22 نوفمبر، 2024 3:07 م
Search
Close this search box.

الكل في العراق مستفيد عدا الشعب…

الكل في العراق مستفيد عدا الشعب…

لحى صناعية قاتلة.. لحى طبيعية فاسدةقيل لمحمد الصدر، حين تبوأ منصب رئيس الوزراء مطلع العشرينيات: لماذا حلقت لحيتك؟ قال: كي أحفظ لحاكم! فهل حفظت لحى 2003 الأمانة، ام فرطت بها، شلال فساد ينهمر في أرصدتهم الشخصية؟نزع عناصر “داعش” لحاهم، هاربين أمام أبطال الحشد الشعبي؛ إذ كشفت إنتصارات جيشنا، أن لحى عصابات التنظيم الإرهابي، صناعية، بل وحتى شعر الرأس، إتضح أنه “باروكات” توزع عليهم؛ بغية تغرير الولاءات وخداع المترددين لحسم مواقفهم معها.
لكن.. مع الاسف، المشتغلون الآن في السياسة، ومحسوبون على الصف الوطني؛ إنخراطا في العملية السياسية.. ظاهريا، ولحاهم طبيعية، يستخدمونها في التورية؛ لتمرير صفقات ورشاوى وكسب فاسد.. غير مشروع، لا في تعاليم أي من الاديان السماوية الثلاثة، ولا في القانون الدستوري المصادق عليه رسميا، بعد التصويت الشعبي، العام 2005، ولا في الاعراف الاجتماعية الشائعة إتفاقا وليس إقرارا.
“داعش” حين تتصرف بخداع، مع القيم الدينية والاخلاقية والرجولية، المترتبة على اللحية؛ فهذا شأنهم؛ لأنهم قتلة مجرمون، والقتل يجبّ ما قبله وما بعده من جرائم.. ليس فوقه بشاعة، لذلك مراءاتهم الدينية، المتجسدة باللحى الصناعية التي يخلعونها وقتما تقتضي الحاجة، كأن أمعاءهم تفرز غائطا زائدا عن حاجة الجسد لم تتمثله الخلايا، سياق إجرائي يوظفونه ميدانيا.
 
لا جدوى
تلك هي علاقة فلول “داعش” المهزومة، قبل النفخ في الأبواق؛ لأنهم محض كفرة يتظاهرون بدين براء منهم، لكن ما بال الذين نفذوا الى العملية السياسية بإسم الدين، وسلكوا أبشع أنواع الفساد المهووس بشهوة المال، تلك الغريزة التي باتت فتنة مدمرة، أكلت الأخضر، وصبته في ارصدتهم الشخصية، وتركت اليابس للشعب.. لا جدوى منه.
بعد هزيمته أمام الحشد الشعبي البطل، إنكشف زيف لحى “داعش” المستعارة، من مصانع باريس وهوليوود، جميلة تضفي على الشواذ المثليين أرق ما في المرأة من  إنوثة.. تلك حقيقة إنكتشفت للعالم وهم يتخففون من ثقل أوزار اللعبة، هاربين، لكن “جماعتنا – ساؤوا من جماعة” مكشوفون منذ البدء، فمن ذا الذي يجروء على قول: – لا.
لا لوجودكم كابوسا يقض مضجع شعب لم تدعوا جراحه تتماثل للشفاء.. إحلقوا لحاكم فقد هزمتم أمام حماهير باتت تتحين الفرص المناسبة، لدحر تمترسكم خلف اسوار المنطقة الخضراء، التي نفذتم إليها بجوازات مرور من أحزاب وكتل وتشكيلات طائفية وعرقية وسياسية، غرستكم في مجلسي النواب والوزراء؛ كي تحلب البلد، مدتكم في الكأس؛ كي ترتشفه، مثلما تمد قصبة شفط تمص ما في الكأس من عسل.. وأنتم مع لعبة الشفط! معها لأنكم مستفيدون؛ فالكل في العراق مستفيد عدا الشعب…
 
محمد الصدر
حسم “داعش” أمره وأقر بأنه يستعمل لحى وباروكات صناعية.. ليست اصلية مثل الي يستعملها شغّيلة السياسة.. إعلاميا، لكنهم لا يعترفون بأن لحاهم بالرغم من كونها طبيعية، لكنها ليست حقيقية؛ لأنها لا تحمل قيمة ومعنى من يلتحي إمتثالا لتعاليم الاسلام الحنيف، التي توجب عليه إقصاء الحرام من منابعه وردم بؤره وتجفيف مصادره.. فهل أقدمت أية لحية على إلتزام حلال الله من دون حرامه.. لا نطالبها بمعالجته؛ إنما نسائلها الإمتناع عنه! فهل فعلت؟
“داعش” خصم يجيز لنفسه كل شيء في سبيل إذائنا؛ مؤمنا بأن الحرب خدعة، وإطلاق اللحى واحدة من الخدع التي يطلقها، ضمن مناهج الحرب النفسية، لكن الحمى التي تأتي من بين الاقدام، ماذا نقول بشأنها.
قيل لمحمد الصدر، حين تبوأ منصب رئيس الوزراء مطلع العشرينيات: لماذا حلقت لحيتك؟ قال: كي أحفظ لحاكم! فهل حفظت لحى 2003 الأمانة، ام فرطت بها، شلال سحت منهمر في أرصدتهم الشخصية؟

أحدث المقالات