وفق قانون الترابط بين الأجيال والجري الزمني لا يمكن الفصل بين العقيدة والتاريخ مع الواقع الموضوعي لكل جيل وعصر , فامتداد الحياة وتواصلها كما تشهد تطور حضاري فكري وعلمي عام وفي مجالات شتى منها المعرفة العقائدية والثقافة التاريخية التي تتكفل لنا بتطهير وتزكية الشبهات الذهنية والأساطير حول بعض الشخصيات التاريخية والفكر المُغالي المنحرف , ولعل من أصعب الابتلاءات وأشدها على كل جيل في زمن أو عصر ما وجود عقول جامدة لا تقبل التطور ومجاراة الحياة العصرية لم تستطع ان تنقب وتخوض بقدرة علمية في طلاسم التاريخ والعقيدة والتبست عليهم الحقيقة عجزاً واضحاً منهم فأصبحوا كالعوام تمرر عليهم الخدع بل يمضونها ويؤيدونها بفتاوى تسببت بالدمار والخراب والفساد في البلاد , فتوجد كثير من الشخصيات التاريخية والتي دار عليها الجدل حول صحة عقيدتها ومواقفها وثبوت أو عدم ثبوت ولاءها لقادة الإسلام رغم قيامهم بثورات فكرية أو ثورات ثأرية( مزعومة) بدعوى نصرة الإسلام والمذهب الذي ينتمون له حسب الفرض , تم إستغلال مواقفهم في عصرنا الحاضر و و جهوها باتجاه مشاريعهم الطائفية المذهبية وجعلوا منها نبراساً وقدوة داعبوا فيها عواطف ومشاعر العاطفيين والمتطرفين المغالين بهذا المذهب أو ذاك وسخرت منهم أدوات طائعة تعتقد ظاهراً أنها على الحق وعلى سيرة تاريخ من قبلهم من هذه الشخصيات التي أويدت وحصلت على الثناء والتقديس من مؤسساتهم الدينية ومرجعياتهم الخاوية , ولعلنا نتذكر كيف أخذت قضية المختار الثقفي مأخذها في قلوب الناس عاطفياً بعد طرح مسلسله على الفضائيات وتصويره كثائر منتقم مؤيد نال بعد ذلك الشهادة وما تبع ذلك من منح عنوانه واسمه وبطولاته لبعض الساسة وقادة الكتل كمختار العصر الذي اطلق على المالكي الطائفي وروج له إعلامياً ورسمياً لينفذ ما مخطط له تحت هذه الهالة والقدسية المختارية التي أثرت بمن يجهلون الحقائق العقائدية والتاريخية واصبحوا موالين ومؤيدين بطلب الثأر في هذا العصر ممن لا ينتمي لمذهب أهل البيت عليهم السلام وإعتبارهم شركاء في دم الحسين عليه السلام !! والذي حصل في العراق من فتنة طائفية وقتل وتمثيل بالجثث وتشريد وتهديم البيوت والمساجد لأخوتنا من أهل السنة في المدن الغربية وفي مدن الوسط والجنوب ومن بعدها دخول الطرف المتطرف التكفيري الآخر داعش وخصوصا في مدة تولي المالكي والى الآن كان الأصل والأساس والباعث والمحرك هو العقائد المزيف والتاريخ المشوه وتوظيفه في هذا العصر لتنفيذ ما يبتغون له من وراء ذلك , لهذه الأسباب بالذات و لأسباب علمية بحتة تصدى سماحة السيد الصرخي الحسني لمنبر الدرس الاصولي والقاء المحاضرات العقائدية بحضور المئات من كافة الشرائح وبعيداً عن الكلاسيكية التقليدية الحوزوية لتنتهل وترتوي من المنبع الصافي والعذب وتلقي الفكر الثاقب والطرح العملاق المحطم للأصنام بكل انواعها تحليلاً ونقداً واشكالات وحلولاً وتوجيهات لفتاوى ومواقف ومباني واراء علماء وشخصيات تاريخية من كل المذاهب ومرجعيات شيعية ودعوات ضالة مهدوية ومختارية وتيمية وخطابية وسبئية وغيرها فاظهر الحق من وسط ركام السنين وحجب الظلام والتدليس الطائفي والمذهبي والمغالاة ليرجع بنا الى الشعور بالعيش وسط تلك العصور وربطها وتطبيقها على الواقع الحالي المعاش منتزعاً منها مواقف نعيشها اليوم على المستوى الديني والسياسي والاخلاقي لأخذ العظة منها واتخاذ الموقف المنجيّ من تبعاتها ,ومن هدف نبيل يريد به أن يكون عند كل مكلف حصانة عقائدية وثقافة تأريخية يستطيع من خلالها التصدي لدفع الشبهات التي تطال عقائدنا المقدسة بالإضافة الى الخبرة والمعرفة والوثوق من العلم والتعلم والنقاش والثقافة العامة وإختيار الموقف السليم الصحيح ويكون موطناً سوياً واعياً
مصلحاً نافعاً يحمل ثقافة التغير والصلاح وفق رؤية واضحة معتدلة خصوصاً في ظرفنا الحالي وما يمر به من فتن وتجاذبات عقائدية وسياسية أحرقت الكثير بنارها وضيعت البلد ولوثت الأيادي بدماء الأبرياء وكانت نتائج هذه المحاضرات مبهرة الى درجة ان إتباع الباطل من المرجعيات الأخرى الفارغة والضعيفة والبعيدة عن الدليل العلمي جندت الميليشيات الحكومية الإجرامية لتعتدي على براني المرجع العراقي العربي السيد الصرخي الحسني الذي تطرح فيه هذه المحاضرات النورانية أذكر هنا مثالين على سبيل الأختصار !
