يصر حيدر العبادي رئيس مجلس الوزراء على اشراك الحشد الشعبي في معركة الموصل ، في حين يرفض ابناء الموصل ونوابها ووزراؤها وعشائرها مشارك الحشد الشعبين، بل حتى التحالف الدولي بقيادة امريكا يرفض اشراك الحشد في اية معركة ابتداءا من معركة الانبار وصاعدا ، فلماذا اصرار العبادي وقادة الحشد الشعبي والاحزاب الطائفية الحاكمة على زج الحشد الشعبي بمعركة تشتعل فيها حربا طائفية جديدة ، اشرس واقوى وابشع من الحرب الاهلية التي اشعلت عام 2007 ابان حكم ابراهيم الجعفري، بسبب تداخل الخنادق في معركة الموصل وتعدد مراكز القوى ، وتنوع عملية الثارات ، التي ستأخذ اشكالا متنوعة منها المذهبية ومنها العشائرية ومنها الانتقامية الفردية ومنها الطائفية وهكذا ،وقبل ان نجيب على تساؤلات مشروعة وملحة ، ولكي نتجنب سفك المزيد من الدماء العراقية ، التي اريقت لاسباب مذهبية وطائفية لامبرر لها ،سوى شهوة الثأر والانتقام والحقد التاريخي وتنفيذ اجندة ملالي طهران الرابح الاكبر من خراب وتدمير العراق وذبح العراقيين من كل الطوائف، علينا ان نعي وندرك تماما ان معركة الموصل ،هي معركة العراقيين جميعا، بل معركة العالم كله، في مواجهة تنظيم داعش الاجرامي، الذي قتل من (السنة ابناء مذهبهم كما يدعون) اكثر مما قتل من المذاهب والطوائف الاخرى، فلا يزايد علينا احد ، وان تنوع اجرام داعش وتفننه في القتل والسبي والاجرام وهذا ديدنه ، ولكننا ، ويعرف كل العالم حقيقة تنظيم داعش، انه خرج بولادة قيصرية كان وراؤها نوري المالكي وفترة حكمه الطائفية التي اوصلت البلاد الى قاع الخراب والتهجير والقتل والتدمير وبسببها ظهرت داعش واستقوت واصبحت (دولة وخلافة) بفضل سياسة المالكي الاقصائية والطائفية البشعة ، وهذا باعتراف ادارة اوباما والمرجعية في النجف واعتراف مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري وعمار الحكيم وغيرهم، فعندما يصر العبادي اليوم ، على اشراك الحشد الشعبي في معركة الموصل ،وهو يعرف جيدا ماذا فعل الحشد الشعبي واغلبه من ميليشيات تابعة لايران وتنفذ اجندة واوامر ولي الفقه وترفع صوره في سياراتها والياتها العسكرية وشعارات تمجد للخميني والخامنئي ،في بيجي وديالى والانبار وصلاح الدين( تكريت)، وغيرها من المدن التي دخلها، دون ان يستطيع لا حيدر العبادي ولا غيره من محاسبة ما يسميهم هو وغيره(بالمندسين والخارجين عن القانون)، وهي كلمات مطاطة تضليلية وتسويفة الغرض من اطلاقها ذر الرماد في العيون وتهرب من المسؤولية ،في محاسبة المجرمين والقتلة والسراق منهم ، وجرائهم تغطي بغداد وحزام بغداد من قتل وخطف وسرقة صيرفة وبنوك وسطو مسلح في وضح النهار وغيره، هذه الافعال التي لم يستطع العبادي السيطرة عليها ، وهو يراها بام عينه ويعترف بها في تصريحاته ، هي من يجعل اهل الموصل من رفض دخول الحشد الشعبي واشراكة في معركة الموصل ، هذا اولا ، وثانيا ، ونحن نحلل اصرار قادة الحشد الشعبي وفي المقدمة منهم هادي العامري وابو مهدي المهندس وكريم النوري الناطق باسم الحشد، على ادخال الحشد للموصل له غاية وهدف واحد ، هو تنفيذ اوامر ولي الفقيه من الانتقام من الموصل ، على مواقفها البطولية الوطنية في الحرب الايرانية على العراق ابان الثمانينيات، ولان الموصل،رأس العراق ورمحه وقامته وتاريخه وحضارته ، فهو مستهدف من قبل ايران التي لاتنس ان قادة الجيش العراقي السابق وابطاله ورجاله ممن جرع خميني كأس السم ، وان وقت الانتقام حان الان ، لاشفاء غل ةغليل ولي الفقيه وزمرة الدجل والشعوذة في ايران، لذلك يصر العبادي وقادة الحشد وبقوة على المشاركة في معركة هم لاناقة ولا جمل فيها لهم الا شهوة الانتقام والتشفي