منذ انطلاق التظاهرات في البلد قبل فترة من الزمن ونحن نشاهد رد الحكومة فقط بالكلام دون تنفيذ فالتغييرات والاصلاحات الترقيعية التي شاهدناها العام الماضي لم تكن الا لذر الرماد في العيون وهي ليست بالمستوى والطموح الذي يبحث عنه الشارع العراقي حيث لم تثمر هذه التغييرات عن شيء ولايزال الوضع كما هو عليه بل اصبح اسوء من الماضي لذلك خرج الشارع مرة اخرى لمطالبة الحكومة باصلاح جذري للوضع وليس تغييراً ترقيعي كما حصل العام الماضي ولم تلتفت ايضا الحكومة لرأي الشارع وردت بالوعود فقط . ولكن اليوم عرف المواطن كيف يأخذ حقه من الحكومة وعرف ان هذه الحكومة وكل الحكومات السابقه غير مكترثه له وانها لم تنفذ اي شي من الاصلاحات وأعتقد ان الحكومة غير جاده لهذا التغيير وحتى الاصلاحات التي اعلنت عنها مع مجلس النواب خلال شهر أب الماضي لم تتحقق حتى الآن لعدم وجود بيئة تشريعية تدعم تلك الاصلاحات فضلا عن غياب الارادة السياسية وغياب الانسجام والخبرة بين الطاقم الحكومي الذي يضطلع بتنفيذ تلك الاصلاحات ولهذا ملئت المظاهرات شوارع المحافظات وخاصة الاخيره التي دعا اليها السيد مقتدى الصدر في ساحة التحرير في العاصمة بغداد وبعدها اتخذ الشعب قراراً تاريخياً الا وهو الاعتصام على باب المنطقة الخضراء وهذا الاعتصام لم يشهده العراق منذ زمن بعيد ولكن اليوم اخذ الشعب قراره الشجاع حتى يحاسب الفاسد ويقول للجميع في الحكومة انتم من باع البلد وانتم من سرق ثرواته واليوم سيكتب التاريخ بأن العراق ليس لمجموعه من اللصوص بل للشعب وهو من سيتخذ القرار اولا وأخيراً . أن دولة القانون التي نسعى اليها اليوم لايمكن ان تتحقق مالم نبني اليها اطراً وتشريعات عصريه متجاوبه مع الحاجه المحلية للوطن وايضا تنسجم مع التحول الذي يشهده العالم ولكن اليوم نحن نشاهد التخلف الواضح للبلد واصبحنا نرى وضعنا من سيء الى اسوء حتى عندما يضعون العراق في التقييمات لافضل الدول ترانا في المركز الاخير وفي مصاف الدول الفقيره وهذا كله يرجع لحكامنا وسياسيي الصدفه الذين جاءوا لينهبو فقط ولم يفكروا كيف يحكمون هذا البلد ويرفعون من شأن المواطن . ونحن اليوم وبعد كل هذه الفرص التي منحت للحكومة من قبل الشعب نطالب بتغيير جذري وعلى الفور ولم تخدعنا المماطلات والوعود بعد الان واهم التغييرات ليس كوزراء لان المشكله ستبقى وانما سيكون التغيير بالدستور واسقاط النظام البرلماني لانه هو من جعل هذه المحاصصه وارجع البلد الى الوراء واصبحت الاحزاب هي التي تتحكم بالبلد وليس رئيس الوزراء والا سيكون الشعب في بيوتكم المحصنه داخل الخضراء وسيقول كلمته الاخيره والجميع سيكون امام القضاء والشعب هو الذي سيكون القاضي وسيحاسبكم جميعاً وحمى الله العراق والعراقيين من المنافقين والفاسدين .