15 نوفمبر، 2024 11:11 م
Search
Close this search box.

التيار الصدري .. وبيعة الامام المهدي 

التيار الصدري .. وبيعة الامام المهدي 

الفكر المنحرف المصطبغ بصبغة الروح والعقائد له عدة اساليب في قلب الحقائق وطمسها ، يرتكز على اسناد فكره على مرتكزات واهية غير كافية ومتناقضة باستعمال الكلمات والمعاني والاستدلال بأدلة واهية ، وهذا الفكر يتسم دائماً بقدرته على قلب المفاهيم وتشويه الحقائق وطمسها، وتقديم أدلة وبراهين غير كافية أو متناقضة للواقع، و استعمال الكلمات بمعان مُبهمة غير محددة أو بمعان متقلبة ومختلفة . وهؤلاء اصحاب تلك الادعاءات فانهم يواجهون الأمور والأشياء بنظرة غير متوازنة، فينظر إلى توافه الأمور نظرة جدية و صارمة ويرى عظائم الأحداث بسطحية وتسفيه.الحكمة الالهية في الخلق اقتضت على اختلاف الرأي بتعدد الافكار والعقول ليكون شاملا للمزاج والميول والرغبات ، وهذه حقيقة لا يدركها إلا أصحاب العقول السليمة.إن الفكر السـوي يُسلم بتعدد الأبعاد والرؤى ويعمل على التواصل مع الآخرين والانفتاح على العالم، والإفادة من خبراته وأفكاره دون صراع أو تسفيه، في الوقت الذي ينزع فيه الفكر المنحرف إلى الخلاف والصدام مع الآخرين عند ظهور طيف أي خلاف.،وآثار السلوك ينتج عن السنتهم و فكرهم الذي ينشرونه يقول شيئاً و افعالهم تقول شيئاً آخر مختلف و متناقض تماماً . و هذا من سمات المنافقين بعدم الثبات في الفكر والسلوك مثل إخفاء مشاعر الكراهية للناس إذا وجدوا بينهم و يقولون انهم يتبعون اوامر الشرع و يطبقونها و لكنهم ينتهكون المحارم و يفعلون الجرائم .وهو ما عبر عنه حديث النبي ـ صلى الله عليه وسـلم ـ ” لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضا، فجعلها الله هباء منثورا ” قال ثوبان: يا رسول الله، صفهم لنا، جلهم لنا أن نكون منهم ونحن لا نعلم. ” أما أنهم إخوانكم ومن جلدتكم، ويأخذون من الليل كما تأخذونه – ولكـنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها”.ومن خلال متابعتي في مركز الابحاث العقائدية في المركز الاستراتيجي للدراسات الاسلامية في جده ومن خلال تكليفي بمتابعة الشأن العراقي فقد وجدت من خلال البحث والتقصي والمتابعة وما نتج عن دراسة معمقة ان مقتدى الصدر يتخذ منهج ادعاء المهدوية بطريقة مبطنة من خلال الافعال والاقوال والنقاشات مع اصحابه ومناصريه ، وهذا الفكر لم يأتي وليد الساعة واللحظة بل جاء من تراكمات فكرية منحرفة طفحت في اواسط التسعينات عندما ظهرت الى الساحة العراقية مسألة اداع المهدوية او ما يسمى بأصحاب السلوك والذي كان واحدا من دعاة هذا الفكر واركانه مع عدة اشخاص قد طردوا من قبل محمد الصدر والده ودعاهم الى التوبة على رؤوس الاشهاد ، فالحالة الصدرية ومن خلال تحركاتهم الاخيرة والاشارات من قبل اصحابه فان المسألة لم تكن مسألة تغيرات سياسية او حكومية بل تتعدى ذلك الاطار الذي ولدت ونشأت عند انصاره فكرة المهدي الموعود . ومن خلال دراسة العقائد الشيعية وما صدر منهم من روايات فان التطبيق كاد ان يكون ملازما لكل تحركات مقتدى الصدر وبياناته وافعاله مزامنا ومطابقا لتلك الروايات والتي يعتقد بها الشيعة اعتقادا ملزما جازما ، ومن البديهي ان يبحث كل صاحب فكر عن اسس الانطلاق والتصدي والاعلان من خلال الارث الذي يستند عليه في الفكر والعقيدة ، ومما نراه في ظاهر الخطاب والأيديولوجية للتيار الصدر فانه يوحي على الدفاع عن حقوق المظلومين فيما نرى النقاش والافعال التي تصدر فانها فكرة الحكومة العالمية ، وما يؤكد ما نذهب اليه في بعض من امنوا به بإشارات ضمنية ان التيار الصدري هو اقرب طريق الى الامام المهدي كما يصدر منهم .ومما يلفت الانتباه الى ان التيار الصدري ينتهج هذه الفكرة فان النقاش مع اكثر اصحابه فانهم يرتكزون على الارث الروائي عن ائمتهم كما يدعون في سرد اوصاف المهدي وحالاته وافعاله واقواله ، ونشير الى عدة روايات واستدلالات يرتكزون عليها منها ((حَدَّثَنَا حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ التَّيْمِيِّ ، عَنْ طَاوُسٍ ، قَالَ : قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : ” هُوَ فَتًى مِنْ قُرَيْشٍ ، آدَمُ ضَرْبٌ مِنَ الرِّجَالِ ” .حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ ، عَنْ سَعِيدٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ ، قَالَ : ” يَخْرُجُ الْمَهْدِيُّ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعِينَ سَنَةً ، كَأَنَّهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ ” . عن حذيفة بن اليمان ، عن النبي (صلى الله عليه وآله)