والثأر لاغير ، فهل يتحقق لهم هذا، نعم سيتحقق لهم ، عن طريق زج ودمج الميليشيات في افواج والوية وشرطة الاتحادية المشاركة في المعركة، لان امريكا لن تسمح لهم المشاركة وهذا قرار امريكي قبل ان يكون قرارا موصليا، فالقوات التي تتواجد في اطراف الموصل وتتهيأ لاستعادة وتحرير الموصل، هي قوات كافية ولاحاجة لاشراك ميليشيات تعقد المعركة وتؤخر انجازها ، وتفسد فرحة النصر فيها لاهل نينوى الذي ينتظرون هذه اللحظة التاريخية على احر من الجمر ، وبصبر طال صبر الجبال ، فلماذا هذا الاصرار ياعبادي ويا قادة الحشد الشعبي على المشاركة في معركة لاتريدكم فيها كل اطرافها ، اهل نينوى هم المعنيون في تحرير مدينتهم وعشائرها وابناؤها جاهزون لخوض معركة الحسم فيها بكل قوة واقتدار ،وهم الان يتشوقون للمعركة اكثر من اي وقت مضى، فهاهو الحشد الوطني بابناء عشائر الموصل وهاهو حشد العشائر يقاتل منذ اشهر تنظيم داعش وينتصر عليه ويحرر قراه دون الحاجة لحشد شعبي ، رغن اننا نتشرف باي جهد عراقي وطني من كل الطوائف والقوميات والمذاهب يشارك في تحرير الموصل وانقاذها من تنظيم اجرامي يقتل من ابنائها يوميا ويذبح شبابهم كالخراف ، ولكن لايريدون (ميليشيات طائفية) جاءت لا لتحرر وانما لتنتقم ، هذا ما يخشاه اهل نينوى من مشاركة الحشد ولهم تجربة ماثلة امام العالم كله، ماذا فعل الحشد الشعبي في المقدادية والبيجي وتكريت والانبار وغيرها من مدن العراق الجريح وبانتقام ثأري من تفجير البيوت والجوامع والمساجد الة تجهير وتطهير عرقي طائفي مقيت، الى سحل وحرق الجثثن الى نبش قبور القادة العسكريين في تكريت، ممن جرع خمينييهم كأس السم المرار ، لذلك هم يرفضون وبشكل قاطع اية مشاركة مهما كان نوعها ، في معركة الموصلن ونحذر العبادي وقادة الحشد الشعبي وهادي العامري، من اصرارهم على جعل الموصل (حمام دم اخر ) ،بعد حمام الدم الذي صنعوه الدواعش لاهل الموصل، منذ السيطرة عليها وهروب جيش وقادة المالكي منها بدشاديش اهل المدينة انفسهم ، نعم نحذر وللتاريخ من حمام دم في الموصل ،اذا ما أصر العبادي وقادة الحشد وايران ،من اشراك الميليشيات الطائفية في معركة الموصل، ونقول اصراركم سيدخل العراق كله في اتون حرب طائفية جديدة ، بعد تحرير الموصل، لاسيما وان وضع المدينة بعد التحرير سيكون اعقد واسوأ، لان عودة النازحين والمهجرين ممن هجرهم داعش سيكون له الاثر السيء في داخل المدينة، بعدما سرق وفجر وقتل وسبى وسرق داعش اعز ما يملكون واثمن ما يملكون، ستكون مهمة المدينة اصعب وهذا بحد ذاته يتطلب جهدا استثنائيا ، تتظافر فيه كل الجهود ، لكي لاتحصل مجزرة ورد فعل انتقامية عارمة للعوائل المهجرة والمشردة والنازحة ضد عوائل عناصر داعش، وهذا متوقع حتما ، ويتطلب قيادة تحكم وتتحكم بالامور وتستطيع معالجة المشاكل والعنف وردة الفعل التي تواجهها عهوائل عناصر داعش ،كاصدار وثيقة عشائرية ورسمية متفق عليها تضمن حقن دماء الابرياء جميعا وحقوق المتضرريين جميعا، والابتعاد عن الانتقام الغير مبرر لابرياء لاحول لهم ولا قوة ، في جريمة لم يرتكبوها ، ان مرحلة ما بعد التحرير هي الاصعب والاخطر على مستقبل الموصل ، وهو ما يجب ان تنتبه له قيادات ما بعد تحرير المدينة ، وما وجود وتواجد الحشد الشعبي الا عنصر لنشر الفوضى والخراب والدمار ، وليس عنصر سلام وبناء وتحرير ، نعم تنظيم داعش استهدف ويستهدف الجميع ومحاربته هي مسؤولية الجميع ،ولكن عندما تحضر معاني الوطنية وحدها ،وتغيب معاني الثأر والانتقام والاحقاد التاريخية وتنفيذ الاجندات الايرانية لارضاء ايران وملاليها ، هذه هي خطورة دخول الحشد الشعبي الى الموصل والمشاركة في عملية تحريرها …..