بين النفخ الإعلامي من جهة وبين الضغط الحكومي من جهة أخرى هل سينفجر البالون على أبواب الخضراء وتحت عنوان عليّ وعلى أعدائي ! أم ان البالون على عادته القديمة ينخرم ويرجع الى حجمه الطبيعي يتلاقفونه الساسة بالأيدي كيف شاءوا ويضعونه حسب ما يريدون ! ولكن ما هي المبررات المُعدة لذلك وهل تكون مقنعة بقدر ما تكون مُسخطة ! لو تأملنا المد والجزر في التصريحات والفعل على الأرض عرفنا مدى التخبط وعدم وجود الرؤية الواضحة ولا التخطيط الناضج فمن رعيد وتهديد باقتحام الخضراء الى هدوء وتأييد وتراجع لمجرد خطاب لرئيس الوزراء كل ما قال فيه سوف ! قالها آلاف المرات لمدة عام ونصف ! ثم الى قرار الاعتصام في أبواب الخضراء استحق على أثره لقب (المصلح العربي ) رغم أنه متواطىء وتحت الاحتلال الفارسي ومنفذ مطيع لأجنداتهم وهذه مفارقة عجيبة! ومع قرب موعد الاعتصام والاعداد له صرحت الحكومة انها ترفض هذا الاعتصام لعدم شرعيته قانوناً وأنها لا تعطي الموافقة تحت أي ظرف كان لكنها مع التظاهر ولا مانع لديها !
تزامن مع ذلك تصريحات حكومية بان الإصلاحات والتغير الوزاري الى التكنوقراط لا تشمل وزراء حزب الدعوة والحزب الإسلامي وفق رؤية واتفاق رئيس الوزراء ورئيس مجلس البرلمان
ومثل هذين الأمرين يعتبران صفعة وضربة بوجه المصلح العربي العاجز لحد الآن من اصلاح شأنه الداخلي وشركاءه في العملية السياسية وضغط معاكس لعملية النفخ الإعلامي والتصعيد والتهليل والترويج من بعض القنوات الفضائية التي استطاعت بدهائها ان تحرج الكثير وتجرهم كرهاً الى محاولات التغير ومحاولة اثبات انهم نزهاء صالحون !
الآن المصلح العربي في وضع محرج بين أن يستمر في قراره بالاعتصام رغم عدم قانونيته ورفضه من الحكومة والذي يعني اذا ما حصل فأنه سيؤدي الى عواقب وخيمة وخراب ودماء وفتنة تحرق الجميع ويتحول المصلح الى مُفسد, وبين أن يتراجع ويرضخ بشكل مهين ويرضى بتغير شكلي لنفس الوجوه الفاسدة وعندها تكون آخر حكاية من حكايات الثائر المصلح !