المختار وطلب ثأر الاطهار على طاولة الحوار
شخصية مثيرة للجدل مدحتها روايات وذمتها روايات اخرى , اعيد ذكراها اعلامياً من خلال المسلسل الذي ظهر على الفضائيات في حاضنة العاطفة المذهبية والشعور بالعداء والبراءة من قلت الامام الحسين عليه السلام وفي ظل واقع عراقي معاش من حيث الحقن الطائفي والتعميم العدائي الكلي المتجاوز لحدود اعداء اهل البيت عليهم السلام وقتلت الامام الحسين عليه السلام فكثير من العلماء والمرجعيات والباحثين تجنبوا الخوض في قضية المختار فمنهم اختار الصمت والسكوت والاعتذار بحجة النقولات التاريخية التي لاتنفع في المقام ومنهم من تعذر الخوض في المسائل العقائدية ومنهم أمضى رأي إبن نما والسيد الخوئي المادح للمختار , وفلسفة هذه المواقف لاسباب كثيرة منها سطحية المعلومة وافتقارهم للانوار الاصولية وتزاحم الملاكات لحقن الدماء واستئصال جذور الطائفية وايضاً الجهل بالواقع الحالي والغفلة عن الربط بين العقائد والسياسة وسلوك اصحاب السلطة وتوظيف مواقف وشخصيات تاريخية للتعبئة العاطفية تحقيقاً لاغراض سلطوية وسياسية مجاناً وتحت عنوان الولاء لأهل البيت عليهم السلام ولمن أخذ بثارهم, وايضا سبب اخر مهم هو تجنب الحرج واللوم وكلمات النقص والازدجار والتهم والتسقيط فيما اذا تناول هكذا شخصية بموضوعية وتجرد مذهبي وطائفي, الا ان كل هذه الامور ليس في حسابات السيد الصرخي الحسني العالم الاصولي وصاحب كلمة الفصل في كل محنة وواقعة, لانه على سيرة ونهج القران (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوْ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ ) وعلى سيرة ونهج امير المؤمنين عليه السلام (قل الحق ولو على نفسك )فتناول اراء العلماء تعليقا وناقش متن الروايات المادحة واثبت بالحجة والبرهان الاصولي المنطقي انها ليست مادحة ومعنها لايشير الى ذلك ولا دلالة لها على صحة عقيدة وصلاح ايمان المختار, ومنها ما ا ستدل بها ابن نما الحلي وامضاها السيستاني والخوئي على صحة عقيدة وصلاح ايمان المختار من قبيل قبة المختار كالنجم الشاهق وانه بنى الدور وانه قتل قتلت اهل البيت عليهم السلام, واشكل سماحته بالقواعد المنطقية التي غفل عنها القوم (فليس كل من له قبة عالية فانه دليل على صحة عقيدته وصلاح ايمانه ) لوجود من لهم قبب ممن هم خارج الاسلام او من داخل الاسلام ولكنهم خارج المذهب الحق؟ وايضا (ليس كل من بنى الدور فهو دليل على صحة عقيدته وصلاح ايمانه) فصدام بنى الدور واعطى الاموال و( ليس كل من قتل اعداء اهل البيت دليل على صحة عقيدته وايمانه ) لوجود من في الواقع التاريخي والمعاش من لهم نفس الفعل لكنهم بذات الوقت غير صحيحي العقيدة والايمان ؟! كامثال الوزير العباسي الذي قتل ابن الخطاب عدو أهل البيت والمكذب المفتري عليهم والضال المضل؟!!
http://www.al-hasany.com/vb/showthread.php?t=395442
هل سيصمد الدليل الافتراضي للسيد السيستاني بين ابن شَكْلَة والمختار أو سيتنازل عنه؟ المحاضرة الحادية عشرة
http://www.al-hasany.com/vb/showthread.php?t=393080
سماحة السيد الصرخي الحسني في مناظرة ونقاش مع السيدين السيستاني والخوئي
وقفات مع ابن تيمية في ساحة النزال العلمي والتحدي!
