يقود مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري ،حملة كبرى ، من التظاهرات الاسبوعية من اجل ابعاد الفاسدين والجهلة والفاشلين والطائفيين عن الحكومة وتشكيل حكومة تكنوقراط (كما يزعم واعلن في خطابه في ساحة التحريرمن خلف غرفة زجاجية مدرعة)،واعطى بتهديد علني مدة45 يوما للدخول الى المنطقة الخضراء، ورد عليه حيدر العبادي رئيس الوزراء متهما مقتدى الصدر بانه( يعين وزراء فاسدين ويفرضهم عليه ولازالوا متمسكين بهم، ) وانه يرفض تهديداته وتحشيداته ،وهكذا توالت التهديدات بين الطرفين ، ثم في جمعة تالية لم يستطع مقتدى الصدر بعد رد العبادي ان يصبر 45 يوما لكي يهجم على المنطقة الخضراء ، فأعلن عن تظاهرة (مليونية) امام ابواب القصر الجمهوري للمنطقة الخضراء، لكي يثبت للعبادي وخصومه ،انه قادر على دخول القصور وتغيير نظام الحكم والاستيلاء على السلطة بأنقلاب يقدوه مع تياره ،فاجتمع مع عمار الحكيم لهذا الغرض ولكن الاجتماع فشل وخرج الطرفان بلا اتفاق ، وقرر ان يصل بتظاهرته الى ابواب القصر ، ممهدا لها بتصريحات وتوجيهات لانصاره ،ان لاتمسوا ممتلكات الدولة ولاتخربوها ولاتسرقوا شيء منها ،واصدر فتوته ان ( ممنوع الفرهود)، لانه يعرف جماعته اصل الفرهود وصانعه ايام الغزو الامريكي ، هنا لنا قراءة لتظاهرة مقتدى الصدر وموقف العبادي والكتل الاخرى منها وماهي اهداف واصرار مقتدى على تغيير الحكومة وهل هو جاد في التغيير (الشامل) و(ابعاد كل المفسدين حتى ممن هو قريب منه ) ،اعتقد ان من يأوى ويعين ويمشي ويدعم ويحمي الفاسدين لن يستطيع ان يشكل حكومة لغير الفاسدين ، فالسيد مقتدى قاد تظاهرته رموز الاجرام والفساد وهم الفاسد الكبير بهاء الاعرجي واخوه المجرم والفاسد حازم الاعرجي والمجرم الاكبر ابو درع وميليشياتهم التي حضرت الى المظاهرة بكامل اسلحتها الخفيفة والثقيلة الى ابواب القصر الجمهوري وملأت بها شوارع وفرع الاحياء القريبة من القصور الرئاسية ، والتي يعتمد عليها مقتدى الصدر في تغييره لشكل الحكومة ، وهي( ميليشيا سرايا السلام )، والتي مدحها الهزيل الخسيس رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري وقال( انها افضل تظاهرة عراقية ملتزمة ومنظمة )،( يا لرخصك وتبعيتك وجبنك)، لماذا لم تقل عن مظاهرات الانبار او الموصل او الحويجة هكذا الكلام ، وكنت تعرف تماما انها مظاهرات سلمية تواصلت لمدة اكثر من سنة كاملة دون او تظهر فيها اي مظهر او علامة للسلاح ،فيما كان انصار الصدر يتظاهرون ويهتفون بالسلاح ويهددون به خصومهم، لذلك كانت تظاهرة الصدر يوم الجمعة الماضية هي رسالة ليس للعبادي الضعيف، وانما رسالة تهديد للمالكي وعصابته في حزب الدعوة ،باننا من يتحكم بتشكيل الحكومة المقبلة واننا المعنيون باختيار وزرائها ولستم انتم ، لانكم كما قال الصدر،ووضع المسؤولية الكاملة عن الفساد وخراب البلاد على نوري المالكي وفترة حكمه وفساد حزبه ووزرائه، لهذا فانتفاضة الصدر هي رسالة واضحة الاهداف للمالكي وحزبه،ان ليس لكم في الحكومة المقبلة مكان في العملية السياسية ، لانكم وراء خراب وتدمير وفساد العراق ونهب وسرقة امواله وخيراته ، ثم ان العبادي الان ينوي الخروج من حزب الدعوة ويتبرأ منه ، ليشكل كتلة يسميها( عابرة للطائفية) من كتلة عمار الحكيم المواطن وكتلة التحالف الكردستاني واتحاد القوى الوطنية ( قسم منه ربما كتلة اسامة النجيفي او المطلك)، اضافة الى الصدر وتياره ولكن بشروط مقتدى التي يريد ان يفرضها على العبادي كامر واقع ، لذلك ايضا هو اعطاه مهلة 45 يوما لكي يقتحم القصور الرئاسية بالقوة ويقصد قوة سرايا السلام وجماهيرها، ونحن نرى ان عملية تشكيل حكومة تكنوقراط لن يكتب لها النجاح ابدا ، باستبعاد المالكي وكتلته التي تشكل الغالبية في التحالف الوطني، وهنا لابد من حصول حرب داخل التحالف الوطني بين الصدر والمالكي ينتهي بتفليش وتفكيك التحالف الوطني ويعرقل تشكيل الحكومة ، وهذا محجتمل جدا في ظل اصرار الصدر ومعه العبادي على الابتعاد وابعاد نوري وحزب الدعوة