.. ياصرخة الحنين ، يالهفة السنين ، ياشهقة فرحي عند اللقاء ! .. فليلة القبض على مشاعري بكل جنون وعنفوان .. اليوم سيكون اللقاء ، ليته لن يكون ! ليتك ايها الخميس لن تأتي .. وجدت نفسي شاغرا فحدثتها لِمَ لاتتصل بها لتعرف العنوان ؟ ها سأذهب للذاتية وسأستخرج العنوان منه ! لا سأبعث في طلبها لأنها مازالت في الفصل .. فكرة جيدة ! إستدعيت الحاجب ( طلال ) ليستدعي الطالبة ( غفران) الى الإدارة .. ماهي سوى ثوان معدودات حتى جاءت مستبشرة وفي عينيها تلوح ألف لغة ولغة ، وقالت بكل ثقة : أعلم أنك تحبني كما أحبك فلا داعي من إصطناع اللا مبالاة !! تفضل ياروح غفران .. عمر غفران الذي مر والذي سيأتي !! تفضـ… ؛ حيلك حيلك ماهذا يابنت ؟ خففي من حدة هذه العواطف فأننا في غرفة الاساتذة ، ماذا سيكون موقفي لو جاء أحدهم ورآى وسمع هذا الكلام ؟ .. حقيقة استاذ انا فرحانة جدا لأن حضرتك طلبتني ولأني مشتاقة لرؤياك ! .. مشتاقة ؟ لقد كنت في قاعة الدرس منذ أقل من خمس دقائق هل ( لحقتي) تشتاقين ؟ والله استاذ لو كان الامر بيدي ماتركتك ثانية واحدة لأحبك أكثر وأكثر! .. سبحان الله حبك أسرع من الضوء .. المهم إعطيني عنوان بيتكم .. لاداعي إستاذ أنا أرسل لك سيارة تجلبك للبيت ( لاتتعب نفسك ) .. طيب شكرا أرجو أن تصلني الساعة السادسة مساء .. طيب ( حبيبي ) سأتحمل النار حتى تلك الساعة ! .. أرجوك غفران ، ياعيون غفران !! .. شكرا ، تذكري أنا رجل غريب عن أجوائكم فأحترمي شيبتي واحفظي لي هيبتي ووقاري وإعلمي أنني سريع الغضب فيما لو حصل شئ لايمت الى اخلاقي وتكويني بصلة وإعذريني من ردة فعلي وتأكدي سأكون ضيف الشرف فحسب ولا تشركوني فيما تقومون به كونه ينافي عقيدتي وتربيتي .. ربما ستقولين عني : متخلف .. رجعي .. ( دقة قديمة ) لابأس قولي ماشئت .. والآن هل عندكم جهاز الفاكس ؟ نعم .. إعطيني الرقم : هاهو الكارت استاذ فيه كل ارقامي ولكن ماحاجتك له ؟ .. أريد ان ارسل لك شيئا مهما ؟؟ هل هو شعر .. غزل .. إعجاب ؟ لاهذا ولا ذاك ستعرفين حين تقرئين ! .. استاذ نحن في حفلة ولسنا في مؤتمر ! .. والله لو كان يعجبك فأهلا وسهلا وإلا إعذريني عن الحضور ! لا استاذ أرجوك فكل آمالي معقودة على حضورك كي اتباهى أمام زملائي ! إذن أنت تبحثين عن شئ غير الحب كما تدعين ؟ لا والله لكن حضورك سيسعدني ويزيدني بهجة ويخفف عن أحزاني ! طيب إتفقنا . الآن يمكنك الإنصراف !.. حين خرجت هذه البنت أحسست أن جبلا أزيح من فوق صدري ! ذهبت الى غرفة السيد رئيس القسم لأستأذن بالخروج ، فأذن لي . وعند خروجي منه لقيت أحد الاساتذة المختصين بعلم النفس فبادرته القول : والله انت إبن حلال ! أحتاجك جدا … خير استاذ ، خير إن شاء الله لنشرب فنجان قهوة في غرفتي .. طيب تفضل ، لاحظت صديقي وقد بدت عليه علامات الاستغراب كوني لم أتحدث اليه بهذه الطريقة من قبل ، وأظنه أحس بي وبما أعانيه من بلوى ! .. هه سيدي تفضل ! وحكيت له الحاية من أولها وللحظة مقابلتي مع غفران قبل قليل .. ابتسم استاذ ( عبد القوي ) وقال : خذ هذه الأوراق وأطلع عليها واستنبط منها ماشئت فهي جزء من رسالتي في الماجستير وكأنني أعددتها لحضرتك . ناولني ملفا يحتوى على قرابة الـ 200 ورقة ، ياربي هل سأقرءها كلها ، ثم إني لست مطلعا بعلم النفس ولا بأسراره ؟ هون عليك سترى الأوراق مرتبة ومفهرسة وستجد ماتصبو اليه .. ركنت تلك الاوراق في غرفتي ثم خرجت من الجامعة متوجها الى السوق لأشتري هدية مناسبة ، فأهتديت الى أغلى هدية ألا وهي كتاب الله العظيم موضوعا داخل صندوق متقن الصنع ذو زخارف تسحر الناظرين ، ومعه قلم حبر من النوع الفاخر ..