاق جديدة للحرية، دون وصاية وقيمومة من أحد، ليصبح العراق حسينياً، في كل عصر وزمان، عندها إطمئن شهيد المحراب، فرحل في يوم لا ظل إلا ظله!