ودولة القانون عن مصادر القرار والمواقع السسيادية ، التي يرىون انها سبب خراب العراق وفساده ، عليه ان عملية تشكيل حكومة تكنوقراط عملية مستحيلة، ستفضي الى نهايات مرعبة والدخول في اتون الفوضى والصراع بين الخصوم ، في العملية السسياسية كلها ، وداخل التحالف الشيعي بالذات، العبادي في اخطر مأزق وهو يقود عملية سياسية لبرلمان فاسد وفاشل وهزيل وتابع لايران، وبين حكومة منهارة ووزارت فاسدة وفاشلة، وبين قيادة معارك مصيرية مع تنظيم داعش في محافظات يسيطير عليها ، ويريد منه الامريكان ان يحررها بجيشه بعيدا عن التدخل البري للجيش الامريكي، وان معركة الموصل قد اخذت اكثر وقته ووقت الامريكان ، لذلك نرى ان العبادي في مأزقه وورطته هذه، لايحسد عليها ، ثم يظهر مقتدى الصدر كند وخصم له ، في فرض تشكيل حكومة بعيدا عن الكتل الاخرى ، هذا يضفي شيئا من المستحيل ازاء تهديدات واصرار الصدر ، وموقف العبادي وتحالفاته مع الحكيم وعلاوي والمطلك ودولة القانون كالتزام انتخابي ودستوري يفرضه عليه الانصياع له، امام هذا الموقف، ربما سيحسم الامريكان الامر ويتدخلون في اللحظات الاخيرة لانقاذ العبادي من ورطته ، ويعتبرون تهديدات مقتدى الصدر لدخول القصور انقلابا على مشروعهم وتجربتهم في العراق، لاسيما وهو المطلوب امريكيا،اذن نحن امام ازمات متعددة الاشكال، وكل ازمة اخطر من اختها ، العراق يشهد انهيارات سياسية وعسكرية مريعة ، تقودها ميليشيات ايران في العراق تحت يافطة الحشد الشعبي ، وهذا احد اسباب خراب البلاد وتدميره وانهياره ، وسرقته وتعد ابشع وجه ابشع وجه للارهاب مع تنظيم داعش ، ولذلك نعول على التحولات الكبرى التي تنتظرها الشعوب في المنطقة لاسيما تعاظم خطر ايران وميليشياتها (حزب الله والحوثيين وميليشيات ايران في العراق)وتعاظم خطر تنظيم داعش ، وان التحولات التي نقصدها هي مناورات رعد الشمال والتحالف الاسلامي العسكري، الذي وحده من يوقف تنامي خطر داعش وميليشيات ايران في المنطقة واعادة الامان والاستقرار لها ، وما قرارات واجراءات مجلس التعاون العربي ضد ايران وحزب الله الا هي اولى الخطوات للجم خطر حزب الله وميليشيات ايران وتنظيم داعش ، وان اسعادة الموصل من سيطرة داعش والقضاء عليه هو اخر واهم حلقة من حلقات القضاء على الارهاب الذي ترعاه وتتزعمه ايران في المنطقة ، والذي اصبح ظاهرة عالمية تهدد الامن والسلم العالمي عامة ، والمنطقة العربية خاصة، لذلك فان المشهد العراقي الان لايحسد عليه ،في ظل دخول مقتدى الصدر على خط تشكيل حكومة العبادي التكنوقراط، اعتقد ان الايام المقبلة حبلى بمفاجآت مقتدى الصدر وتياره، مع نوري المالكي وحزبهن والذي لم نسمع لهم ولو تصريحا خجولا في تظاهرات الصدر التي قال المالكي، وهو الكذوب بانه سيشارك فيها ثم هرب الى طويريج، بعد وصول تهديدات للصدر بالقتل في ساحة التحرير، والتي كان وراءها نوري المالكي وحزبه،فأراد ان يموه الامر،، الا ان فشل مؤامرة اغتيال مقتدى الصدر قد كشف ان الصراع في طريقه الى الانفجار القريب، لان المتضرر الوحيد من ابعاد الوزراء الفاسدين ودولة القانون، هو نوري المالكي وحزبه وكتلته دولة القانون ، انتظروا ، انفجار الاوضاع داخل التحالف الوطني، وداخل الكتل الاخرى وبين زعمائها في العملية السياسية المنهارة اصلا، فالامور وصلت الى نهاياتها تماما نتيجة الصراع على المكاسب والمغانم والمناصب في حكومة مفلسة وفاشلة، واحزاب تقودها عمائم الفساد وكرهها الشعب العراقي، لذلك لانعول ابدا على اجراءات تشكيل حكومة تكنوقراط ،لان من يشكلها هو مؤسس الفساد والطائفية ومشرع القتل والخراب، وان حكومات تتشكل بمحاصصة طائفية مصيرها الفشل الاكيد، فلا مظاهرات مقتدى الصدر ،ولا اجراءات وتحالفات العبادي من ينقذ شعب العراق الى بر الامان ، من ينقذه هو التخلص من عملية فاسدة فاشلة وازاحة كل رموزها واحزابها وكتلها وشخوصها ، والغاء كل بناه الاحتلال الامريكي على باطل ، العبادي والصدر في ورطة لن يخرجان منها بدون خسائر …انتظروا قليلا وسترون فشلهم ….