سنين قهر طويلة كعمر العراق عاش شعبه تحت وطأة الفاقة والحرمان والقسر والتنكيل والتغييب وامتهان الكرامة والجوع والاستهانة والتلاعب بمقدراته وثرواته ونصبت المشانق لكل صوت ارتفع يطالب بحقوق الشعب ورغم هذا لم يستكين وكانت العناصر الوطنية تعمل بحذر شديد للاطاحة بالظلم والظالمين وكان من بينهم الضباط والمراتب الاحرار الذين وضعوا دمائهم ومستقبل عوائلهم على راحة ايديهم وفي يوم ليس ككل الايام كان يوم 14 تموز ليضع فاصل في تاريخ العراق بين الظلم والحق والظالمين والمظلومين ورغم المشاكل والصراعات التي اثارها اذناب العهد الملكي والرجعية والحاقدين والحاسدين لهذا العمل الجبار بدأ التأمر من الايام الاولى للثورة المجيدة ورغم ذلك استطاعت الثورة بقيادة الشهيد عبد الكريم قاسم ان تقدم نقلة نوعية خلال 4 سنوات وحوالي 7 شهور ما لم تحققه الحكومات المتعاقبه منذ الحكم الوطني في عشرينيات القرن الماضي وحتى سقوطه وتطور قطاع الزراعة والصناعة والتعليم وشرعت القوانين وكل مجالات الحياة الاخرى غير ان الاستعمار واذنابه لم يرتاح لهم بال الا بنحر تلك الثورة والتنكيل بالضباط الاحرار وكل الوطنيين الذي اصطفوا معها وكان 8 شباط الاسود بداية التقهقر والاندحار لقوى الشعب العاملة فعادت سلطة الاقطاع واجهزة القمع البوليسية وتوقفت المسيرة وتسلطت العناصر الرجعية والانتهازية على مقاليد الحكم ورغم المداخيل الخيالية التي حصل عليها العراق من الثورة النفطية لم يحصل تطور يتناسب ولو بجزء يسير مع تلك المداخيل ولم يحصل تطور مثلما حصل بعد ثورة تموز رغم قصر فترة الحكم الوطني والحصار الاقتصادي التي تعرضت له الثورة وقلت الايردات فأن ما تحقق عجزت الحكومات المتعاقبة من 8 شباط الاسود الى الان مايوازي تلك الانجازات بل ان السنين الطويلة جعلت تلك المنشاّت تتقهر وتعطلت اكثر المعامل والمصانع ومنظومات الكهرباء والماء ومجاري المياه القذرة ومعامل الادوية وغيرها وتعطلت الزراعة والايدي العاملة وزادت نسبة الفقر الى حدود لم يسبق ان وصلت اليه وفوق هذا وذاك انتشرت الجريمة المنظمة والمليشيات الاجرامية واصبحت سلطتها فوق القانون وخربت المدن وتهجر السكان داخل وخارج العراق وانتشرت الامراض المستعصية وغيرها وتراجع مستوى التعليم والخدمات العامة وفقدان الامان وغياب العدل وازدياد نسبة الوفيات بل وصلت الجرأة بعملاء الدول الاجنبية العمل جهارا نهارا لاذلال الشعب من خلال كل الوسائل القذرة من التصفيات الجسدية وحرق وتدمير الممتلكات وتجريف البساتين والمزارع تنفيذا لمخططات الاسياد والحكومة تسمع وترى وتغض النظر ولا تحرك ساكنا.. اليوم تجري عملية اغتيال كبرى بحق العراق وتقع معركة بين الدول ذات النفوذ من خلال الميليشيات بدون استثناء فكلها تعمل لصالح جهات اجنبية وتسقط هيبة الدولة وقدرتها حتى باتت تستعرض بأسلحتها ومعداتها في الشوارع دون رادع لها كما ان عصابات داعش والقاعدة وغيرها تقتل وتخرب وتدمر المدن وتهجر السكان ولا سلطة للدولة عليها اما الاخوان الامريكان فأنهم فرحين بهذا التفكك ويعتبرونه نجاحا كبيرا لمخططاتهم في تمزيق البلد .. بسم الله الرحمن الرحيم ( ولنبلوكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين) 155 البقرة .. نعم هذا بلاء والادوات هم المنحرفين ممن يحسب نفسه على العراق واهل العراق والعراق ارفع من ان ينتسب اليه هؤلاء الخونة والمارقين واللصوص والمخربين .. نعم لقد صبر الشعب على مضض طويلا وقد استغل السواد العام واستغفل في تمرير صفقاتهم القذرة وجعلوا العراق يصل الى اسوء مرحلة من التدهور والانهيار ولا علاج الا في الكي بعد ان استحال اصلاح هذه الطبقة الفاسدة التي اشاعت القتل والارهاب والفساد المالي والاداري والاثراء الفاحش على حساب الايتام والارامل والعاجزين وعامة الشعب وذوبان الطبقة الوسطى وازدادت نسبة الفقر الى ارقام مذهلة 30% في بلد يعتبر صاحب الاحتياط النفطي الثاني في العالم … ان الشعب العراقي امام حالتين لا ثالثة لهما اما الانتصار او الانتحار ان هذه الطبقة التي تدير شؤون البلد والتي تتوزع الادوار بينها منذ عام 2003 والتي جلبت للعراق العار والدمار لا ينفع معها الا القلع والشلع من الجذور والاتيان بنخبة وطنية غيورة لا تسعى الى المنافع والامتيازات وانما البناء والتضحيات من اجل الشعب والوطن وهم كثر في عراقنا الجريح فعلى الشعب وجماهيره المناضلة الطرق على الحديد مادام ساخنا وان التوقف او التهاون معناه فقدان حتى رغيف الخبز وسيطرة الميليشيات وقياداتها العميلة على مقاليد الامور ويصبح قيمة المواطن العراقي رصاصة تطلق عليه من عميل اجير او سارق حقير ( ضاقت فلما استحكمت حلقاتها – فرجت وكنت اظنها لا تفرج ) فيا شعبنا تقدم بكل اصرار على تحقيق المطالب المشروعة في زج سراق المال العام من حيتان الفساد في السجون قبل الفرار واجبارهم على اعادة كل ما سرقوه واصلاح القضاء ومحاكمة القضاة الفاسدين والمرتشين وتحقيق العدالة الاجتماعية وتهديم اوكار المنطقة الخضراء التي يختبيء بها اعداء الشعب والمطالبة بتشكيل محكمة الشعب التي تحاكم الفاسدين والارهابيين امام الشعب مباشرة عن طريق البث المباشر للمحاكم وتحقيق فرص العمل وتنشيط القطاعات الزراعية والصناعية والسياحية والانتاجية وحماية المنتوج الوطني وهذه كلها ليست من الامور المستحيلة فقط تحتاج الى الرجال المخلصين الشجعان والعراق زاخر بهم ان ابناء شعبنا من طلبة الاعداديات والكليات لهم القول الفصل حينما يمدون زخم الاحتجاجات بسيل دافق لا يمكن صده فلماذا الاستكانة ياشباب العراق وبناة المستقبل ادخلوا وطيسها فانتم وفصائل الشعب من العمال والفلاحين والمثقفين الاحرار من يحسم الامر لصالح الشعب فاصبروا وصابروا وجالدوا حتى يتحقق الفرج وتذهب الايام السوداء مع اهلها ولتشرق الشمس من جديد على عراقنا وليعيش شعبنا حلاوة النصر بعد هذه السنوات العجاف والنصر دائما حليف الشعوب .