بعد أن قام نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بتقديم مسرحية الانتخابات النيابية في 26 شباط 2016، المنصرم، والتي نشر دعايات واسعة النطاق بصدد حضور جماهيري کثيف فيها، يقوم في الفترة التي تلت الانتخابات بالدعاية بشأن أن تيارا معارضا قد إستلم زمام الامور في إيران، وهذا الزعم قد ورد على لسان البعض من قادة و مسؤولي النظام ومن بينهم لاريجاني، رئيس البرلمان االايراني المحسوب على تيار خامنئي ـ الحرس الثوري.المعارضة التي يزعمها النظام و ينسبها”کذبا و زيفا”، للشعب الايراني، تتمثل في جناح رفسنجاني ـ روحاني الذي هو في الواقع الوجه الآخر للنظام تماما کالعملة، وإن ماقد قدمه هذا الجناح من خدمات واسعة النطاق للنظام قد يزداد ولا يقل شأنا عن تلك التي قدمها الجناح الآخر، وقد تصدت السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية لهذه القضية فأکدت من جانبها کذب و زيف الانتخابات برمتها و کذلك دعاوي و مزاعم الاصلاح و الاعتدال حينما أکدت بأنه” خلفية المرشحين من الجناحين المتنافسين تقول لنا أن هذه الانتخابات كانت منافسة بين المسؤولين الحاليين والسابقين للتعذيب والإعدام وتصدير الإرهاب. وهذه الحقيقة هي التي تبطل قصة الاعتدال والاصلاح في هذا النظام.”.تيار الاصلاح و الاعتدال الکاذب الذي يؤدي دوره و بإتقان جناح رفسنجاني ـ روحاني، يحاول النظام القائم في إيران و في ظل الظروف و الاوضاع الحرجة التي يمر بها خصوصا من حيث تعويل بعض من الدول الغربية على هذه الانتخابات و على جناح روحاني ـ رفسنجاني، الإيحاء بأن هناك فعلا معارضة حقيقية في داخل النظام، وهو بذلك يسعى من أجل التغطية على المعارضة الحقيقية التي تنتمي للشعب الايراني و المتمثلة في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية و التي أبليت طوال أکثر من ثلاثة عقود بلائا حسنا في مواجهتها لهذا النظام و کشف مخططاته على مختلف الاصعدة.مهمة جناح رفسنجاني ـ روحاني، وکما أکدت المقاومة الايرانية مرارا و تکرارا، هي إنقاذ النظام و العبور به الى الضفة الاخرى و کذلك العمل على تخفيف حدة الضغط المسلط عليه، بعکس المعارضة الحقيقية للشعب الايراني أي المجلس الوطني للمقاومة الايرانية و الذي يحمل شعار إسقاط النظام و تغييره ذلك إنه يعرف إستحالة إصلاح هذا النظام و إنتظار أي تغيير منه طالما بقي رجال الديني المتشددين مهيمنين عليه.