الرؤساء و النواب والوزراء الفاسدون هم عراقيون عاشوا في زمن ما على هذه الارض وشربوا من دجلة والفرات وأكلوا من ملحها .. وان هم الآن مسوخ بأشكال بني آدمين تنكروا لارض العراق وسماه .. هم صناعة جوع وتشرُّد سنوات وفتنوا ببهارج السلطة التي وجدوا أنفسهم في غفلة من زمن انهم اسياد يخوضون غمار نعيمها بجهود ورعاية العم بريمر .. هؤلاء الانذال لم يقتصر فعلهم على السلب والنهب واشاعة الفوضى وإنما أشاعوا قيم الرذيلة بأوسع نطاق في أوسع عملية هدم لمنظومة القيم العليا في المجتمع لكي لايكونوا هم وحدهم الفاسدون السيئون .. فبعد اكثر من ثلاث عشرة عام من حكمهم شاعت بين أوساط عامة الناس قيم الحواسم والفرهود وعدم الانضباط والانحلال الاخلاقي والقيمي .. فالانفلات اضحى ثقافة .. ولكم هذه النماذج / فرّاش في باب مدير او طبيب ينتظر منك ( إكرامية ) كي يمنحك شرف الدخول / او طبيب بمنتهى الأخلاق في عيادته الخاصة وأقبح وجه في المستشفى / شرطي المرور واقف مسطول في الساحة ليس له بالمخالفين شغل / عامل النظافة لايرفع النفايات من امام بيتك اذا انت لا تعطيه المقسوم / موظف في دائرة ينتظر منك المقسوم والاّ تعال باچر حسب قوله / موظفة او موظف صندوق يغلق الصندوق لساعات لغرض تناول الفطور والسمر مع الأصدقاء /مدرّس لايعطي المادة الدراسية حقها كي يدخل عنده الطلاب في درسه الخصوصي / محامي يقف مع الظالم على المظلوم طمعاً في الأتعاب وقد يكون المظلوم قتيلاً / تاجر جشع يستورد السموم والادوية الرديئة ويتسبب في هلاك الآلاف من الناس / كم مزوٌر لصلاحية بيض فاسد او لحوم تم ضبطه ؟/ تاجر يستورد الرديئ او ينتفع من مزاد الدولار في البنك المركزي ويزور شهادات الاستيراد / مفتش عام او رقيب مالي يكشف السرقة ويساوم السارق على دفع المقسوم لغلق القضية / إعلامي يسوّق ولي نعمته في القناة ويعلم انه لص ومنافق / مثقف وكاتب محترم يبيع قلمه بالرخيص لأجل لقمة العيش / شاعر مدّاح ومغني ردّاح وما أكثرهم / مقاول يغش في كميات السمنت وحديد التسليح في جسر يهدد فيه سلامة الملايين من أبناء شعبه ويشترك معه مهندس مشرف وضيع عديم الذمة والضمير / قاضي يميل عن الحق بمال او وساطة او قرابة / عضو مجلس بلدي منتهي الصلاحية او عضو مجلس محافظة يرى حاله فريد في مواهبه وكاريزماه ويتعالى على خلق الله وهو أحط خلق الله تعليماً وثقافة / رجل دين يتكسب بعمامته وخطيب منبر بوق للباطل / مدير دائرة لص ونموذج سيء لموظفيه / فيترچي او حداد يسرق المواد الجديدة ويضع لك المستهلك بدلاً منها / قصاب يبيع الناس لحوم الحمير على انها لحوم أبقار / خطيب جمعة لحزب ما وغارق في وحل الكذب والدجل والرذيلة / قائد فرقة او امر لواء او فوج يقبض نسبة من رواتب منتسبيه مقابل عدم حضورهم او هم فضائيون شلع / مدير دائرة لص ينفع ويستنفع فهو مخضرم او متعفن من سنوات طويلة تسبب في ضياع وفشل دائرته / عامل في محطة وقود يستقطع كم لتر غيلة لحسابه وبدون حياء او تذمم … هذه نماذج شائعة وليست نادرة مع جل الاحترام. والتقدير للشرفاء من أبناء الحشد المقدَّس الواهبين الأرواح للوطن والمرابطين في سوح الجهاد – الشرفاء من أبناء القوات المسلحة والقوى الأمنية ابطال الميدان والى كل طبيب عفيف لايأخذ اجرا من فقير والى من يهب المال للفقراء والمعوّزين / والى كل مساهم بماله وبجهده في تسيير قوافل الحشد المدني لواجب الدعم والإسناد للحشد المقدس / وألف تحية. للملايين من المخلصين الشرفاء في كل مرفق في عراقنا الحبيب / حي على العراقحي على الجهاد قال الحكيم علي حين طلبوه لتولي الخلافة :أَيَّتُهَا النُّفُوسُ الُْمخْتَلِفَةُ، وَالْقُلُوبُ الْمُتَشَتِّتَةُ، الشَّاهِدَةُ أَبْدَانُهُمْ، وَالْغَائِبَةُ عَنْهُمْ عُقُولُهُمْ، أَظْأَرُكُمْ(1) عَلَى الْحَقِّ وَأَنْتُمْ تَنْفِرُونَ عَنْهُ نُفُورَ الْمِعْزَى مِنْ وَعْوَعَةِ الاَْسَدِ! هَيْهَاتَ أَنْ أَطْلَعَ بِكُمْ سَرَارَ(2) الْعَدْلِ، أَوْ أُقِيمَ اعْوِجَاجِ الْحَقِّ.اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنِ الَّذِي كَانَ مِنَّا مُنَافَسَةً فِي سُلْطَان، وَلاَ الِْتمَاسَ شِيء مِنْ فُضُولِ الْحُطَامِ، وَلكِنْ لِنَرِدَ الْمَعَالِمَ مِنْ دِينِكَ، وَنُظْهِرَ الاِْصْلاَحَ فِي بِلاَدِكَ، فَيَأْمَنَ الْمَظْلُومُونَ مِنْ عِبَادِكَ، وَتُقَامَ الْمُعَطَّلَةُ مِنْ حُدُودِكَ.اللَّهُمْ إِنّي أَوَّلُ مَنْ أَنابَ، وَسَمِعَ وَأَجَابَ، لَمْ يَسْبِقْنِي إِلاَّ رَسُولُ اللهِ(صلى الله عليه وآله)بِالصَّلاَةِ.وقَدْ عَلِمْتُمْ أَنَّهُ لاَ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ عَلَى الْفُرُوجِ وَالدِّمَاءِ وَالمَغَانِمِ وَالاَحْكَامِ وَإِمَامَةِ الْمُسْلِمِينَ الْبَخِيلُ، فَتَكُونَ فِي أَمْوَالِهِمْ نَهْمَتُهُ(3)، وَلاَ الْجَاهِلُ فَيُضِلَّهُمْ بِجَهْلِهِ، وَلاَ الْجَافِي فَيَقْطَعَهُمْ بِجَفَائِهِ، وَلاَ الجَائِفُ لِلدُّوَلِ(4)فَيَتَّخِذَ قَوْماً دُونَ قَوْم، وَلاَ الْمُرْتَشِي فِي الْحُكْمِ فَيَذْهَبَ بِالْحُقُوقِ وَيَقِفَ بِهَا دُونَ المَقَاطِعِ(5)، وَلاَ الْمَعطِّلُ لِلسُّنَّةِ فَيُهْلِكَ الأُمَّة _