لا يستطيع احد أن ينكر ما لفضل الأئمة الأطهار من أهل بيت النبي المختار وفي مقدمتهم الإمام الحسين ( ع ) سيد الرجولة , الثائر الأول ,على الأمة الإسلامية ومجتمعاتها وعلى تطور الحركات الثورية في امة محمد ( ص ) , ولا يستطيع احد أن يتغاضى عن المكانة التي يتمتع بها سيد شباب أهل الجنة في نفوس المسلمين في الأرض حيث تعلمنا منه الثورة على الظلم ومحاربة كل ما يعيق الأمة من التقدم والتطور , ومقارعة كل ما يكبل العقلية الإسلامية ويجعلها طوع بنان الحكام الطغاة والفاسدين , فالحسين ثار ضد فساد يزيد وطغيانه وصدقوني سادتي حكومتنا الرشيدة أسوء من يزيد ولو تمكنت لقتلت ألف حسين من اجل استمرار فسادها تحت شعار ( هو احد يكدر ياخذها حتى نطيها ) .
الموضوع الذي أريد أن اطرحه على طاولة الرأي والمناقشة هو موضوع الزيارات التي تحدث في العراق الجديد لمراقد الأئمة الأطهار في كربلاء والنجف ومحافظات الفرات الأوسط والتي تجاوزت الحدود المعقولة والتي تحولت إلى ظاهرة تتطور بشكل لافت ومريب, حيث يركز رجال الدين على تعليم الناس الزيارة وفوائدها ويبتعدون عن انجازات الإمام الذي تتم زيارته حيث يقولون إن الزيارة تمثل العلاقة الروحية بين المعصوم والمؤمن وان الزائر بزيارته لمشهد الإمام إنما يزوره في بيته الذي هو بيت من بيوت الله وان الزائر يتحدث إلى الإمام وان الإمام يسمع كلامه ويفهمه ويرد جوابه انطلاقا من قاعدة ( اللهم إني اعتقد حرمة صاحب هذا المشهد واعلم إن رسولك وخلفائك أحياء عندك يرزقون يرون مقامي ويسمعون كلامي ) , ومن هنا تتطور ظاهرة الزيارات لكربلاء والنجف بشكل كبير وخاصة زيارات النساء العراقيات لمراقد الأئمة وهنا يكمن الخطر فمعظم ( الزايرات ) لا تتمتع بالقدر الكافي من الحماية من الذئاب المنتشرة في طريق الزيارة من سواق الكيات والشباب السرسرية الذي لا هم لهم إلا الولوغ في أعراض عباد الله بألف طريقة وطريقة فمنها ما يتم تغليفه بقواعد شرعية مثل زواج المتعة الذي لا يعدو أن يكون ( كوادة وعهر رسمي ) والذي تحول إلى ظاهرة أخذت بالانتشار في عراق بعد 2003 وأصبح متاح لكل راغب وراغبة , فكل عاهر وقواد يستطيعوا أن يغلفوا أفعالهم الدنيئة بغطاء شرعي اسمه ( زواج المتعة ) تحت شعار أطلقه احد اكبر رجال الدين في العصر الحديث مفاده ( من تمتع مرة فمكانته مع الحسين , ومن تمتع مرتين فمكانته مع علي , ومن تمتع ثلاث فمكانته مع الرسول ) وكل هذا يحدث أثناء الزيارات للمراقد المطهرة فليس من ستار أفضل للدعارة من زيارة لمشهد مقدس , فلا أب أو أخ أو زوج أو حبيب يستطيع أن يمنع امرأة من الذهاب إلى الزيارة خوفا من ( شارة الإمام ) التي زرعها رجال الدين في عقلية البسطاء , لتذهب المرأة مع حثالات المجتمع وسقط المتاع ( سواق سيارات النقل المتخصصين بأعمال الزيارات ) ولتلتقي بحثالات المجتمع من السرسرية في الطريق إلى الزيارة ليحدث ما يحدث من عهر ودعارة لتجد المرأة نفسها بعد ذلك سلعة يتداولها القوادون والسرسرية .
تناسى رجال الدين قولة الثائر العظيم الرجل الحسين بن علي بن أبي طالب ( ع ) وهو يخاطب السيدة زينب والحرب بينه وبين الفاسدين مستعرة : أُخيه زينب , ارجعي إلى الخيمة , ولا
تشمتي بنا الأعداء , وفي رواية أخرى وهو يشهد مصرع ولده علي الأكبر على أيدي دواعش الزمن الغابر : لا تشقي علي جيبا , ولا تخمشي علي وجها , ولا تشمتي بنا الأعداء .
والأدهى والأمًر إن رجال الدين وعمائم التجارة وهم يوجهون النساء لزيارة المشاهد المقدسة تناسوا قول الله تعالى : وقرن في بيوتكن .
تعلمنا من الحسين ( ع ) التصدي للظلم وقولة الحق رغم أنف الطغاة وتجار الدين .
المرأة سادتي وطن فحافظوا على الوطن ولا تدفعوه إلى أحظان أولاد الخنى . المرأة في العراق سادتي زينب فلا تجعلوا زينب تُسبا مرة أخرى . ولا تجعلوا الزيارة سببا وطريقا للدعارة .
دعوة لرجال الدين الغيارى و ( الغيارى حصرا ) لاستصدار فتاوى تحجم أو تقنن زيارة المرأة للمشاهد المقدسة في العراق .