الوزير في العراق كيان بشري يحمل في قلبه وعقله أحاسيس عادية جدا يتشابه بها مع معظم الناس.. فأكيد أنه يحب زوجه وأبناءه وبناته إن كان متزوجا !
وإن كان غير متزوج فهو على الأقل يحب أبيه وأمه إذا كانوا أحياء وإن كانوا ميتين رحمهم الله فلابد أن لديه أخ ولربما أخت وأقرباء وأصدقاء.. كل هؤلاء أو جزء منهم يبادلهم معالي أي وزير عراقي مشاعر الحب والإخاء والإخلاص ويخاف عليهم ويتبادل معهم الود والمنافع المشروعة.. ولكل وزير أمنيات منها الشخصية كبناء بيت وشراء سيارة وهي أمنيات مشروعة لأي مواطن ومن حقه أيضا أن يحلم براتب جيد وتقاعد مناسب ويحج إلى بيت الله ويكمل أبناءه الدراسة وينفق في سبيل الله.. أما أن يتحول عقل الوزير إلى آلة للانتقام وعقل لتصفية الحسابات فهو ما لا أصدق به.. لا أصدق أبدا أن وزيرا يسرق !
لماذا يسرق ومنطقيا وبعيدا عن الأرقام إذا قارنا راتبه برواتب عشرة موظفين في الدولة يعيشون حياة حرة كريمة هم وعوائلهم لتساوى معهم !
ماعدا التخصيصات الأخرى ومبالغ من الإيفادات والمكافآت الرسمية وغيرها من مخصصات منصبه تجعل الملايين من المساكين يحلمون بهذا المنصب كي يدخلوا إلى مغارة الترف كما يعتقدون وكما أعتقد انا أيضا.. من منكم يصدق أن وزيرا يسرق أموال العراقيين ؟!
ومن يصدق أن داخل عقل بعض الوزراء إرادة لإبادة العراقيين وتجويعهم وإهانتهم وإذلالهم ؟!
وإلا أجيبوني وفسروا لي كوارث وجرائم ارتكب معظمها وزراء في الحكومة العراقية.. ما تفسيركم عن كوارث الكهرباء قبل سنوات وفضائح التسليح ثم سرقة أموال المهجرين والنازحين.. جرائم حتى الشيطان يتبرأ من ارتكابها وصلت إلى خبز المواطن وقوته اليومي البسيط.. هل تتفقون معي أن هذه العقول التي تتجرأ على تصدير الموت والخراب والضياع لنا ليست مثل عقولنا ولا قلوبنا.. المجرم واحد كما في قواميس العرب وهو كل من ارتكب ذنبا أو جنى جناية فهو مجرم خارج عن القانون ولا يمكن له أن يكون مواطنا بل يجب أن يعاقب.. العكس يحدث في العراق فالوزراء اللصوص هربوا وهاهم يتجولون مع عوائلهم في أمريكا وأوروبا ولبنان وتركيا ودبي !
وبعض هؤلاء الخونة مازال حرا طليقا داخل العراق رغم تثبيت الجرائم المتهم بها بل وصل الاستهزاء بعقولنا باعتراف وزراء سابقين بجرائمهم وهم يتحينون الفرص للعودة إلى المقاعد الوزارية مرة أخرى لكن في وزارة أخرى.. مع تقديري للوزراء الذين يعملون لخدمة العراق وأبنائه لابد لهم من موقف مشرف يسجل لهم في تأريخهم وهم الأقربون إلى السلطة بأن ينزعوا رداء الصمت ويكونوا أول من يلقي القبض على هذه العقول المريضة الحاقدة أما إذا بقينا نركض في حلبة المجاملات وما يسمى كذبا بالزمالة فأقرأوا على العراق السلام !