أودع الله تعالى في عباده العقل كنبي باطن وحجة عليهم وبه يحتكم على العباد بين الثواب والعقاب ومن خلال العقل كرم الله الانسان على سائر مخلوقات وبالعقل فصل الانسان بالناطقية مع من أتحد معه بالجنس القريب (الحيوان) فيستطيع ان يدرك الكليات والجزئيات معا على خلاف الحيوان الذي لا يدرك الكليات , ومن القضايا التي يدركها العقل في عالم التكوين مثل التناقض والتلازم بين العلة والمعلول والتضاد وغيرها …ومورد كلامنا حول التلازم بين العلة والمعلول فلا يتخلف المعلول عن علته والمعول دال على وجود العلة , وبتطبيق هذه القضية على الأثر والمؤثر , فالعلة هو المؤثر والمعلول هو الأثر ومن هذه القاعدة العقلية يثبت وجود الخالق جلا وعلا ويعد دليلاً دامغاً مفحماً لمن ينكر وجود الخالق وعلمه وقدرته, فهذا الكون بأجمعه وبنظامه المحكم أثر دال على مؤثر يثبت وجود الخالق ويثبت قدرته واعجازه وعلمه , وهو دليل يناسب جميع الأذهان ومهما كان مستوى تفكيرها وادراكها ومن تطبيقاته (البعرة تدل على البعير) وهذه قضية خارجية واضحة يدركها الانسان البسيط في الصحراء ! بالتالي فان القضية العقلية التي تصلح وتصح وتثبت وجود الخالق (الكبرى) فانها تصلح وتصح لأثبات وجود المخلوق (صغرى) و اثبات علميته وذهنيته كما ندرك يقيناً ان جهاز الحاسوب بنظامه وتقنيته أثر يدل على وجود مؤثر بارع ذو ذهنية خارقة ! ومن هذه القاعدة نستطيع أن نثبت مرجعية من يدعي المرجعية من خلال أساس وأصل الدعوة وهو الأثر العلمي (بحوث فقهية واصولية استدلالية مطبوعة او صوتية ) دالة على القدرة الذهنية العلمية للمؤثر صاحب الدعوى بالمرجعية والتي على أساسها وضع العلماء شروط اثبات الاجتهاد والأعلمية منها شهادة اهل الخبرة والعلم الوجداني لمن له القدرة العلمية والشياع الناشئ من مناشىء عقلائية والتي ترجع جميعها الى وجود الأثر العلمي الذي ذكرناه وتعتمد على أساسه وبعدمه يكون تحقق الشروط من السالبة بانتفاء الموضوع !!
ووفق ما طرحناه فلنطبق معا مفهوم هذه القاعدة العقلية القطعية المنطقية على دعوى مرجعية السيستاني ومنذ تصديه للمرجعية الى يومنا هذا لا يملك الأثر العلمي الدال على دعوته وعلى كونه مؤثر يمتاز بذهنية اجتهادية وذو علمية تمنحه الاهلية لموقع المرجعية وبالتلازم بين الأثر والمؤثر وجوداً وعدماً فان عدم الأثر العلمي دال على عدم المؤثر علمياً , وبالتالي فان هذا كاشف عن عدم مصداقية وصحة وزور شهادات اهل الخبرة المدعاة وبطلان الشياع المزعوم لأنه لم ينشأ من منشأ عقلائي لفقدان الأثر الأساس بعقلائية المنشأ , وكذالك انتفاء العلم الوجداني لانتفاء الأثر وعدم وجوده! وهذا يعني بطلان وزيف وكذب دعوى السيستاني بالمرجعية وتلبسها بالعناوين الطنانة والرنانة ماهو إلاّ خدعة للتعمية والاستغفال عن هذه الحقيقة المرة ! ونتحدى من يخالفنا الرأي أن يأتي لنا ولو بأثر واحد يتبناه السيستاني !!
