في كتاب”حياة الإمام موسى بن جعفر عليه السلام” ج2 للشيخ المحقق والمؤرخ”باقر شريف القرشي”طاب ثراه، جاء فيه:(علي بن يقطين، ابن موسى البغدادي، مولى لبني أسد، من وجوه هذه الطائفة ومن أعيانها، له المنزلة المرموقة والمكانة العليا عند الامام أبي الحسن موسى عليه السلام.
ولد بالكوفة سنة 124 هج، في اواخر دولة الأمويين، نشأ بها وترعرع، وكان بها يبيع الابزار، وكان ابوه يقطين ممن يقول بالامامة … ولما انتقل يقطين إلى دار الحق، قام ولده علي مقامه، فاتصل اتصالا وثيقاً بالعباسيين، وتولى بعض المناصب المهمة في الدولة، وكان في نفس الوقت غوثاً وعوناً للشيعة، يدفع عنهم الخطوب والكوارث، وكان من عيون المؤمنين والصالحين.
انفق اموالا ضخمة في وجوه البر والاحسان … وكان يعول ببعض عوائل الشيعة، فقد قام بنفقة الكاهلي وعياله حتى توفي، إلى غير ذلك من وجوه البر والخير الذي قام به، الأمر الذي دل على ايمانه وحسن عقيدته.
علي بن يقطين؛ تقلد منصب ازمة الازمة في ايام المهدي، ومن بعده عينه هارون وزيراً له، وقد تقدم الى الامام عليه السلام، يطلب منه الاذن في ترك منصبه، والاستقاله منه فنهاه عليه السلام عن ذلك وقال له:
“لا تفعل فان لنا بك أنساً، ولاخوانك بك عزاً، وعسى الله ان يجبر بك كسيرا، أو يكسر بك نائرة المخالفين عن أوليائه، يا علي، كفارة أعمالكم الأحسان إلى أخوانكم، اضمن لي واحدة اضمن لك ثلاثاً، اضمن لي ان لا تلقى أحداً من أوليائنا إلا قضيت حاجته واكرمته، واضمن لك ان لا يضلك سقف سجن ابداً، ولا ينالك حد السيف ابداً، ولا يدخل الفقر بيتك ابداً، يا علي، من سرّ مؤمناً فبالله بدأ، وبالنبي ثنى، وبنا ثلث”).
علي بن يقطين، لم يك وزيراً تكنوقراطياً، بل كان يبيع الابزار، لكنه وزيراً ناجحاً، مؤمناً متقياً، يجبر الكسير، ويقضي حوائج الناس، ويسرهم، مجاهداً لأعداء أهل البيت عليهم السلام في جبهات القتال، مطيعاً للامام موسى بن جعفر عليه السلام، في محاربة الفاسدين والسراق، لم يسرق ولم يخون الأمانة، حتى دعا له الإمام عليه السلام ،وهو على الصفا:
(إلهي، في أعلى عليين اغفر لعلي بن يقطين)، وقال عليه السلام:(من سعادة علي بن يقطين اني ذكرته في الموقف).
إلى دعاة الإصلاح:إذا كان لديكم كعلي بن يقطين وزيرٍ، تكنوقراط أو غيره، متصف بالتقوى والصلاح، والمثل العليا، وبتلك الصفات التي ذكرها الإمام موسى بن جعفر عليه السلام، فنحن نقبل به، وإلّا فلا نقبل ان نبدّل”الثور بحلابه”.