22 نوفمبر، 2024 7:49 م
Search
Close this search box.

اليوم عيد الشجرهْ، جمال جوّه القندرهْ

اليوم عيد الشجرهْ، جمال جوّه القندرهْ

هذا شعار كان يردده الاطفال واليافعين في المدارس بمناسبة قدوم الربيع في 21 آذار في ستينيات القرن المنصرم وفي زمن عبد الكريم قاسم تحديدا، حيث كان عبد الكريم العدو اللدود لجمال عبد الناصر، وتصارع الرجلان على قيادة الامة، لانهما انطلقا من رحم واحدة هي عقيدة العسكر، وحاول عبد الكريم قاسم ان يكون 21 آذار عيدا للاشجار، لانه كان على خلاف مع الكورد، الاطفال درجوا على هذا الهتاف، وفي سفرة مدرسية لهم الى صدر القناة، رددوا الهتاف وكان عبد الكريم قد ذهب مقتولا ، فهرع رجال الامن اليهم، ومنعوهم من ترديد الهتاف، لان عبد السلام عارف كان حبيبا لجمال عبد الناصر، وانتهى الامر وطويت صفحة عيد الشجرة الذي بقي لسنوات، كل امة ستلعن اختها، هذا هو ديدن الحياة، والشعارات والهتافات تتولد في لحظات انفعالية، وربما كانت سببا لقيام حروب عديدة بين الدول.دائما الشعب على حق حتى وان كانت الهتافات بذيئة وغير مؤدبة، فالذنب لم يكن ذنب الشعب على اية حال، انما ذنب الدوائر التي تقف خلف صناعة تلك الهتافات، وفي الآونة الاخيرة وجدنا بروزا كبيرا ووزنا لهذه الهتافات، حتى راحت تتردد على السن القادة ورؤساء الكتل متدينين وغير متدينين، فصار النعال شعارا يلوح به البعض، وربما اندفع البعض الآخر فصار يلوح بحذائه في الهواء، اما المفردات فهي وليدة حالة انفعالية يمر بها حماس المتظاهر وهو في نشوة الانتصار بالكلمات، حتى ان بعضهم تصيبه الهستريا فيهذي بدون ان يدري ماذا يقول، اول نعال ظهر في 9/4 على يد رجل قريب للحكمة منه الى الجهالة، وراح يضرب تمثال صدام حين انزلوه في ساحة الفردوس، ثم صار النعال شعارا والحذاء صارت سلاحا حين لوح بها احد الصحفيين ورماها باتجاه رئيس اكبر دولة في العالم.عندها فقط علمت ان الحذاء والنعال لن يسقطا من ايدي العراقيين او افواههم، وان هذا الامر سيسحب اليه اساتذة ومفكرين ورجال دين محترمين، والعراقي عندما يريد ان يهين احدا يقول له: ( اضربك بالقندرهْ)، وهذه تعتبر احط شتيمة يمكن ان يطلقها انسان بحق انسان آخر، حتى صارت ثقافة القنادر هي السائدة في مرحلة التغيير الديمقراطي بعد الفين وثلاثة، والعراقيون مع هذا يحترمون الحذاء اشد الاحترام، حتى ان بعضهم في الازمان الغابرة كان يحمله تحت ابطه خوفا عليه من تقلبات الجو او من التضاريس غير السوية للارض، وهو يعتني به اشد الاعتناء عملا بالمقولة الانكليزية التي تعتبر ان الحذاء هو وجه الرجل الثاني، وهو مركز الاناقة لدى الرجل، وتعتقد ان الرجل مهما بلغ من الاناقة ولم يرتدِ معها حذاء ملمعا، فان اناقته ستضيع ادراج الرياح.ونتيجة لاهمية الحذاء في حياة الانسان واحتقاره له في ذات الوقت صار يرفعه بيده ويلوح به باتجاه الاشياء التي لاتعجبه، وبعض الاحيان يستخدم العراقي الحذاء في مشاجراته، وترك جميع الاسلحة ليضعه دواء للعقرب، حيث قال في امثاله وادبياته: ( العقرب دواها اليمني)، واليمني هو الحذاء، وهذا اسم من اسمائه، على اعتبار ان الانسان يرتدي في البداية الحذاء الايمن قبل الايسر فصار( يمني)، ليصل الامر الى الرؤساء والملوك فيلوحون بالحذاء باتجاه اعدائهم.

أحدث المقالات