بعد توقيع الاتفاق النووي بين إيران وأمريكا تغيرت حدة التصريحات الإيرانية المناهضة لإسرائيل بل حتى إن شعارات إيران تحولت من المناهضة لإسرائيل وأمريكا إلى مناهضة العرب ودول الخليج بشكل خاص, وتطور الأمر إلى استخدام لغة التهديد بالسلاح, فقد استعرضت إيران بإطلاق صاروخين بالستيين من إحدى المحافظات الشمالية ليصيبان أهداف في إحدى المحافظات الجنوبية وعلى مسافة 1400 كلم.
وقد جاءت هذه المناورات الإيرانية بالتزامن مع اختتام مناورات رعد الشمال التي تجريها السعودية في منطقة حفر الباطن وكأن إيران ترسل برسالة إلى الدول العربية بأنها موجودة ولا تخشى من رعد الشمال خصوصاً وان إيران تعي جيداً إنها ستتعرض لعقوبات دولية في حال استخدمت تلك الصواريخ .. ومع ذلك استخدمت تلك الصواريخ معرضة عن خطورة العقوبات الدولية …
فأنظار إيران متوجهة للدول العربية وبالتحديد لدول الخليج وشاحت بنظرها عن إسرائيل فهي لم ترسل صواريخها إلى إسرائيل بل إلى الدول العربية ومنها اليمن وإرسال جنود ومستشارين إلى سوريا واليمن وفي العراق مليشياتها وجنرالاتها العسكرية تسرح وتمرح وترتكب المجازر تلو المجازر بحق المدنيين, خلقت الفوضى في البحرين وفي الكويت ورسائل التهديد المستمرة للسعودية وهذا ما يتحمل مسؤوليته حكام العرب وحكام الخليج بالتحديد لأنهم وكما يقول المرجع العراقي الصرخي في استفتاء ” أضاعوا العراق… تغيّرتْ موازين القوى… داهَمَهم الخطر…!!! “…
{{… أولًا ــ لقد أضاعت دول الخليج والمنطقة الفرص الكثيرة الممكنة لدفع المخاطر عن دولهم وأنظمتهم وبأقل الخسائر والأثمان من خلال نصرة العراق وشعبه المظلوم!!! لكن مع الأسف لم يجدْ العراق مَن يعينُه، بل كانت ولازالتْ الدول واقفة وسائرة مع مشاريع تمزيق وتدمير العراق وداعمة لسرّاقه وأعدائه في الداخل والخارج، من حيث تعلم أو لا تعلم!!!
ثانيًا ــ هنا يقال: هل يمكن تدارك ما فات؟!! وهل يمكن تصحيح المسار؟!! وهل تقدر وتتحمّل الدول الدخول في المواجهة والدفاع عن وجودها الآن وبأثمان مضاعفة عما كانت عليه فيما لو اختارت المواجهة سابقًا وقبل الاتفاق النووي؟!! فالدول الآن في وضع خطير لا تُحسَد عليه!!! فبعد الاتفاق النووي اكتسبت إيران قوةً وزخمًا وانفلاتًا تجاه تلك الدول!! وصار نظر إيران شاخصًا إليها ومركَّزًا عليها!! فهل ستختار الدول المواجهة؟!! وهل هي قادرة عليها والصمود فيها إلى الآخِر؟!!…}}.
فبسكوتهم عن احتلال إيران للعراق قد دعموا بهذا السكوت الحكام الظلمة وقتلة الشعب العراقي الأمر الذي أعطى إيران الحافز والدافع لدعم نظام بشار الدموي وتحريك الحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان الذي تحول من حزب مقاوم –كما يزعم – إلى أداة قمعية إيرانية ضد العرب المسلمين وشاح بنظره عن إسرائيل, فبعدما أحست إيران بعدم وجود ردة فعل عربية إزاء احتلالها للعراق توجهت أنظارها لتكل الدول والآن هي تهدد دول الخليج من خلال رسائل التهديد البالستية, وما يزيد خطورة التهديد الإيراني لدول الخليج هو التغاضي الغربي وبالتحديد الأمريكي عن استخدام إيران لهذه الصواريخ وما تصريح نائب الرئيس الأمريكي “جو بايدن ” حول المناورات الإيرانية البالستية والذي قال فيه ( إنه لا تزال هناك شكوك لكن سنتحرك في حال حصلت خروقات بالاتفاق النووي ) فهذه رسالة واضحة من قبل الإدارة الأمريكية بأنها غير مهتمة بتلك الصواريخ وإن اهتمامها سيكون بعد وقوع المحذور, أي بعد أن تقع تلك الصواريخ على الدول الخليجية وهذا يثبت أيضاً إن برنامج الصواريخ البالستية الإيرانية هو خارج إطار الإتفاق النووي, وهذا ما يعطي إيران قوة وزخم لإستخدام هذه الصواريخ كقوة بديلة عن قوة النووي لتهدد بها العرب والخليج بشكل خاص.