تتسم الدول ذات الطبقة الشبابية الكبيرة ، بأنها من البلدان الواعدة على جميع الأصعدة، سوى التكنولوجية والعمرانية والطاقة الإنتاجية، مع وجود هذا الشاب المتعلم والمثقف، يكون سلاح الدولة، الذي يتجلى كل قوتها به، وتعتمد على مدى وعيه الثقافي داخل المجتمع، وكذلك الوعي السياسي للشباب، هو الأخر يكون أداة لتصحيح أي مسار خاطئ يحيط بالعملية السياسية.
فوبيا الانتماء السياسي للشباب، أدى إلى ممارسة دور غير بنّاء في تقويم العملية السياسية، نتيجة الضغوط النفسية والاجتماعية، التي تعرض لها الشاب العراقي، على مدى أعوام سبقت، كان فيها الانتماء السياسي، يوصلهم إلى حبل المشنقة، توالت الحروب وسقط الدكتاتور، وجاءت أحزاب سياسية متباينة الرؤى، منها من يحمل هم الوطن، ومنها من يحمل هم الحزب.
سارت العملية السياسية بخطى متعثرة، أستغلت بعض الأحزاب، حالة الجهل السياسي عند الشباب، وجندتهم لخدمة مصالحها الخاصة، وأستدرجتهم عاطفيا، لبناء إمبراطوريات حزبية، بعد إن أغرتهم بحفنة من الدنانير، مع سيطرتها على الدولة، ومفاصلها، جعل من الخريج المثقف، فريسة سهلة المنال، لدى هذه الأحزاب، لان التعين من خلال الانتماء الحزبي أسرع وأقوى.
أصبح من السهل، استخدام الماكينة الإعلامية، في توجيه أصابع الاتهام إلى إي حزب، مع وجود الجهل السياسي، المحيط بالشباب، يمكن الإطاحة بالخصوم السياسيين، بسبب تلك الأموال التي سخرت لهذا الغرض، من قبل الحزب الحاكم، مع هذا الشاب الناقم على جميع الأحزاب والعملية السياسية برمتها، تجده متذبذب مع الماكينة الإعلامية، حيث يسهل استغلاله وتوجيهه، دون وعي وإدراك، إن ما يقوم به هو في صالح جهة سياسية متنفذة على حساب أخرى.
لا يصح أن يمنع الشباب عن العمل السياسي، ولا يشترط أن يكون تحزباً أو انتماءاً، بل وعيا وتفقها في الشأن العام وإدارة الدولة، بما يضمن له، أن لا يكون فريسة سهلة، يمكن خداعها من قبل الأحزاب المتسلطة والكاذبة، تستثمر النزعة العاطفية لدى الشباب، للاستهلاك الإعلامي ضد خصومها في السياسية.
ما يجري في العراق، حرب إعلامية عالمية، منها داخلية ومنها إقليمية وحتى دولية، لذلك زيادة الوعي السياسي عند الشباب ضرورة لا مناص منه، لتحصين الشاب العراقي، كي لا ينجرف مع التيارات القادمة، والمدعومة إقليميا ودوليا.. الشاب المحايد قد يسبب الضرر على لوطن! كما قال أمير المؤمنين(عليه السلام):”الشخص المحايدهو شخص لم ينصر الباطل, ولكن المؤكد انه خذل الحق”
علينا نحن الشباب الخير، الذي يسكن في قلوبهم حب الوطن، أن ينصروا الحق، كما فعلوها إخوانهم، على جبهات القتال، وهم يضحون بالغالي والنفيس، بعيدا عن أهلهم.. علينا أن نكون أكثر قوة، في نصرة الحق أينما كان، بعيدا عن المجاملات والعواطف، رغبة منا لإثبات، إن الحق هو المنتصر دوما، والباطل كان سرابا.
قال (عليه السلام): (إنك لملبوس عليك، إن الحق والباطل لا يعرفان بأقدار الرجال، اعرف الحق تعرف أهله، واعرف الباطل تعرف أهله).