الشيخ طه شاب يافع ممتلىء حيوية مات ابوه وهو لم يبلغ العاشره ،ترك المدرسة هو واخية الذي يكبره بثلاث سنوات من اجل اعانة الاسرة. عملا بورش الخراطة كان طه تقي جدا لايعرف سوى طريق البيت والورشة والجامع رغم صغر سنة إلا انه كان كثير العبادة حيث انه يحفظ القران والاحاديث النبوية .مرت اسرته بعد رحيل والده بوضع اقتصادي جيدالا انه بعد مرور سنوات تعرضت الام فجاة لفشل كلوي مما ادى الى صرف كل مدخراتهم عليها .وبعد ثلاث اشهر من مرض الام تعرض الاخ الاكبر لقطع يدة نتيجة عملة بالمخرطة .فاصبح شيخ طه المصدر الوحيد للاسرة ،وكانت عملية بتر اليد للاخ سيئة مما اضطر الاسرة الى الاستدانه من الاخرين وبيع اخر ارض يملكونها .فأصبح حالهم سيء جدا. وزادت عليهم الديون والوضع الصحي المتدهور للام والابن ،اذ طه لا يستطيع ان يقدم لهم اي شي. مرت السنين والوضع للاسؤء وبلغ طه من العمر 30 سنة ولم يتزوج ولم تتحسن اوضاعهم .لكنه بقي متمسك بعبادة ودينة ويقول دوما ستفرج قريبا .فجاءة ظهر حسانين الاقطاعي وصاحب الاموال والارضي في المدينة الصغيرة وتقدم للترشح بالانتخابات وجلس وسط المسجد وامام المسجد يدعوا له بالنصر والفوز وعلى اهل القرية دعمه ومساندته بالانتخابات بعد افترق الناس تقرب طه من حسانين وطلب منه مساعدتة في علاج امة واخية وحصل على موعد لمقابلتة في منزله. تسائل طه من اين لحسانين بكل هذا الاموال ؟ولماذا اصطفاه الله وهو كان ابن عاق ولم يسمع احد انه فعل خيرا حتى يشهد له شيخ الجامع والعمدة بإيمانة وصلاحه؟ .وحين ذهب لمنزل حسانين الذي يتجمع في الناس ولم يسمح له بمقابلة الشيخ حسانين وحين طالب بصوت عالي اعتبروه من اعدائة وتم ضربه وطرده .صرخ طه بصوت لماذا خالق الكون ينعم على اللصوص بالمال والنساء والخير الوفير بينما العبد الصالح والمطيع لايستطيع توفير ثمن دواء او الغذاء لعائلته رغم عمله وتعبه .تغيرت حياته ترك الجامع ولم يركع مرة اخرى ابدا عرف طريق المقاهي ومعاشرة الرجال الساخطين وحين يعود من المقهى يناجي ربه لماذا تعطي للصوص الخير الوفير بينما اغلب عبادك تنعم بالفقر .اضطرت الام والاخ للتسول حتى لا يموتى من الجوع والشيخ طه يجوب الشوارع يستجدي عدالة السماء .ثم يقوم بكسر الزجاج الجانبي للجامع ويسرق المايكرفون لينادي بالناس ان تتجمع قرب مصفى المجاري للحصول على اللحم والدقيق .خرج اهل القرية جميعا فوجئوا بالشيخ طه يقف عاريا يقول بصوت عالي حد (عايز من ربنا حاجة ) ذهل الناس وقالوا له انزل ياشيخ نحن سنتكفل بعلاج امك واخيك وتزويجك لكنه لم يلتفت لهم فألقى بنفسة بالمجاري ليموت ساخطاً حزيناً . القصة من المجموعه القصصية للكاتب المصري كرم صابر والذي تعرض بسبب هذه المجموعه القصصية لحكم بالسجن خمس سنوات بتهمة ازداء الدين ولم يكن فيها الا متسائلا غير مالوف بطريقة وقصصه. هل من حقنا ان نتسائل وهل الله الذي كل ما جاء بكتابة الكريم عبارة عن حوارات وقصص وتسائل بين سائل ومجيب .اذا كان الله يقبل ويسمع ويجيب فكيف بالانسان .هل ما نمر به ونعيشه هو ما يريديه الله؟ هل هو اختبار وابتلاء ام هنالك سبب اخر ؟هل التسليم بأسم قضاء الله وقدرة هو لون من الايمان والخروج عنه كفر وجحود؟ لماذا المال والسلطة والقوة بيد الظلمة والجاحدين ؟لماذا لا تنتصر السماء لفقرنا وبؤسنا ؟هل ما نعيشه من قهر وبؤس هو بسبب ظلمنا وجهلنا وفسادنا ام امر اخر نجهلة ؟ اين الحكمة في كل ما نمر به ولطالما كان اصوات التهوين بان هنالك حكمة مجهولة فكيف انتفع بحكمة لا افقهها ولا اعرف ما هيه.الاسئلة كثيرة قد تقود لتكفيرنا لكن اليس الاولى بنا ان نعيد فهم ما تعلمناه وان نشكك بكل ما سمعناه وما اخذنا به على اساس انه عقيدة والحق المطلق مع انه ليس الا فكر بشري يخطي ويصيب .لماذا ما نعيشة لا ينسجم مع اي لون من الوان العدل والظلم .دوما ستكون الاسئله بلا اجابات مقنعه وجواب الاسئله يكون اعقد منها احيانا .لذلك سنبقى نفقد كل يوم طه جديد وكلما يولد طه جديد سينطفىء بداخلة نور ايمانة بعد ان يجد كل شي من حوله اعوجا . ومضة: الشعب الذي يعتمد على مظاهر الدين من تكريم الباطل ، والاحتيال ، والتشهير ،والقتل الغير مبرر .. هو شعب غير قادر على العيش فترة طويلة . ألبرت انيشتاين