وقفات تختلف عن غيرها الكلاسيكية المملة وقفات قيمة داحضة ومفحمة تناول فيها فكر وخطابات ابن تيمية كاشفا فيها السطحية والتناقض والتهافت وعدم المنهجية العلمية في فكر وخطابات ابن تيمية, فقد بين من كلام ابن تيمية وفكره بانه إله ونبي وإمام في التجسيم والاشراك وان من يتبعه غلاة ويؤلهونه وايضاً بين ازدواجية فكر ابن تيمية وكيله بمكيالين موضحا نفسية ابن تيمية وما صدر عنه ناتج عن هذه النفسية المشحونة بالبغض والعداء والحقد الدفين الى الائمة الاطهار عليهم السلام, بالاضافة الى تدليس ابن تيمية واتهام الشيعة بان تشيعهم جاء عن ابن سبأ واورد سماحته ردا مفحماً حيث قال اذا كان أصلنا ابن سبأ فاصلكم البوذية اذكر بعض مما طرحه سماحته دام ظله في هذه الوقفات مع ابن تيمية (خاطب المرجع الديني السيد الصرخي الوهابية الذي يتهمون الشيعة بالسبئية واليهودية اذا كنتم تتهموننا بذلك فانتم اصلهم البوذية والمجوسية والوثنية البابلية .
جاء ذلك خلال تعليقه على ما ذكره العالم البيروني بخصوص اصل وبيئة الصابئة الحرانية حيث قال البيروني في كتابه” (الآثار الباقية عن القرون الخالية) ” … القول على تواريخ المتنبئين وأممهم المخدوعين عليهم لعنة رب العالمين … ونقول على تاريخ المتنبئين فقد خرج فيما بين ما أوردناه من الأنبياء والملوك نفر من المتنبئين ، يقصر الكتاب عن تعدادهم ، والإبانة عن إخبارهم ، فمنهم من هلك غير متبع ، ولم يبقَ إلا الذكر بعده فقط ، ومنهم من اتبعه أمة، وبقيت نواميسه عندها، وهم مستعملون تاريخه ، فمن الواجب ان نذكر تواريخ المشهورين منهم ، فان ذلك منفعة في علم أحوالهم أيضا ، وأول المذكورين منهم بوذاسف ، وقد ظهر عن مضي سنة من ملك طهمورث بأرض الهند واتى بالكتابة الفارسية ودعا إلى ملة الصابئين ، فأتبعه خلق كثير ، وكانت ملوك البيشداذية ، وبعض الكيانية ممن كان يستوطن بلخ (نهر البليخ احد تفرعات نهر الفرات الواقع في جنوب تركيا) يعظمون النيرين والكواكب ، وكليات العناصر ويقدسونها .. وبقايا أولئك الصابئة بحرّان ينسبون إلى موضعهم ،فيقال لهم الحرانية)
وعلق سماحته إن كلام البيروني واضح عن المتنبئين وليس عن الأنبياء والرسل ، وان البداية من الهند المعروفة تاريخاً وحاضراً بوثنيتها وزندقتها إلى بلاد فارس والمجوسية وعبادة النار إلى حران .
وعلق سماحته على من يتهم الشيعة بالسبئية واليهودية قائلا ” لتبقى على ابن سبا و”خلفة الله “على ابن سبأ لا من الهند ولا فارس ولا اساطير بابل ولا صابئة حران ،لا باس نقبل ان نكون سبئية واصلنا من ابن سبا واليهود على الاقل اليهودية اعتبرهم المأمون من الكتابية ويدفعون الجزية لكن ماذا تقول للبوذية والسيخية التي اتوا بها من هناك والمجوسية ونارها والوثنية البابلية والكواكب وعبادة العناصر والاحجار فالمأمون رفضهم ولم يقبل منهم الجزية ” .
مخاطبا دام ظله الحضور ” الان عرفتم كيف نأتي لكم بأدلة واضحة ومبسطة نلزم بها المقابل فافهموا وعوا من هذا المكان ” .
http://www.al-hasany.com/vb/forumdisplay.php?f=394
رابط وقفات تحليلية مع ابن تيمية / 27 شعبان 1435 الموافق 26حزيران 2014 .)
https://www.youtube.com/playlist?list=PL3USICgEwZUGwIIeUyAQAv64QH0x_aokT
سلسلة محاضرات تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الاسلامي.\