صلى أعرابي مع قوم فقرأ إمامهم: (قل أرايتم إن أهلكني الله ومن معي أو رحمته) فقال الأعرابي: أهلكك الله وحدك، وما ذنب الذين معك؟ فقطع القوم صلاتهم من شدة الضحك، عليه فإن الناس البسطاء، النبلاء، الأبرياء، يساورهم شك كبير بطله العوز، فتجدهم ضاجون بالرفض والإحتجاج، لأن قضيتهم تعني الوجود والمصير! إمام الجماعة في العملية السياسية، والتي ضربت جذورها في الفساد، بشكل أوصل البلد الى حافة الإفلاس، بات باحثاً عن حلول ترقيعية، لإنقاذ نفسه، وحزبه، ومكاسبه، فنراه مقيداً من كل جانب، أما جرح الشعب النازف، فعلاجه التكنوقراط، حسب رأي رئيس الوزراء، متناسياً التشخيص المستفيض، من قبل المرجعية الرشيدة، والجماهير المطالبة بالإصلاح!هناك مَنْ سيُشكل على ربط الأعراب بالشعب العراقي، لكن المعروف عن صفات الأعراب، أنهم متمرسون بعلم الفراسة والعيافة، والتي تعني تتبع الأثر، في الهواء والرمل، ويعرفون جيداً جذوع بيتهم، فكيف بالعراقيين، وقد تكررت مطالباتهم بالقضاء على الفاسدين، وإلا ما ذنب الجماهير الكادحة، وهي تسمع بالحزم الإصلاحية، دون تطبيق فعلي لها!طلب المجد في إتمام الصلاة للعملية السياسية، يتطلب سلاح المغامرة، والإقدام، والشجاعة، لكي يقتنع المصلون بما يقوله إمامهم، أما المهاترات السياسية، والمخالفات الدستورية الكثيرة في إدارة الدولة، وبهذا المقدار من الفساد والترهل، تقود الشعب العراقي الى الضحك، لأن العقاب يجب لدواعش الفساد والسياسة، فالغضب الثوري، وطوفان التغيير قادم لا محالة!عندما تتبدل ثقافة التغيير، لدى الشارع العراقي، فإن نوع العبادات يختلف أيضاً، وهي رسائل شعبية عارمة، تحمل بطياتها نقاطاً، وجب الإلتفات اليها من قبل الحكومة، التي تتخبط بترقيع إصلاحاتها، هذا إن بدأت فعلاً طريق المعالجة الحقيقية الشاملة، والتفكير الجدي بخدمة الشعب، الذي ينادي إخوان سنة وشيعة، هذا البلد ما نبيعه! تأريخ سياسة الفساد والفاسدين، يكتبه المنهزمون ويمررون أكاذيبهم، لكن الوقت قد حان، ليكون للشعب رقماً سياسياً وطنياً، ليمحق الباطل وأهله، ولننتصر لحقيقة الأجيال، لابد أن نخرج من حكاية النفق الإصلاحي، الذي لا نهاية له سوى الترهات، فقد إستباحت الرزايا منافذ حياتنا، وعلينا أن نحولها الى أفراح عراقية، شاءوا أم أبوا!