25 نوفمبر، 2024 7:35 م
Search
Close this search box.

خطأ على خطأ .. والصراع خراب

خطأ على خطأ .. والصراع خراب

من يريد ان يدرك ويدور حوله فليكن أكثر تعقلاً في الاستجابة والموقف الواضح ، ومن لا يريد ان يدرك ما حوله سيجرفه السيل وهو لا يدري اي قاع مريع سيتلقاه . فمن يعلم والذي لا يعلم ان صمت الجوع والبطالة والحرمان سيولد الانفجار يوماً وسيضيع الحابل بالنابل وحينئذ ٍ انتم الخاسرون . وإنكم تديرون ظهركم لكل حر وطني شريف ولكل إنسان يريد ان يصلح هذا البلد وينقذه من الخراب وعمل على بناءه وبناء إنسانه الضائع بين هذه المحن الكثيرة . فكان الأجدر بعقلاء القوم ان يفتحوا الأبواب للناس المخلصين الذين يرومون بناء الوطن والقضاء على الفساد وتقسيم أموال الشعب بين ثلة من الناس ويعلنون التقشف والعراق أبو الخيرات وأبو الذهب وأبو المياه والتراب الأسود .
فأين يا ترى مصير هذه المليارات ولا طريق عُبد ولا مصنع ابتنى ولا أيد ٍ تشتغل ولا سدود أنشأت ولا مباني عمرت والكل منشغل ٌ في أمور ذاتية والشعب يبقى بلا هوية .
لقد ضاع الكثير من أبناءنا بين القتل والذبح والتهجير والشهادة في هذا الوطن الجريح الذي تربى على الجراح والأنين والقهر والخذلان وانعدام الحياة السوية .. فلم يا سادتي هذا الصراع المريع ؟ وتكون الطامة على الشعب الفجيع فمن لا يعلم أو يريد ان لا يعلم ان هذا الصراع يخدم اغراضاً خارجية  . فالكثير من الأفواه الحديدة والأسنان الذئبية تنتظر بفارغ الصبر اشتعال لحظة الخطأ حتى ينعدم الأبيض والأسود .
أتريدون ان يذهب أدراج الرياح كل ما كسبتموه في لحظة عابره توفرت لكم بإمكانات خارجية وبواسطة الماكنة الكبيرة لما حظيتم بهذا الوجود وهذا الترف وهذا السلطان الذي لم تحلموا به ابداً ولن يتحقق لكم ابداً .
فكان الوطن يدار بقوى متغطرسة بشعة طائفية تسندها دول كبرى ومخابرات أجنبية غايتها تدمير هذا المجتمع المتماسك بكل أطيافه الجميلة . إذن يا سادتي لم هذا الصراع الذي سيقودكم الى الخراب والانهيار إذ لا يمكن الرجوع الى نقطة البداية … ذلك رجع ٌ بعيد .
فتحت لكم أبواب المال فامتلأت بها جيوبكم والناس أفواهها فاغرة تنتظر فتاتكم … ومناصب لم تقدروا ان تكونوا بمستواها لعدم امتلاك الكثير منكم الخبرة والمهنية في إدارة شؤون الدولة فأغرقتم البلاد بما لا يحمد عقباه من الترهل والانهزام وفلتان القانون وتسلط الفردية ومجموعات حاكمة صغيرة لكل هواها ورغائبها وظهور مجموعات مسلحة من عبدة الأفراد وانخرط فيها ما هب ودب . وبقي الشعب لا حول له ولا قوة وساعد على انكساره من يريد إعادة عقاب الساعة الى الوراء فكان الدم وكان الصريخ وضاعت موازين الرحمة والحب والحنان المجتمعي الذي ساعد على تمزيقه الأجانب والحاقدون والطائفيون وأشياخ الخليج ومن يرى ان السلطان قد فر من بين أيديهم وإعادته حتى ولو احترق العراق .
فأنقلب المجتمع الى الكراهة والأحقاد والتفرقة فمتى يتعض البعض ممن يدير شؤون البلد وممن يحظى بكرسي في البرلمان وهو يبتلع أموال الشعب ويقف معلناً كراهته للسلطة التي تبنته .. شيء ٌ عجب .. شيء ٌ غريب … يجلسون على الكراسي وهم يعملون على تفريق المجتمع وعلى تدميره وزرع الفتنة في صفوفه والانقسام .
والعجب العجاب ممن يرى هؤلاء وهو صامت وهو لا يحرك ساكناً هل هو شريك لهم ؟ ام هو خائف ٌ منهم ؟ ام ماذا .. والبلد ينحدر الى الهاوية حيث تنتظره الذئاب . والوطن يا سادتي بين فكي الرحى بين حرب ٍ اختلقها الكبار وبين صغار قوم يفتكون بالشعب تحت الغطاء وفيهم من هو على دست الحكم … والله المستعان على ما يصفون .

أحدث المقالات

أحدث المقالات