23 ديسمبر، 2024 7:06 م

قصص قصيرة جدا من مدينة الناصرية

قصص قصيرة جدا من مدينة الناصرية

1 / ( نغل ) قرب الصفاة توجد ماكنة ناجي عجام ، وقرب الماكنة مزبلة كبيرة للبلدية .
ذات صباح كنت اول الخارجين الى مدرستي الابتدائية. عندما وجدت طفلا يبكي وهو ملفوفا بقماط يكسوه الدم . ويبدو ان امه ولدته في الليل ورمته فجرا  في المزبلة.
الطفل كبر ، وفي حرب ايران قتل . وعلى لافتة استشهاده لم يضعوا سوى أسمه فقط
 
2 / ( الفانوس )
 
حمل الشاعر قيس لفته مراد ديوانه الشعري الفانوس الى مدينته وأقام حفل توقيع عائلي في بيت السيد محمد الباقري .
قال حينها :وكأني الآن أشعل النور في ليل مدينتي .
وعندما عاد الى بغداد ، توفي في غرفة مظلمة في فندق.
 
3/ ( عقيل علي )
 
الخباز تفوق على صمته ، ومشى من العجين الى القصيدة . اهل بغداد شككوا بأصالتها وتبعيتها للشاعر ، لكن اهل الناصرية يعرفون أنها له.
ولد وقرأ وكتب .
أما الباقلاء التي اتخذوها سبة عليه .
تجاوزها الى مجد كبير احتفت به دار نشر توبقال بالرغم انه توفى على الرصيف كما يقال.
 
4/ ( باب الشطرة )
 
للناصرية باب من جهتها الشرقية اسمه باب الشطرة ، لأن السيارات الدوج والشوفرليه الخشبية تنطلق منه الى الشطرة .
القصة أن المدرسة التي تقع في ذلك الباب رفضت تسجيلي تلميذا في الصف الأول لأن بيتنا قريب من باب الفقر وليس من باب الشطرة
 
5 / ( قبر حسون )
 
مرات ينشرون صورا قديمة للناصرية ومنها صورة لأبن شارعنا للمرحوم حسون كاظم الجاووش عندما كان صبيا ويتأرجح من دولاب هؤلاء خشبي في احدى الاعياد .
كبر حسون وتزوج سيدة طيبة ، لكنه اصيب بطلق طائش قرب حديقة غازي في انتفاضة التسعين .
ولأن الدفن في النجف متعذر في ذلك الوقت .دفنوه أمانة تحت شجرة سرو في تلك الحديقة.
 
6 / ( مقهى مسلم )
 
للأدباء في الناصرية مقهى على ناصية الشارع تهجع مساءاتهم اليه . يأوون اليه وكل قصصهم وقصائدهم تهجع الى جوار دخان السارات وغبارها .
وكأنهم في انتظار ايثاكا التي هي على شكل محافظ ليقولوا له : أستاذ بروح اجدادك ليس لنا مقرا سوى هذه المقهى.
 
7/ ( سيد حميد الحصونة )
تفخر الناصرية ان لديها قائد فرقة عسكرية في اول العهد الجمهوري ، يقال أن الزعيم كلفه بضم الكويت الى البصرة.
ما الذي جرى بعد ذلك .
السر مع الزعيم وقائد الفرقة سيد حميد وعبد السلام عارف ايضا.
الان الكويت دولة متحضرة ومستقلة ، ومن السذاجة أن نضمها الى مجلس محافظة البصرة التعبان.
 
8/ ( قاسم القماش )
 
المرحوم قاسم القماش مات بحادثة سير ، وأكثر من حزن لموته نساء المدينة .
فلقد كن يتجمعن حول دكانه كما الزنابير حول آنية العسل .
وعندما مات .الكثير منهن فضلن التسوق من سوق الشيوخ وليس من قيصرية القماش في الناصرية.
 
9/ ( طاووس البلدية )
 
كل 14 تموز من كل عام يضيئون طاووس النيونات الملونة في واجهة مبني البلدية .
المارة يؤدون له التحية وللزعيم ايضا.
وحين جاء الأيزيديون من الشيخان وسنجار ليعلموا متعهدين في نادي الموظفين اقترحوا ان يبقى الطاووس مضيئا كل العام وهم من يدفعون اجرة الكهرباء وتبديل المصابيح عندما تحترق.
 
10 / الاتحاد السوفيتي وصابئة المدينة
 
بنى السوفييت محطة الطاقة الحرارية في الناصرية وكانوا كل مساء ينزلون ليشتروا الذهب الإيطالي من سوق الصاغة .
ولأن للصابئة لسان معسول ، بعضهم يأخذ من الروسيات اجرته لتصليح سلسلة الذهب الايطالي ، يأخذها قبلة من الفم والبعض يأخذها وضعا ساخنا..!
 
11/ ( مقهى العمال )
 
كانت المقهى مواجهة لتمثال الحبوبي ، ولم ار عاملا يشرب الشاي فيها ، فأغلب روادها من المثقفين والمعلمين المنقولين الى الناصرية من مدن اخرى.
اشتغلت فيها عاملا وانا صبي بوساطة من اخت زوجة صاحبها ( أبو حنان ) .غني سعيد.
أجرتي ربع دينار .
أستلمه في الليل .وفي استراحة ظهيرة اليوم الثاني اذهب الى مكتبة المرحوم جبر غفوري لأشتري رواية لغوركي.
 
12/ ( ستوديو فليح )
 
هذا المخبئ السري للعاشقين ، متحف لأسرار لا تحصى . أجمل ما فيه كنا بعد السينما نذهب الى واجهة الاستديو نضع على وجوه الجميلات اللائي في التصاوير أسئلتنا :
لماذا كل واحدة في الصورة اصبعها على حنكها ، وعلى كل خد شامة اصطناعية؟
 
13/ ( دكتور عقيل )
 
الدكتور عقيل كريم اليعقوبي .الطالب الذكي جدا وابن محلة السيف .ذهب الى انكلترا وتخصص في القلب والباطنية وامراض السكر.
لكن عجائز المدينة ومنهم امي يعتقدن أنه قادر على شفاء كل مرض.
فأمي عندما توجعها قدميها تقول :خذوني الى دكتور عقيل .وكذلك عندما يصيب عينيها الجنيجل.
 
14 / ( كيمياء بدري عرب )
 
اغتيل الشهيد بدري عرب غدرا في بغداد ، ولكنها ابقى في المدينة طعما للكيمياء .
درسني في الاعدادية .
في الدرجة النهائية اخذت 45 ووجدتها في 50 في الشهادة .
سألته :لماذا ؟
قال :جارتنا شهد أم مهدي ماذا تقربُ لك ؟
قلت :عمتي اخت ابي .
ضحك وقال : هذه الخمس درجات من اجل جارتنا شهد.