تتفنن الدول في اختراع اساليب متنوعة لإسعاد شعوبها، وجعلها تشعر بالسعادة والاطمئنان وراحة البال، ففي اروبا مثلا تجد الحكومات هناك تتسابق لإيجاد سبل فريدة يمكن لها أن تُسهم في توفير مستلزمات الحياة كافة لمواطنيها، فلا يوجد لديها مواطن عاطل ومحروم من العمل، فلا بد أن تتولى الحكومة توفير راتب وسكن وتأمين صحي له، فضلا عن أن موظفيها يعلمون أنهم وبعد تقاعدهم سينعمون بسكن وراتب ثابت، وهذا ما شهدته بنفسي، بل كانت تمنح اللاجئين الحقوق نفسها التي تمنحها لمواطنيها.هذه العدوى انتقلت إلى دولة الإمارات العربية المتحدة التي استحدثت وزارة تختص بتوفير السعادة لأبنائها أطلق عليها (وزارة السعادة) وظيفتها الأساسية الإتصال بالمواطنين الذين يشعرون بعدم الإرتياح، والعمل على ابتداع اجواء مناسبة تُسهم في إسعادهم، وحل المشكلات التي تواجههم في حياتهم اليومية، كما بدأنا نسمع عن فكرة استحداث وزارة أخرى للتسامح والإبتسامة، وظيفتها لا تبتعد كثيراً عن وزير السعادة فكلاهما يبحثان في ايجاد ايسر الأشياء لإسعاد الشعب.في حين مؤسساتنا ووزاراتنا في العراق تعمل على إبتداع اساليب وظيفتها تعكير صفو المواطن، والتفنن في خلق أجواء تشعره بالكآبة والحزن، وربما الشعور بالبؤس، وبعض وزرائنا يستحقون أن يستوزروا وزارات للبؤس والحرمان والفشل وعدم الاهتمام بالمواطن وجعله دائما حزينا، لان حزنه يوفر السعادة لهم.ووزير البؤس في العراق مسؤول عن ايجاد اساليب وابتكار طرائق يمكن لها أن تجعل من المواطن العراقي كئيباً يشعر بالحزن ليلا ونهاراً، وعلى الوزير المذكور البحث عن العوائل السعيدة لتعكير صفوها، وتحويل ابتسامتها إلى بكاء وعويل وصراخ، ويكون معيار النجاح لهولاء الوزراء بمقدار حالات الحزن والفشل التي تمكنوا من زرعها بين المواطنين، وعلى الوزراء كافة تقديم تقرير اسبوعي مشفوع بحالات الحزن التي تمكن من زرعها على وجوه الأطفال والعوائل، والفاشل منهم من لم يجد اساليب مبتكرة، من شأنها خلق الإزعاج للمواطنين. نأمل من برلماننا وحكومتنا ومؤسساتنا، ان تحذوا حذو الدول التي تحترم أبنائها وتستحدث لنا وزارة للسعادة، وأخرى للابتسامة، وثالثة للجمال، ورابعة للصحة، ولا بأس بوزارة للحب، ووزارة للزواج الثاني