ثلاثة عشر عاماً اسقطوا العراق في الهاوية وبوحشية المنتصرين عليه تحاصصوا اشلائه ثروات وجغرافية وبشر, بعد العجاف من سنوات الفساد والأرهاب والخيانات يعلن دولة الرئيس والقائد العام للقوات المسلحة سماحة الرفيق (حسن البكر!!!) مرسوم رئاسي عن مشروع اصلاح جذري تتصدره حكومة تكنوقراط تحضى بمقبولية لصوص العملية السياسية وتخويل من مجلس(نواب) قيادة الثورة.بعد المشاورات والأبتزازات والأتفاقات المسبقة, وضع لصوص مجلس سماحة الرفيق (عدي صدام!!!) استقالتهم تحت تصرف الرئيس التكنوقراطي من اجل انجاح المشروع وتحقيق مباديء الكفاءة والنزاهة والرفاهية للمواطن, لم يتأخر سماحة الرفيق (قصي صدام!!!) عن دور الصدارة, فدعا تياره التكنوقراطي الى مظاهرة مليونية من اجل تحقيق العدالة الإلهية في صفقة تكنوقراطية وستلقى كلمة السفير السعودي نيابة, قيادات اتحاد قوى الحرس الجمهوري اعلنوا دعمهم للأصلاح والمساواة في فرص الفرهود وعدالة التحاصص.طفرة نوعية تكنوقراطية يتصدرها سماحات رفاق العملية السياسية, الشعب العراقي وحده المعارض للأصلاح وهو الفاسد والخائن وغير التكنوقراطي عندما يطلق قهره المقموع ولسانه المقطوع صرخة ـــ يسقط سماحاتوقراط ومعهم التحرير ودستوره وديمقراطيته ومقبوليته وشراكته ومصالحته ونزاهة وكفاءة مزوريه.لو احتضنت الدجاجة بيضتها الفاسدة حتى نهاية عمرها, لن ينفرج الكلس عن كائن حي, الشعب العراقي لو واصل احتضان لصوص العملية السياسية بثقته واصواته, سوف لن يحصل على مستقبل عراقي, المصالحات والشراكات ومقبولية الفريق القوي ثم بيضة التكنوقراط, ما هي الا فصول لمسرحية الأستغباء العراقي واللعب على حبلي الوقت والمعاناة, المثقف الوطني والسياسي المنصف عليهما ان يبادرا لكسر بيضة الفساد ونشر العفن ثم مساعدة المجتمع على الخروج من هوة اللاابالية والترقب السلبي, عدا ذلك سيستمر الحال ويتعمق المأزق العراقي لخمسة عقود قادمة حتى يفرجها احتلال جديد في صيغة اخرى لتحرير الزامي.الشارع العراقي مقتنع, ان لصوص الكتل السياسية ومنها الأسلامية بشكل خاص, خذلته وكذبت عليه وسرقته وقاتلت فيه العقل وشوهت الوعي, انها محكومة بأيديولوجيات لا تستقيم الا بتدمير القيم الأخلاقية والتقاليد والأعراف الحميدة للمجتمع ثم تعميم الخراب الروحي والنفسي والمعنوي, انها كديدان الفطائس لا تقترب من الأجساد الحية, تنشط وتتكاثر فقط عندما يفقد المواطن عقله ويصبح ميتاً في ذاته.من يتوهم ان هناك عملية سياسية ودستور وديمقراطية وثمة مستقبل للعراقيين مع تلك المهازل غير المسبوقة ثم يبصق في وجه الواقع مقالة او بحث وتحليل تشوبها صفرة التنافق, انه خرف لا يليق بمثقف يحترم نفسه, لو قدر لنا ان نعتصر كتل الأسلام السياسي فسوف لن نحصل على ما هو افضل من الدواعش او ربما سماحتوقراط وجه اخر لعملة الأرهاب المؤجل.ثلاثة عشر عاماً والمواطن العراقي غارق في اوحال عملية الفساد السياسي, المثقف والسياسي وكل من يدعي الوطنية عليهم ان يقلبوا شعارات وتصريحات ومجمل هذيان كتل العملية السياسية, ليكشفوا المخيف من حرائق الفواجع التي حولت حلم الملايين الى رماد, اما اذا كان ما يدعوه وينشروه ويهتفوا به زائفاً ومختلقاً, فالتجربة العراقية المريرة ستنتف ريش خلفياتهم وتتركهم في كهوف السلوك النفعي.علينا ان نستوعب الحالة الروحية والنفسية والمعنوية لشعبنا وضعف صموده بوجه هجوم الأيديولوجيات الأسلاموية المدعومة بالشرائع والأعتبارات الدينية المهجنة بالمجرب من وسائل رفاق الرسالة الخالدة, المواجهات صعبة والصمود ليس سهل عندما يواجه الضحايا جنود الله من مليشيات الأسلام السياسي ممتطية خيول الدين وتقاتل بسيوف النص والمقدس بعد ان اخذوا منه ما يفسر الرب جباراً قهاراً وعباد الله راجلة فاقدة الرشد لم يتسنى لهم ان يتهجوا ايات الرحمة والمغفرة والعدالة ولم يبق امامهم الا ان يستنيروا في العقل لرؤية الحقائق ومصيرهم معها.لنا وطن جدير بثرواته وجغرافيته وارثه الحضاري ان يجعل منا شعب ينعم بكل اسباب رفاهية العلم والمعرفة والأبداع والتحولات الوطنية الأنسانية والتحرر الديمقراطي والعيش الكريم, كان هذا حلم العراقيين, ومشروعهم الوطني قدموا من اجله دماء وارواح وتضحيات جسام, امريكا الأرهاب الدولي اطفأت في عراقنا فجر ثورة 14 / تموز / 1958 واشعلت فينا حرائق 08 / شباط / 1963 ولا زالت تطارد احلامنا بوحشية مؤدلجي احزاب الأسلام السياسي.