تلكم المؤسسة العريقة الرفيعة الشامخة بأصالتها، تلكم المؤسسة التي إذا ذكر الارتقاء في العراق فيتبادر إلى ذهنك مصرف الرافدين رافد العراق الكبير الثالث، تلكم المؤسسة الرائدة والأولى في الشرق الأوسط، المؤسسة التي لطالما كانت ترفد الاقتصاد العراقي بالثقة والأموال، تلكم المؤسسة التي عندما يذك اسمها تحس بالفخامة والأمان، تلكم المؤسسة التي تحتل الصدارة في عواصم العالم والعرب، وعند وقوفك أمام مبانيها في الدول تحس بالشموخ والكبرياء وتحس أنت ابن العراق وتفتخر.أسفي وحسرتي عليه لما أصابه من ضعف ووهن، أسفي على قوانينه ورصانته التي ذهبت أدراج الرياح، أسفي على سمعته ذات السنين الطويلة، أسفي على تلك الرجال التي ذهب بنائهم سدى وقد افنوا حياتهم في سبيل بنائه وسمعته التي يتمنى أي مصرف في العالم أن يرتقي إليها.لعمري أصابني الفزع والدهشة حين علمت ما آل إليه المصرف، ولما تدهور حاله، هل أصابته المحاصصة المقيتة أم الطائفية الرعناء، أم المنتفعين ممن يريد لهذا المصرف العريق أن يفقد مصداقيته وتسوء سمعته كما أصاب المرض الخطوط الجوية العراقية، ومن ثمة يباع في المزاد أو يعرض للاستثمار هو ومؤسساته وأبنيته وأملاكه ليصبح ملكية خاصة لأصحاب النفوذ الذين فككوا العراق وما فيه، من وراء ذلك ؟ ومن يقصد أن يحطم اقتصاد بلدي؟ من الذي يريد أن يحاربني في قوتي؟ من الذي يريد أن تبقى أموالنا وممتلكاتنا تحت تحكمه؟ من الذي يريد أن يدمر سمعت اقتصاد بلدي أمام العالم؟ من يريد أن يعبث بمقدرات العراق مالاً وشعباً؟.حقيقٌ بي أن أتأمل ماذا أصاب المصرف، لوصوله إلى مرحلة سرقة أموال المواطنين أصحاب حسابات التوفير، في فرع مسلم بن عقيل الواقع في محافظة النجف الأشرف، والأتعس والأدهى من ذلك إغلاق المسؤولون الكبار آذانهم عن ذلك، وكان السرقة لا تعنيهم أو بعالم آخر، لذا بات على المواطنين الحذر من التعامل مع هذه المؤسسة المقهورة المسكينة التي لا حول ولاقوة لها، التي راحت ضحية الابتعاد عن المهنية والحرفية في التعامل المصرفي.أنقذوا مصرف الرافدين، حافظوا على هذا الإرث الثمين، تمسكوا بهذا العنفوان والشموخ الذي يتمناه الجميع. نداء إلى كافة من له غيرة على العراق وعلى ممتلكاته، من مواطنين ومسؤولين، مصرف الرافدين أمانة في أعناقكم، لا تسمحوا بان يحطمه احد أو يعرضه للبيع.