التيار الصدري أصبح اليوم وبعد ان مضى في قيادة تظاهرات واسعة وناجحة ، تياراً شعبياً عظيماً ، بدأ ينضوي تحت لوائه جميع المظلومين والمهمشين والفقراء والجياع والمحرومين ، فاتسعت رقعته الجغرافية وإزداد اتباعه ليكونوا عدة ملايين . فياحبذا لو أعلن هذا التيار عن تغيير اسمه الى (التيار الصدري الشعبي) ، وكتلته الى كتلة ( تيار أحرار الشعب)، لكي يعطي رسالة جديدة مهمة تفيد بأنه لم يعد يقتصر على طائفة أو جهة فئوية أو مناطقية أو مذهبية أو حزبية أو غيرها ، بل اصبح بعد التظاهرات الاخيرة تيار الشعب بأكمله .ان الخطوة التي خطاها السيد مقتدى الصدر هذا اليوم بشجاعته المعهودة في تنفيذ ما أعلنه في الأيام الماضية من تنفيذ الاعتصام امام بوابات المنطقة الخضراء رغم اعلان الحكومة البائسة يوم امس بأنها لن تسمح بإقامة اعتصامات وعلى لسان رئيسها ، يعتبر نصراً جديداً لتيار الشعب بالمضي في خطته الرامية الى (قلع وشلع) الفاسدين والسراق والمستبدين المتشبثين بالسلطة والمناصب العليا من أجل استمرارية الفساد والسرقة والاستبداد ، وصفعة قوية لمدعي السياسة من المستبدين المتوارين خلف جدران المنطقة الخضراء والذين يتملكهم الرعب والخوف والترقب لمصير مجهول.الأنباء الواردة من داخل أماكن الاعتصامات تشير الى تعاون كبير بين القوات الأمنية والمتظاهرين المعتصمين بالسماح لهم بالمرور من خلال نقاط المنع والسيطرة والتفتيش دون اي اعتراض او مقاومة.هل يفهم السيد العبادي وقادة الكتل وبقية الابواق الناعقة لهم من مريدين ومنافقين بأن الجيش والشرطة هم مع الشعب وإن الدرس المصري يجب ان يؤخذ بنظر الاعتبار في هذه التظاهرات كعظة وعبرة حين وقفت القوات الأمنية المصرية مع الشعب في ثورتين خلال ثلاثة أعوام . ان وقوف القوات الأمنية العراقية البطلة مع المتظاهرين المعتصمين اليوم لا يعد خوفاً او ضعفاً ، بل هو حكمة وشجاعة بسبب كونهم جزءاً من هذا الشعب وجزءاً من معاناته ، فهم يطمحون الى التغيير والإصلاح وقلع وشلع الفاسدين والسراق أيضاً مثلما يطمح اليه المتظاهرون. يا سياسيو المنطقة الخضراء افهموا الدرس وقدروا الموقف جيداً قبل فوات الاوان . فخلاصتهما ( لن يدافع عنكم جندي او شرطي او حماية او غيرهم ، لأنهم يعلمون اكثر من غيرهم بأنكم على باطل ). وسيسلمون الخضراء دون مقاومة لمتظاهري الشعب اذا ما بقيتم راكبين رؤوسكم وقد أخذتكم العزة بالاثم بعدم الانصياع الى مطالب الشعب بالإصلاح الشامل والعاجل . وهو نفس الحال الذي مر به الطاغية الاول صدام ، عندما لم يسمع النصيحة وركب رأسه ، فكانت النتيجة الهروب والاختفاء في حفرة حقيرة ، ومن ثم إعدامه وذهابه الى مزبلة التاريخ.أخاطب السيد العبادي : رغم ان التاريخ سطر شخصيتك من خلال سياستك وسلوكك كأحد أضعف من تولى المسؤولية في تاريخ العراق القديم والحديث ، ولكن بقيت أمامك أياماً معدودة على عدد الاصابع لكي تصلح ولو إصلاح بسيط تحفظ به شيئاً من ماء وجهك وتدونه إيجابياً في تاريخك ، رغم انني أعتقد بأن المثل القائل (لا يصلح العطار ما أفسده الدهر) ينطبق عليك . ماذا لو انتهت الأيام العشرة الباقية وتمت إزاحتك من منصبك ؟ ماذا سيقول عنك التاريخ ؟ وماذا ستجني من سكوتك وصمتك وضعفك وعدم قدرتك على التغيير رغم تفويض المرجعية والشعب لك منذ عدة شهور ؟ ليعلم الغافلون بأن تيار الشعب هو موج هادر كأمواج المياه التي تنطلق من سد ضاق بمياهه بعد احتباسها لسنوات طوال ، فماذا ستفعل عندما تنهمر بكل من يقف أمامها غير القلع والشلع ولربما اخطر من ذلك بابتلاع كل شيء يقف أمامها فيما بعد.فإحذروا ثورة المظلومين والمحرومين والجياع أيها المستبدون والسراق والرعاع.العراقي السياب الكبير ، رمز الحرية ، ونصير الفقراء والجياع والمظلومين ، يكتب ابياتاً قبل اكثر من ستة عقود وكأنه يعيش بيننا اليوم في ثورة الفقراء والجياع والمظلومين :أصبح الكون وهو نور ونار أيها الظالمون أين الفرار
الأعاصير تملأ الشرق والغرب وقد جاش حولهن الشرار
كلما حاقت المنايا بأعصر نزا فوق نعشه إعصار
فالتهاب خبا فكان التهاب وانفجار مضى فجاء انفجار
فاعصفي يا شعوب فالكون لا يرضيه الا أن يعصف الأحرار
واحطمي القيد فوق هام الطواغيت وثوري فالفائز الثوار
همسة فانتباهة فهتاف فانتفاض فثورة وانتصار
عالم الظالمين قد هدم المظلوم ركنيه فاحتواه انهيار