أصابعي مبهمة …
لا تستطع وضع جدول حركة القطارات في لوحة الإعلانات
ولا حك ساقي حين أمرها بنش الذباب عن جبهتي
ولا تستطع إغلاقَ الباب بالطريقة التي يغلق بها الكثيرون أبوابهم ،
فقد تعودت أن تترك لي رموزا على الطاولة
رموزا تغيظني بتصرفاتها أمام ضيوفي
ولأني على يقين بأنها لازالت على حيويتها القديمة
يوم كان إصبعٌ واحدٌ منها يغير المكان
وإصبعان يغيران الزمان
لكنها مبهمة
مبهمة
في تفهمها لي عندما أبدأ بتحريك ملعقة الشّاي
أو بتدوير الصحن كي تكون الوردة أمامي
أو بترك الشّاي دون شربه ،
مبهمة ..
حين أتودد لها كي أُصافحَ الحبيبة
أن أمسد لها شعرها
بل ومبهمة
في عد راتبي الشهري
والطريقة التي تمسك بها قلمي
لم أستطع
إلا أن أأخذ أفعالها على محمل الجدية
لأنها
كلما مطرت تخلع عني ثيابي
وكلما فتحتُ فاهي
تضع أظفارها بين أسناني
مبهمة
حين تتنافس وباطني بأفعالها اللاإرادية
تشير لي نحو أزقةٍ لاأود السَّير من خلالها
وتمارس أفعالها بدون معرفتي
كل ذلك لا يغضبني
ليس لأني تألفت ومبهمها
بل
لأنها حين أبكي
وقبلَ أن يوعزَ لها عقلي
تمسحُ بتعاطفٍ وبتوددٍ
وبدون أن يراها أحدٌ
تمسحُ
ما يسيلُ من دموعي
وتخلي سبيل رموزها عن طاولتي
لذلكَ
بقيّت كفيّ تنتظرُ أصابعي
[email protected]