عندما يبرز في وطني قادة أخيار سيماهم في وجوههم وفكرهم وتضحياتهم وبياناتهم واطروحاتهم الخالصة النقية العروبية الإسلامية الوحدوية المعتدلة يحاولون بها أن ينهض العراق من وسط ركام الطائفية والتبعية وينفض عنه غبار الزمن القاسي ويتحرر في فضاء الحرية ويلهم أبناءه روح التضحية ويفعل فيهم الشجاعة المتوارثة ويمنحهم السكينة والطمئنينة على أنهم قادة لا مقادين ومتبوعين لا أتباع وانهم عروبيين حررهم الإسلام كسروا أنوف الفرس وزينتهم سجايا العرب الاصلية كالكرم والعفة والشهامة والايثار , وعندما يحاولون على أنه لابد أن ينطلق العراق في رحاب الوطن العربي ويرجع الى دوره الريادي والرقم المؤثر يعيش القواسم المشتركة في الأرض واللغة والتاريخ والدين والمسؤولية بعيداً عن المذهبية والتطرف والتشدد, هنا تتحرك رياح المنافقين الذين لا يريدون أن يخرج العراق من قبضتهم وسطوتهم فيبدؤون بالتخطيط وبدهاء ماكر وتحت عنوان مهمة وطنية الغاية منها خلط الأوراق وتشتيت الأذهان وإصدار اللغو لعلهم يغلبون , وما قضية تظاهرات العراقيين منذ أشهر وقبلها الا بتأثير وبركة هؤلاء القادة مثل السيد الصرخي الحسني الذي بمواقفه وتضحياته وبياناتها وتظاهرات أنصاره منذ دخول المحتل وبترسيخه لمفهوم الوطنية وغرسها في النفوس وتهذيبها في العقول ,والصلابة والإصرار والثبات بالمطالب الحقة من أجل عراق آمن ومن أجل شعب موحد ينعم بالحرية والأمان كل هذا قد جرأ الآخرين الذين كشفوا بمرور الوقت أحقية وصدق ما نبه وحذر ووجه اليه المرجع العراقي العربي , فجعل من الشعب يشق حجب الصمت ويحطم جدران السكوت ويتجاوزوا حدود الخوف فصدحت أصواتهم الحرة بالخلاص من كل فاسد وخائن وعميل والمطالبة بالتحرر من كل محتل وباي أسلوب عسكري سياسي ديني وسمى الأسماء بمسمياتها كلا لإيران وبره بره وكلا لإمريكا وبره بره وكلا لمرجعيات ورطتنا بانتخاب الفاسدين وكلا لأنصاف الحلول وكلا لوعود وكذب ونفاق , وهذه التظاهرات وأن شهدت مد وجزر لظروف وأخرى ومنها القمع والاعتقال والخطف للنشطاء والمثقفين الا أنها لم تتوقف وهنا كان مكمن الخطورة خصوصا بعد المواقف العربية والإسلامية وتشكيل التحالف العسكري الإسلامي المناهض والرافض والقاضي بحزم لأنهاء تواجد ايران ودورها الخبيث في المنطقة العربية والعراق خصوصا, فقاموا بدفع من يخلط الأوراق بمهمة وطنية ظاهرية خداعة مغرضة تضمن لهم الرضا بأنصاف الحلول في الواقع السياسي العراقي التي تبقي لتواجد وهيمنة ايران في العراق وكأنه مطلب عراقي في مقابل مد يد الاواصر والمحبة للعرب لأن المتصدي لهذه المهمة يدعي ويمسك العصا من الوسط بحجة مصلحة العراق لا تتحقق الا بهذه النظرية وليس ببعيد أن يكون وسيطا لمحاولة حفظ وجه ايران وتخفيف الموج ضدها في وقت تعاني الضربات القاسية في كل الدول المتدخلة !
فمظاهرات يوم الجمعة السابقة 26-1-2016 لم تكن عفوية ولم تكن نابعة وضع بائس لتنشد الخلاص والتغيير فهذا الوضع مزمنا منذ سنيين وقائد تظاهرات الجمعة السابقة كان واتباعه جزءاً وسببا في هذا الوضع البائس وكان أيضا سببا وفعالاً في وأد تظاهرات العراقيين وسببا في انقاذ الفاسدين ومنحهم المهلة والفرصة التي امتدت لسنين وابقتهم قابعين على كراسي الظلم والجور لحد اللحظة, وكانوا متفرجين بل مستهزئين وساخرين من التظاهرات التي انطلقت قبل عدة اشهر فما حدا على ما بدا , فالأسباب عديدة ومتنوعة منها الحرج والضغط الإعلامي والشارع العراقي هذا الشيء الذي استغله من يقف ويوجه قائد التظاهرات مذهبيا لأتخاذ هذه الخطوة لتحقيق عدة أهداف منها خلط الأوراق في الشارع العربي والعراقي وتصوير بوجود قائد عراقي وطني عربي (كارتوني ) بيده التغيير (المناسب لإيران ) وهذا يعني محاولة توجيه الأنظار عن القادة الحقيقين الوطنيين المفكرين العروبيين العراقيين المناوئين والرافضين لكل تواجد واحتلال بكل أشكاله .
أخيراً ما كتب تحت المنصة (حب الوطن من الإيمان ) ؟! من يحب وطنه كيف يرضى ويسكت أن يكون محتلاً من قبل إيران وكيف يرضى أن يكون عاصمة لامبراطوريتهم , وكيف يرضى أن تمزقه مليشيات الصفوين إرباً إرباً !!