لا نتفاجئ كثيرا عندما نعلم ان اغلب اعضاء وقيادات التحالف الوطني غير مكترثين بمعاناة الشعب وغير متحمسبن للقضاء على الفساد ومحاربة رموزه وسارقي الاموال العراقية وناهبي حقوق الشعب وعدم رغبتهم بتشكيل حكومة تكنوقراط من مختصين كفوئين واسباب عدم تفاجئنا عديدة وهي:
اولا: أن الكثير من قيادات التحالف هي من قضت فترات طويلة خارج العراق وغابت عنهم معاناة العراقيين وكذلك تأثرهم بثقافات واخلاق الدول التي عاشوا فيها وقتا طويلا والتي بطبيعة الحال قد طغت عليهم وهي مختلفة عن طبائع العراقيين.
ثانيا: اغلبهم حديث عهد بالسلطة والمال فلم يتحملوا ما راوه من انفتاح الابواب على مصراعيها بعدما جعل الاحتلال الامريكي المال العراقي سائب وكما قيل ” المال السايب يعلم السرقه”.
ثالثا: ارتباط العديد منهم بأجندة خارجية مع القوى المحتلة للعراق الامر الذي يقلل من مستوى الحرص على الوطن والشعب وامواله فضلا عن الارواح شاءوا ام ابو ذلك فأي دولة من الدول تقدم مصالحها اولا مهما تحدثت غير ذلك.
رابعا: وضع العراق الراهن يحتم عليه تشكيل حكومة تكنوقراط لانتشاله من الوضع المتردي في كافة المجالات الا انهم غير متحمسين لتشكيل هذا النوع من الحكومات بل قاموا بوضع العراقيل امامها بمقترحات سخيفة مثل ان يكون الوزراء التكنوقراط من كتلهم ليصبح الامر كالمثل القائل” عصفور كفل زرزور واثنينهم طيارة”. وفي الحقيقة سبب رفضهم لحكومة التكنوقراط هو انها ستظهر عيوبهم مما يعني نهاية مكاسبهم.
خامسا: سوء فهم وممارسة الديمقراطية عندهم فمن المفترض ان الكثير منهم قد عاشوا في بلدان “ديمقراطية” اذ ليس من المعقول ان يرفضوا ممارستها هنا ويقاتلون على ان يظهروا انهم مؤيدوها هناك فمحاولات وضع عراقيل امام المتظاهرين متذرعين باسباب واهية منها انها تلهي الجيش عن قتال الارهاب وكذلك محاولة ابعادها عن المنطقة الخضراء مطلب عجيب غريب فالمواطن يريد ان يسمع صوته للمسؤول اليس من المفترض ان يكون في اقرب مكان اليه؟!.
سادسا: الكل يعلم ان هناك عدد غير قليل لديه نزعة طائفية ولايملك القدرة الكافية على التعايش مع الاخرين فمن المؤكد ان هذا الامر سيصعب الحياة على المواطنين الذين لطالما هم من يدفعون ثمن هذه الامراض.
سابعا: للثقافة والتدين دور مهم وكبير فان امتلاك المسؤول او السياسي الى اليهما يمكنه من التغلب على الكثير من العوائق والمشكلات والمغريات التي تواجهه وتكوين فكرة واضحة عن الامور المحيطة بدلا من التسليم الى الهوى والانا والرضوخ للوهم والعصبية وغيرها بحيث تنعكس على المسؤول وهذا ما لوحظ عند الكثيرين.
لايوجد يوم اكثر من هذا اليوم قد فهم فيه الشعب العراقي اللعبة وان الكثير اتخذوا مظلوميته جسرا لمصالحهم فمن ترف العيش على حساب الشعب الى المطالبة بالخدمة الجهادية الى الرواتب الخيالية والجوازات الديبلوماسية والقائمة تطول، فالشعب العراقي اليوم امام حقيقة واضحة وامام صحوة حقيقية اليوم الناس تسال ما فرق هؤلاء ساكني الخضراء عنا بماذا ميزهم الله عنا من سمح لهم بتفضيل انفسهم علينا اليوم الشعب العراقي في عملية تحطيم قيود الساسة ومحظورات التحزب اليوم الشعب يقول للسياسي لا تحدثني عن انتماء واتجاه بل اخرج لي ورقة وقلم وأجب عن سؤالي .. من اين لك هذا؟
ملاحظة: كل الكتل العراقية وبمختلف اطيافها تشبه من ذكرناهم واما تركيزنا على التحالف الوطني فلانه الكتلة الاكبر وقاعدة هرم السلطة في البلد وكان بمقدوره تجنب الانهيار .