18 نوفمبر، 2024 4:40 ص
Search
Close this search box.

الجلوس على طاولة الحكمة

الجلوس على طاولة الحكمة

تتسارع الأحداث في العراق بشكل ينذر بحدوث كارثة لا تحمد عقباها، ربما تحرق الجميع، وتؤسس لفوضى جديدة تعم البلد من اقصاه إلى اقصاه، وسيكون الخاسر الأكبر هو الشعب العراقي، عن طريق سفك دماء جديدة، وخلق عداوات بين مؤيدي التيارات التي تدير دفة الأمور في البلد.قليل من الحكمة والحُلم في إدارة الدولة يمكن أن ينهي الأزمة إلى خير وسلام، خير من سفك الدماء إلا إذا كانت الدماء أهون على الحكومة من إقصاء الفاسدين وإحالتهم للقضاء لأجل استرجاع الاموال التي سرقوها، وتمضية ما تبقى من عمرهم وراء القضبان . ما ترشح عبر خطابات قادة التظاهرات يؤكد أنهم ليسوا طلاب سلطة أو حكم، بل هم وبحسب ما نسمع مع تشكيل حكومة تنكوقراط بعيدة عن المحاصصة والتحزب والولاء الشخصي، ومن هذا المنطلق دعونا نتنازل عن كبريائنا، ونخرج من عليائنا، ونستمع لهم جيدا، ونرى اين يكون حقهم فنعطيهم اياه، وأين باطلهم ونعلمهم به، وبذلك يمكن لنا أن ننتهي من جدلية هذا الصراع على النفوذ والمال والسلطة والدفاع عن المظلومين.ونحن اليوم كـ (جمهور) نتمنى من الفرقاء أن يجلسوا على طاولة الحكمة لكي لا يحرقوا ابناء هذا البلد، وخير ما يكون لنا طريق ومنار هو قول الله عز وجل حين قال:} فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ { وبذلك نقطع آمال المتربصين بهذا البلد عبر طرد الذين سرقوا الشعب واسهموا في تمزيق نسيجه، وتقريب الأصوات الوطنية التي لها إسهام واضح في عملية البناء وتأثير في الشارع. وأجد هنا من المناسب أن أوجه دعوة لرئيس الوزراء بأن لا يقف بوجه الجماهير الهادرة، لأنها وحدها القادرة على إزالة اعظم الحواجز والدخول في اكثر المواقع تحصيناً، وكسب ودهم أفضل من استعدائهم، ونصائح الآخرين لك بضرب المتظاهرين تصب في مصلحة من يتصيد بالماء العكر ويسعى لإفشال ادارتك، لذا ليس مستحيلاً كسبهم، وجعلهم قوة تقف بجنبك وليس ضدك، لان من أخطر القرارات هي استعداء الشعوب، ولنا عبرة في الآخرين الذين فقدوا شرعيتهم حين فقدوا تأييد الناس لهم.

أحدث المقالات