اتصل بي أحد معارفي من السويد ، فوجدته على حين غرة معجب ايما اعجاب بالمالكي. . . فتساءلت في نفسي ان هذا الشخص مهندس ويدعي الثقافة ولم يدرك ما الذي فعله المالكي بالعراق والعراقيين ، فكيف بابناء الشعب البسطاء والساذجين . ان هذا الموقف ذكرني بمقولة المناضل المصري الشهير سعد زغلول الذي قال لزوجته يوما . مفيش فايدة ياصفية … ده شعب زلط ! … ان هذا الشخص الذي يحب المالكي يعيش في المهجر ، ولم يكتوي بنار الارهاب الذي جلبه المالكي بسياساته الفاشلة او المقصودة ، كما انه لم يعاني من انقطاع الماء والتيار الكهربائي في تموز العراق ، وفيضان المجاري في شتائه الممطر . ولم يعش في خيمة من خيم النازحين . واذا كان يحب هذا المسخ الذي جعله الاغراب رئيسا لوزراء العراق ، فلماذا يقيم في الخارج ولم يبقى بجوار المالكي وزبانيته ، لكي يتمتع بحكمة مختار العصر الذي يفتقر لابسط المفاهيم الانسانية والمقومات السياسية ، والذي يناقض نفسه مرة بعد اخرى نتيجة امعانه بالكذب والاحتيال على الشعب . كنا يفتقر الى الكاريزما او الشخصية المقبولة التي قد تجعل منه قائدا سياسيا لكي يحبه مريديه واتباعه. . .ان تاريخ العراق المعاصر لم يشهد ابدا شبيها بالمالكي لا من ناحية غبائه ، ولا من ناحية فساده ورشاويه للمحيطين به سنة وشيعة لكي يكسب ودهم . . ان العالم كله يشهد بأن المالكي هو اسوأ حاكم في العالم ، لانه جعل من العراق اسوأ دولة ! . .كما انه بدد كل ثروات العراق ولم يبن حتى طابوقة واحدة خلال فترة حكمه البائسة التي استمرت ثمان سنوات عجاف ، وقد ختمها بهزيمته امام عصابات ضالة وسلم لهم مدنا كاملة مع اسلحة ومعدات بمليارات الدولارات . فهل هناك خيبة لحاكم اشد من خيبة المالكي ، وهل هناك خيبة اكبر من خيبة العراقيين به . ومع ذلك نرى ان بعض ضعاف النفوس وقصيري النظر يتمسكون به بدلا من تقديمه الى القضاء على الاعمال التي ارتكبها بحق الشعب العراقي ، والتي ترقى الى الخيانة العظمى بلا ادنى شك .ان شعبنا العظيم ليس بشعب زلط ولكن الامريكان والدول الاقليمية قد كبلوا هذا الشعب باطماعهم ومصالحهم لكي يبقى العراق دولة منقسمة وضعيفة من خلال تمسكهم بساسة من اشباه الرجال كالمالكي وزمرته الحاكمة . والاكثر من هذا فانهم استنسخوا لنا رئيس وزراء جديد شبيه به ، كما كان يتمنى النائب المتخلف عباس البياتي ، الذي لم ير في الشعب العراقي لا حاضرا ولا مستقبلا من هو افضل من المالكي ، ولذلك فأنه كان يرغب باستنساخه لو مات يوما ، لم لا وانه ولي نعمتهم ويده في افواههم وهم يعانون من جوع مزمن وعتيق عندما كانوا يستجدون السفارات بحجة انهم احزاب معارضة ، وقدموا انفسهم للامريكان على انهم قيادات سياسية فاعلة . ولا زالوا جاثمين على صدر الشعب العراقي طالما هناك بقية من اموال هذا الشعب المسكين . وهم لا يعلمون نتيجة غبائهم بأن الرمال المتحركة تحتهم تتداعى يوما بعد يوم ، والبناء الكارتوني الذي بنوه يأسم العملية السياسية قد بدأ يتهرأ وبانت من خلاله كل عيوبهم وعوراتهم امام الشعب العراقي ، ولا زال هذا البناء الكارتوني ينهار يوما بعد يوم فتزداد انتفاضة الشعب من عماله وطلبته ومثقفيه . لقد بدأت ارهاصات هذه الانتفاضة تتوسع لتمسح في قابل الايام كل الندوب السوداء في جبين الشعب العراقي ننتيجة حكم من لا يستطيع ادارة حتى نفسه. . ان اذلال الشعب العراقي وتجويعه وتقسيم بلاده اقطاعيات لاحزاب لا هم لها سوى النهب والسلب والابتزاز بأسم الدين . وتعليم الشعب التحزب والتعصب ورفض الاخر ، ليتفرغوا الى نهب الثروات حتى اخر فلس في الخزينة . . ان من يعتقد بان الشعب سوف ينخدع لفترة اطول لهو واهم جدا . فقد ادرك الجميع اللعبة القذرة للدول العظمى والاقليمية في بقاء العراق حكومة ضعيفة، وجيش ضعيف. ، وميليشيات متنفذة في كل محافظة هدفها القضاء على وحدة الشعب وتفتيت الوطن ضمانا لمصالح من يدفع لهم .ان الثورة قادمة بأذن الله ، وستكون البداية من جياع الشعب وعماله وكذلك من جموع الشباب في المدارس والجامعات الذين لم يخدعوا يوما باباطيل وترهات حكام القرون الوسطى القادمين من رحم الازمان المظلمة . انه جيل جديد يطل على صباح جديد ، صباح عراق جديد. . ولا زلت ارى الامل في حدقات عيونهم .