26 نوفمبر، 2024 2:07 م
Search
Close this search box.

علي (ع)ومعالجة حكومة الفساد

علي (ع)ومعالجة حكومة الفساد

حين تولى علي عليه السلام الخلافة من بعد الخليفة عثمان بن عفان، بادر الى عزل كل وزرائه ومسؤوليه الذين عملوا في سلطته لأنه قد ذاع وشاع في ذلك الوقت فسادهم وتورطهم في انحرافات كبيرة ، إلا ان هذا الاجراء اثار إستغراب اهل الحنكة والسياسة كما يقال  في ذلك الوقت، غنه كيف تعزل كل الولادة والاداريين وفيهم من فيهم، حيث ان هؤلاء الذي عزلتهم هم اهل حكمة ودراية او لهم تجربة في حكم الناس، أو أن لهم قواعد جماهيرية لا يستهان بها سيغضبهم ذلك ، كيف يعمد علي عليه السلام الى طردهم وابعادهم خاصة ان بعضهم يمثل تياراً واسعاً وان له سطوة المال والإعلام، فله تاثير واسع في الشارع وبين المسلمين، فليس من السهل إقتلاعه من جذوره ومن صدور الناس، هذه كانت الرؤية التي انطلق بها المحللون والسياسيون والخبراء ليضعوها بين يدي علي عليه السلام أي احتفظ بالفاسدين بالقتلة ارضاء لهم ولقواعدهم وحتى تسلم من شرهم فلا تعزل أي واحد منهم وان شئت فحاسب البسطاء منهم ممن لا نفوذ له بين الناس، وهذا في الحقيقة امر خطير سيعني للناس الكثير اذا اعتمد علي على ذلك لان هذا يعني ان علي لا يختلف عن سابقيه وان شعارات الاصلاح والعدالة ستكون شعارات كذابة وخداعة لانه لو كان صادقة لازال الفساد ولم يعتمد عليه،  وقد بين سلام الله تعالى عليه نان منهج الغصلاح الحقيقي ليس هذا ليس بالابقاء على الفاسد وتغيير اسمه او عنوانه وانما بازالته واعطاء الفرصة للمهنيين ان يديوا بلدهم وكان ذلك التبين باشكال مختلفة 1-عزل القادة ممن عرفوا بالانحراف او كانوا سببا في الاساءة للحكم الاسلامي، فقد الح عليه بعضهم في ان يتجاهل معاوية، وقد حان كان معاوية حينها حاكماً متحكماً في الشام، في اموالها وانفسها، فاجاب امير المؤمنين جوابا صريحاا منطلقاً من روح القرآن  (ولم يكن اللَّه ليراني أتّخذ المضلّين عضداً )) .
 
2-تبني المنهج حتى مع ولاته ومعتمديه
اوصى واليه كذلك (إنّ شرّ وزرائك من كان للأشرار قبلك وزيراً، ومن شركهم في الآثام؛ فلا يكوننّ لك بطانة؛ فإنّهم أعوان الأَثَمة وإخوان الظَّلَمة، وأنت واجد منهم خير الخلف ممّن له مثل آرائهم ونفاذهم)
3-بيان الشخصية الاسلامية الصحيحة للحاكم
واخيراً يعطيناً الامام سلام الله تعالى عليه وصفاً دقيقاً رائعاً لمن يجب عليه  يحكم الامة ويكون مرضيا عند الله وعند رسوله (لا ينبغي أن يكون الوالي على الفروج والدماء والمغانم والأحكام وإمامة المسلمين البخيلَ؛ فتكون في أموالهم نَهْمَته، ولا الجاهل؛ فيضلّهم بجهله، ولا الجافي؛ فيقطعهم بجفائه، ولا الحائف للدُّوَل؛ فيتّخذ قوماً دون قوم، ولا المرتشي في الحكم؛ فيذهب بالحقوق، ويقف بها دون المَقاطِع ، ولا المعطّل للسنّة؛ فيُهلِك الاُمّة.)) هذا هو نهج علي عليه السلام لمن قال انا علي او امير عند علي او انا على خط عليه عليه السلام
المصدر : نهج البلاغة وشرح عهد مالك الاشتر مخطوط للكاتب

أحدث المقالات