23 نوفمبر، 2024 12:14 ص
Search
Close this search box.

مدن الموت والتوابيت

مدن الموت والتوابيت

تعرضت مدن العراق لأعتى الهجمات الشرسة بالسيارات المفخخة التي صار الحديث عن تلك المفخخات وتسميتها بالإبادة البشرية لما تخلفه من دمار وحصد بالأرواح تصل احيانا الى تدمير منطقة سكانية او حي سكاني بكل مسمياته من بناء وبنى واسواق ومئات من الارواح تزهق بلحظات دون ادنى رادع او رقيب او خوف والأحداث على هذه التفجيرات يفتح بابا لا يغلق ,, احيانا تصل عدد المفخخات في مدينة بغداد الى أكثر من 25 مفخخة محدثة اضرارا لا يمكن تخيلها ولا يصدقها العقل الا عند مشاهدتها وفي بعض الايام يتعرض الناس الى عدد غير قليل من الانتحاريين يفجرون اجسادهم الملغمة وسط حشود الباعة والباحثين عن العمل في الازقة والأسواق والأحياء ..هذه السيارات المفخخة وتلك الاجساد الملغمة تنطلق من مناطق اصبحت معروفة بأنها عبارة عن ورش ومصانع ومضافات لتلك الاعمال بل اصبحت بعض المدن خالية من سكانها الا من تلك العصابات المتخصصة بهذه الاعمال تخطيطا وتصنيعا وتوجيها وتنفيذا وحسب برامج معدة مسبقا وبدقة متناهية وصلت الى مدن كانت آمنة وبعيدة عن يد الارهاب مثل النجف والناصرية والديوانية لكنها هي الاخرى لم تسلم من تلك الاعمال .والحال هذا ازداد مرات وتضاعف وبنوعية مؤثرة جدا تختلف عما كانت سابقا بعد ان ظهرت الى الوجود عصابات داعش الارهابية كبديل او وليد غير شرعي للقاعدة ومقتل اكثر قادة الجيل الاول لذالك التنظيم فعادت المفخخات هذه المرة بقسوة وشراسة بنسب اكثر بكثير من ذي قبل ,, أي مراقب يمكنه ان يدرك مدى التأثير الايجابي لعمليات التحرير العشر التي نفذها الحشد على استقرار الامن في المناطق والمدن التي كانت مسرحاً لعمليات التنظيمات الارهابية مثل بغداد طوزخورماتو ديالى بابل صلاح الدين) حيث تشير الاحصائيات التي تعدها مؤسسات مهتمة بهذا الشأن الى انخفاض كبير في عدد السيارات المفخخة الى نهاية العام 2015 ، حتى انها انعدمت تماماً في بعض هذه المناطق. تقدم لنا هذه الاحصائيات دليلاً قاطعاً على ان عملية تحرير جرف الصخر التي بدأ التحضير لها بتاريخ 10/10/2014 خفض عدد العجلات المفخخة في محافظة بابل الى الصفر بدءا بذلك التاريخ ما يعني ان تلك المنطقة كانت مصدر المفخخات التي تضرب مدينة بابل كما شهدت محافظة كركوك انخفاضاً كبيراً في عدد العجلات المفخخة (طوزخورماتو تحديداً وهي تمثل 80% من الهجمات الارهابية لعموم المحافظة) منذ عملية فك الحصار عن آمرلي الامر الذي يؤكد ان العظيم وسليمان بيك كانتا بؤرتين لصناعة وتجهيز تلك المفخخات وتهيئتها لقتل الابرياء دون استثناء .وهكذا نلاحظ كيف انخفضت عدد المفخخات في بغداد في شهر كانون الاول من العام 2014 بعد أن بلغت ذروتها في الاشهر حزيران وحتى ايلول من العام نفسه اذ كان معدلها في هذه الاشهر 23 مفخخة بالشهر الواحد، لكنها هبطت الى معدل اربع مفخخات للأشهر كانون الاول 2014 الى نهاية شباط من العام ألتالي بسبب عمليات تحرير جلولاء والسعدية نهاية شهر تشرين الثاني 2014 لكنها تعاود الازدياد ولا تتوقف الا بعد عملية تحرير كامل بيجي بما في ذلك الصينية في منتصف تشرين الاول 2015 الامر الذي نفهم منه ان الصينية كانت مصدر المفخخات التي كانت ترد لبغداد.. ولو اردنا متابعة الاحصائية وربطها بعمليات التحرير لطال الكلام كثير…من الواضح ان دور الحشد الشعبي في استقرار امن المواطن في كل عملية تحرير تعني فيما تعنيه تدمير مصانع التفخيخ وضبط مخازن المواد شديدة ألانفجار وتخريب البنية التنظيمية للخلايا الارهابية العاملة في داخل تلك المدن وقطع صلتها بقياداتها الارهابية وبمسالك تمويلها المادي والإعلامي ..
[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات