ايام تبادل النكات بين اهلنا الكرد والدليم ظهرت نكتة تفيد ان ابو سالار الكردي اشترى سيارة جديدة واراد ان يضع لها رقما فقالوا له كيف تريد الرقم وعلى اي محافظة؟؟ فقال اريدها (ابو سالار 9119) فقالو له لا يوجد ابو فلان في ارقام السيارات فأجابهم انه متأكد من وجود ذلك وأنه شاهد قبل يومين سيارة مرقمة بأسم صاحبها وأنه يتذكرها تماما (ابوضبي 9119) متصورا انها لشخص اسم ابنه ضبي.وليس دولة ابوضبي
تقبلوا اعتذاري كون النكتة لا تصلح كمقدمة للحديث عن مآساة انسانية وجريمة ابادة جماعية ترتكب يوميا بحق اهلنا في الفلوجة حيث ان الرقم الذي وسم مقالي هو لضحاياها نتيجة قصف دولتهم لهم منذ زمن بعيد ، وهذا الرقم المخجل اعلنته مستشفى الفلوجة التعليمي منذ يومين فقط ، ويمكن القول ان ربعه من الاطفال وربعه من النساء وهكذا…مع العرض ان كل هذا الدمار والامعان في الجريمة وداعش لا زالت في اماكنها هناك مما يعني ان تحرير الفلوجة يعني ضعفي هذا العدد او اكثر …، ولا اريد تكرار ما قلته في مقال سابق انه لا يوجد في العلم العسكري قصف مدفعي غير عشوائي فسلاح المدفعية يقصف (منطقة) ولا يتمكن مطلقا من قصف هدف محدد.. اي لا يتمكن من قصف بيت فيه داعش مثلا الا باصابة محتملة لاكثر من عشرين بيتا آمنا ، وقد يسأل سائل : لماذا اذا” صنع هذا السلاح والجواب هو انه صنع لضرب جيش العدو الذي ان لم تسقط القذيفة على مقدمته تسقط على مؤخرته او قدماته الادارية ولم يصنع لأن تضرب شعبك واهلك لتقتل داعشيا هنا وداعشيا هناك بقذائف تهدر دم الاطفال ترهق خزينة الشعب دون جدوى
السؤال هو هل ان الامر مبرر؟؟ ليس بالحسابات الانسانية بل بالحسابات العسكرية الصرفة ؟؟وهل ان حسابات الكلفة والتأثير تتيح لنا هذا العدد الهائل من الضحايا الابرياء؟؟خصوصا اذا وازنا ضحايا داعش التي لا تصل الى 5% من هذا العدد ؟؟وهل ان مقتل داعشي واحد مقابل قتل 10 اطفال ابرياء وهدم 10 منازل معادلة مقبولة لحكومة متوازنة؟؟ ام ان ذلك يقودنا لأن نعيد النظر بهذه الآلية البائسة غير المسبوقة حتى في زمن هولاكو ، والبحث عن بدائل لها ذلك كون هذه الآلية تخدم داعش آنيا وفي المستقبل من خلال انها تقدم لها حاضنة اوسع ومتطوعين اكثر من عوائل اولئك الضحايا الابرياء الذين سيبقى عالقا في لا وعيهم ان الدولة (قتلت طفله البريء) دون مبرر موضوعي ولم تستخدم البدائل الحقيقية للتحرير دون ات تقتل طفله ، خصوصا وأن تلك الدولة هي التي جائت بداعش من خلال آليات التهميش ،ومن خلال بنائها جيشا غير مقتدر على ان يكون سور للوطن
ستسألوني عن البدائل وهي بالتأكيد كثيرة ولعل اهمها اعادة بناء الجيش ليكون قادرا على مواجهة داعش وجها لوجه ويقاتله وجها لوجه دون تدمير للانسان والبنية التحتية ..او تدمير 80% من المدينة كما حصل في الرمادي :الا نريد ان يكتب في تأريخ هذا الجيش نصرا حققيا فنقول تمكن الجيش العراقي من تحرير مدينة الفلوجة بمعركة ضارية نظيفة لم يتعرض فيها لارواح واملاك المدنيين الابرياء ، والتأريخ لا يرحم فهو سوف لن يسجل كل ما قالته شبكة الاعلام العراقي بل سيسجل واقع تحرير الرمادي بتدميرها وتحرير الفلوجة بتدميرها وقتل اطفالها ، وسيقول ان جرف الصخر تحررت وأهاليها لم يدخلوها بعد مرور كذا على التحرير
يلي ذلك او بالحقيقة يسبق ذلك بالاهمية اشعار اهالي تلك المناطق ان حكومتهم هي حكومة الجميع ولا تريد الامعان في تهميشهم ، وانهم سيعيشيون بعد داعش في ظل دولة مدنية تطبق الدستور القائل ((العراقيون متساوون))
اليس ذلك افضل من تسجيل صفحات سود في التأريخ ؟؟، وأليس ذلك اقل كلفة وأكثر تأثيرا ؟؟وأليس هو الضمانة الامثل لأنهاء داعش فكرا بحيث لا تعود الينا في ظل التهميش مرتدية حلة جديدة ومتخذة اسما جديدا
اعتقد ان اسألتي ستبقى تنتظر غودو الذي لا يأتي