القَدَر المشؤوم جعلنا تحت رحمة الرعاع وتلك مصيبة لاتماثلها مصيبة أن يكون بلداً مثل العراق مخطوفاً من قبل مجاميع كانت قد أدعت على انها معارضة لنظام صدام ولكن مع أول اختبار وبعد سقوط نظام البعث تبين أن صراعهم مع ذلك النظام الدكتاتوري أنما من اجل الثروة وليس من أجل وطن !
هذه الحقيقة قد بدت واضحة منذ أن تسلم المالكي مقاليد الحكم ولتبدأ معه الخطط المشبوهة لتمزيق وحدة العراق وزع الفتنة وعدم الثقة بين أبناء الشعب الواحد والذي شكل تجانساً جميلاً لآلاف السنين .
لم نسمع أو نشاهد ذات يوم أن هنالك عنصرية أو تنكيل من قبل طائفة لطائفة أخرى وقد عاش ابن الرمادي وتكريت والموصل كأخوة مع ابناء الديوانية والنجف وكربلاء والبصرة وسائر المحافظات ولم تكن هنالك عقدة في العيش بين ابناء الوطن الواحد المسيح والمسلمين والأزيدين وغيرهم من الطوائف والأديان يشد أحدهم من أزر الآخر أتذكر وانا من ابناء الديوانية ذلك الرجل المهندس نبيل عبد الأحد ججاوي عندما كان مديراً عاماً للصناعات المطاطية في الديوانية كما لم يسبق لي أن عرفت ألا قبل سنوات أن المربي الفاضل الأستاذ محمود عطا على أنه من أبناء العامة ( السُنَّة ) وكنت تلميذاً في مدرسة طارق بن زياد الأبتدائية وهو معاوناً للمدير فيها وهو حي يرزق أمدَ الله في عمره .
سقط نظام البعث عام 2003 بوصفه نظاماً دكتاتورياً شوفينياً ظالماً أشغل العراقيين بالحروب المجانية العَبَثية . وجائت لنا أمريكا لتحتل بلدنا بحجة تحريره وجائت معها مجاميع سَّمت نفسها أحزاب معارضة وفرح الناس على أن تغييراً في واقعهم سيحصل وما هي ألا سنوات قليلة وتحديداً بعد العام 2005 حتى أنكشفت لعبة تلك الأحزاب التي كتبت دستوراً يخدم مصالحها ويقسم العراق بينها طائفياً وليشتعل الشارع العراقي من جديد ولتنطلق عمليات القتل الممنهج وبدفع من قيادات عميلة تدفع السُني لتكفير الشيعي وقتله وتدفع الشيعي لينتقم من السني وكأن الشعب هو الذي كان يحكم وكان حكمه دكتاتورياً ظالماً .
أنشغلت الأحزاب بمصالحها وشَرَعت قوانين مفصله لأتباعها فأعطتهم من أموال الشعب بحجة أنهم قارعوا النظام البعثي رغم أن تلك الأحزاب بمجملها لم يكن لها دور في أسقاط نظام البعث حيث تكفلت أمريكا والشعب العراقي في الداخل بأسقاط ذلك النظام وهنا لابد من القول لتلك الأحزاب أنكم لاتستحقون تلك الأموال . ثم لم يشهد التأريخ أن معارضاً لنظام قد استلم من الشعب ثمن المعارضة تلك رغم أن المعارضة لدى تلك الأحزاب أنما هي كلمة حق يراد بها باطل كون الذين كانوا في الخارج هم هم أفضل بكثير من عراقيو الداخل فهم لم يتعرضوا للجوع والفقر وكانت الملاهي والنوادي اليلية في الخارج مكاناً لتسلية أغلبهم وتلك حقيقة لايمكن التغافل عنها .
اليوم ونتيجة لعمليات النهب المنظم لأموال الشعب والعبث بأمنه ومقدراته يشهد الشارع العراقي حالة من الأستنكار والأحتجاجات والغليان الشعبي المعارض لسياسات حكومات الأحزاب . ومع حالة الغليان تتكشف للعيان ظواهر لاتَمت للأنسانية بصلة وهدفها الأساسي أيقاف جذوة الأحتجاجات المتواصلة منذ العام 2011 وحتى اليوم . ومن اجل تحقيق هذا الهدف وقمع الجماهير مارست أحزاب السلطة ومليشياتها الوقحة أكثر الأساليب خسة ونذالة لتعكس حقيقتها حين أرتضت أن تكون عميلة للأجنبي ومعادية للوطن ..
لايمكن أن ننسى حين قامت مجاميع تابعة للمالكي وقد باعت ضمائرها حين جاء بها من محافظات جنوبية لتعتدي بالضرب على متظاهري ساحة التحرير عام 2011 كما لاننسى جرائمهم في تصفية المعارضين حين قتلوا بدم بارد الثائر هادي المهدي وخطفوا آخرين ومنهم جلال الشحماني كما لاننسى حادثة الأسبوع الماضي في ساحة التحرير حين قامت مليشيا وقحة موتورة بمهاجمة المتظاهرين السلميين بأستخدام اسلحة الغدر من السكاكين والخناجر وغيرها وفي ذات الوقت المجاميع الملثمة التي خرجت من مقر حزب الدعوة في الناصرية لتعتدي على المتظاهرين . تلك الحالة الأجرامية جعلتني ابتسم رغم حزني على ما أصاب المتظاهري وقد ابتسمت عندما سمعت عبر التسجيلات الفديوية لحالة الأعتداء لأحد الملثمين وهو يصيح بأعلى صوته منادياً المتظاهرين ( بعثية ) . لكل هؤلاء الذين باعوا شرفهم بالدنانير أسأل من بدد أكثر من 1000 مليار دولار ؟ ومن سلم نصف مساحة العراق للأرهاب ؟ ومن الذي فشل في بسط الأمن وساهم في قتل العراقيين على مدى 13 عام ماضية ؟ ومن ومن ومن الذي أعاد العراق الى عصور ماقبل الصناعة ليجعله خراباً ؟ اليست هي أحزابكم . أم ان الشعب البعثي بنظركم هو الذي فعل تلك الجرائم وأحزابكم شريفة وعفيفة ؟ حسبنا الله ونعم الوكيل عليكم وعلى كل ظالم منافق ومدلس للحقائق ..