أنه قال : المهدي من ولدي وجهه كالقمر الدري اللون لون عربي الجسم جسم إسرائيلي يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا يرضى بخلافته أهل السماوات وأهل الأرض والطير في الجو …وعن أبي بصير ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال : لو خرج القائم لقد أنكره الناس ، يرجع إليهم شابا موفقا فلا يلبث عليه إلا كل مؤمن أخذ الله ميثاقه في الذر الأول .ويستندون على روايات من كتبهم المعتبرة كالكافي وغيره والتي يورد في بعض ما اورد عن دخول اصحاب الامام كما يعبرون هم الى ارض الزوراء يركبون البراذين الشهب لبيعة المهدي ،كل ذلك قد جعلوا منه سندا الى ما هم عليه لتكون التحركات دقيقيه شاملة قد لا ينجو منها الا ذو لب وعقل راجح لما يوردوه من صفات وافعال لإمامهم الموعود ، وهذا الامر ليس من باب الترويج او الاطروحة لفكرة بل هو جزم وايمان وعقيدة عندهم ، ومما يلفت الانتباه على صحة دعواهم انهم قد ارتكزوا في الترويج على الروايات والتي تفيد عجز شيوخ القوم عن انقاذ الناس من الضيم في اشارة ضمنية الى السيستاني وعجزة عن حل المشكلات العالقة في العراق .من هنا انطلقوا ومن هنا اسسوا وقبلها قد ارتكزوا والى الان ومن خلال دراستنا الشاملة ان من يمدهم بالفكر والمنهج والارتكاز والتسليم على ما يدعون بأدلة تنطلي على اصحاب القلوب السليمة البريئة واستغلالها هم قادة من طلاب الصدر المؤسس كما يسمونه في ادراك المهدي ونصرته وهؤلاء هم اسماء معروفة عند الشارع العراقي والشيعة تحديدا ومن عاصر تلك الفترة ونقصد بها اصحاب العرفان ومن ثم اصحاب السلوك ومن ثم اصحاب القضية وبعدها الاصحاب الى ان كان اخرها انصار الله والمواليين ويقصدون المبايعين لمقتدى الصدر بانه الامام الموعود المهدي المنتظر .

أحدث المقالات

أحدث المقالات