بينما في المقابل عند المرجعية العربية المتمثلة بالسيد الصرخي الحسني فأن الأثر أشهر من نار على علم يملأ كل مكان وفي متناول أي مسترشد أو مستفهم أو متعلم ومتنور فالأثر العلمي بحوث فقهية واصولية باجزاءها المتعددة مطبوعة وصوتية وبحوث في العقائد والتفسير والأخلاق متوفرة في جميع مكاتب السيد الصرخي الحسني وعلى مواقع الانترنيت ومحاضراته الموضوعية التاريخية والعقائدية ومناظراته العلمية الرصينة التي كانت أساس شهادة أهل الخبرة بعنوانهم العام والخاص والعلم الوجداني لمن يملك القدرة العلمية والشياع الناشئ من عقلائي لا عاطفي , وللسيد الصرخي الحسني إطروحات نورانية كثيرة تعبد الطريق تتمحور حول دعوى الاجتهاد والاعلمية
ففي جواب سماحته لصحيفة الشرق الأوسط قال ما نصه:
((عمل المجتهد المرجع يتمثل ويتجسد في استنباط الأحكام الشرعية، وعملية الاستنباط تعتمد وتتوقف على علمي الفقه وأصول الفقه بصورة رئيسة وأساسية ومحورية، فلا بد أن يكون الشخص مجتهدا في الفقه والأصول ومع اجتهاده بهما، فإنه بالتأكيد والضرورة سيكون قادرا على الاستفادة من باقي العلوم فيما يدخل في عملية استنباط الأحكام.. وأي دعوى من دون دليل فهي باطلة وزخرف وضلال وإضلال، فعلى كل من يدعي الاجتهاد والمرجعية أن يطرح ما عنده من أدلة وبراهين على الساحة العلمية لكي يتمكن الآخرون من تقييمها ومقارنتها ومفاضلتها مع غيرها، ولا بد أولا أن يمتلك الشخص دليلا علميا، وأما مع عدم وجود الدليل العلمي فاعزلوه مهما كان، وكما قال سيدنا الأستاذ الصدر الثاني وكرر. إن من لا يملك أو لا يفهم أصول أبي جعفر، أي البحوث الأصولية لسيدنا الأستاذ المعلم الصدر الأول محمد باقر الصدر، فاعزلوه، أي لا يدخل في المنافسة والمفاضلة العلمية أصلا، فإذا كان هذا حال من لا يفهم أصول أبي جعفر فما هو حال من لا يملك أي دليل علمي لا في الأصول ولا في الفقه، وبالتأكيد فإن هذا ليس بعالم أصلا. وكما كان يقول السيد الأستاذ الصدر الثاني إن المجتهد بالفقه والمجتهد بالأصول الذي لا يفهم مطالب أبي جعفر الأصولية على الرغم من عزله فإن «فيه باب وجواب».. أما الذي لا يملك شيئا «فليس فيه باب وجواب».. وكما قال عن البعض ممن تلبس بعناوين كبيرة كالمرجعية وغيرها، قال: إنه لا يصلح أن يعطي درسا في اللمعة الدمشقية واللمعة مادة فقهية تعطى في مرحلة السطوح بل حتى قبل السطوح في الدراسة الحوزوية، فكيف يتمكن من إعطاء البحث الخارج العالي وكيف سيكون بحثه؟ وأما سؤالك عن المرجع والمرجع الأعلى أو المرجع الأدنى أو المرجع الأوسط أو غيرها من عناوين فهي عناوين شكلية لا حقيقة، ولا واقعية لها أصلا، ولا تكشف عن حقيقة من تلبس بها، لأنه حسب القاعدة العقلية المنطقية العلمية، فإن الأعلم في الفقه والأصول هو شخص واحد في الواقع لا أكثر، وهذا الشخص الأعلم هو الذي تنعقد له المرجعية وعنوان المرجع وعنوان الأعلى إن تم، وكذلك عنوان الولاية العامة وما يتعلق بها، هذا بلحاظ نفس المتصدين للمرجعية، أما بلحاظ عموم الناس المكلفين فكل منهم حسب مستوى عقله وتفكيره بعد أن يبذل كل جهده ووسعه من أجل معرفة الأعلم كي يقلده فتبرأ ذمته أمام الله تعالى.)).