بين الصور التي انتشرت على صفحات الفيسبوك عن تشييع الطفلة ( فاطمة سمير ويس ) شهيدة القصف الارهابي الكيمياوي لناحية تازة خورماتو التركمانية تماما، كانت صور لمشيعين يرفعون لافتات تقول ( دماء فاطمة في اعناق الزاملي ).. و لم الاحظ أي اشارة من الاعلاميين الى هذه الصور و الكتابات و لماذا في ” اعناق الزاملي “؟المعروف ان مصادر عسكرية امريكية اعلنت الاربعاء ( 9 اذار 2016 ) و هو اليوم الذي قصفت به ناحية تازة ان وحدة كوماندوس امريكية خاصة كانت اعتقلت في شباط الماضي المسؤول عن السلاح الكيمياوي لدى داعش و الذي اكد في التحقيقات ان لديهم غاز الخردل الذي يصنعوه محليا. و علقت المصادر الامريكية قبل ان تسلم هذا الخبير الى السلطات العراقية الاسبوع الماضي، ان اسلحة الخردل المحلية تخرق و تسبب تهيجات في الجهاز التنفسي و اضرار صحية كثيرة غيرها الا انها تؤدي الى الوفاة بنسبة 5%.. و الاربعاء كما قلت كان اليوم الذي قصفت به داعش ناحية تازة خورماتو ( 15 كلم جنوب كركوك ) بعشرات الهاونات و الصواريخ المحملة بغاز الكلور و الخردل ، و في اليوم نفسه اكد الأمين العام لمنظمة بدر فرع الشمال محمد مهدي البياتي،، أن تنظيم داعش الارهابي قصف ناحية تازة جنوبي محافظة كركوك بصواريخ محملة بمادة الكلور.. في اليوم التالي للقصف ، نشر وسائل الاعلام العراقية بيان صادر من مكتب النائب حاكم الزاملي ، رئيس لجنة الامن و الدفاع في مجلس النواب ينفي به امتلاك داعش للسلاح الكيمياوي. جاء في البيان الذي يرد به على البيان الامريكي التالي ” ان لجنتنا تابعت التصريحات الامريكية بخصوص إلقاء القبض على مسؤول الوحدة الخاصة بتصنيع الاسلحه الكيمياوية لداعش المدعو [سليمان داوود العفاري] وبعد التدقيق وتقاطع كل المعلومات تبين ان لا صحة لهذه الأخبار وهذا أسم وهمي ومفترض ولا دليل على وجوده”. وأضاف، ان “القصد من نشر هكذا أنباء هو بعد الانكسارات والهزائم التي مُني بها داعش، وهناك من يحاول اعادة ماكنة الخوف والرعب في قلوب العراقيين من خلال إشاعة اخبار مفادها امتلاك داعش لاسلحه كيمياوية”. وبين الزاملي، “انه لحد الان التقارير العراقية والمعلومات الاستخبارية العراقية لم توكد امتلاك داعش لهذه الاسلحة، ونؤكد للعراقيين الشجعان ان داعش فقاعة وقد انتهت ولا يمكن إحياءها لا بالاسلحة الكيمياوية ولا بماكنة الرعب الهوليودية التي انطلت سابقا على قطعاتنا في الموصل ولا يمكن تكرارها بعد الانتصارات الاخيرة وهزيمة داعش في كل القواطع”.اذن هذا البيان الذي ارسل الى وسائل الاعلام العراقية و غيرها و الذي نشر بعد يوم من قصف داعش لناحية تازة كان سبب رفع اهل تازة تلك الكتابات التي تشير الى ان ( دماء فاطمة في اعناق الزاملي ).. لا ادري لماذا هذا البيان و الانكار ، الكل يعرف بتقدم القوات المسلحة العراقية ضد داعش و لكن هذا لا ينفي ان داعش يلجأ الى أي وسيلة لتأكيد وجوده و محاولانه ليقول انه لا يفكر بالاستسلام. ان بيان النفي لا يفيد في هذا الصدد و انما التفكير و العمل على تثقيف المدنيين القريبين من المواقع التي تسيطر عليها داعش بأخذ الحيطة و الحذر. و المعروف ان داعش و هل يعرف ان داعش استخدم الخردل في سنجار في اب الماضي و ان مختبرات عراقية في بغداد اكدت هذا الخبر بعد تحليل النكاذد التي ارسلت اليها و كذلك اكدت مختبرات اوربية و من بينها المانية قصف سنجار بالخردل..المفروض حتى ان كان الزاملي و غيره من النواب و المصادر العراقية متأكدين ان داعش لا يملك اسلحة كيمياوية، من البديهي في ظروف المواجهات العسكرية ان يتوقع أي طرف في المواجهة الاسوأ و ان يستعد له و اقصد للاسوأ و ان يحذر القطعات المسلحة و المدنيين كي لا يداهمهم الخطر و لا يعرفون كيف يتصرفون تماما كما حدث في تازة و استنادا الى برقية فورية صادرة من مديرية الدفاع المدني محافظة كركوكم شعبة العمليات الى جهات رسمية عديدة بتاريخ 9 اذار 2016، الساعة 1200 برقم 106 تؤكد سقوط عدد من الصواريخ محلية الصنع على ناحية تازة و تقول البرقية انه و ” بالساعة ( 800 ) من يوم 9/3/ 2016 وردنا اخبار من السيد حسم عادل ( مدير ناحية تازة ) يشير بوجود رائحة كريهة في الجو. على الفور تم تشكيل لجنة مشتركة من مديريتنا بالتعاون مع مديرية البيئة في محافظة كركوك و لدى وصول اللجنة الى الموقع تم الفحص بوساطة جهاز ( FTRX ) و تم التأشير علة ان الرائحة هي غاز الخردل السام غي مواقع سقوط الصواريخ “..لو كانت لجنة الامن و الدفاع في مدلس النواب قد طالبت من القيادات العسكرية ابلاع القطعات العسكرية و المدنيين ما كانت تازة تتحول الى منطقة منكوبة و ان يكون عدد المصابين بغازي الكلور و الخردل بالمئات و الرقم مثبت في مستشفيات كركوك و مستوصف تازة و مدينة الطب بعد نقل الحالات الحرجة اليها بعد وفاة الطفلة فاطمة متاثرة بالحروق و التسمم بسبب غاز الخردل، بل ان مدير المركز الصحي في تازة اكد ان عدد المصابين وصل الى 2114 مصاب. يبدو ان التغيير الذي حصل في العراق كان تغيير في نظام الحكم فقط بينما استمرت العقلية السياسية نفسها في المكابرة التي تؤدي الى كوارث..