علم الاجتماع يعد واحدا من العلوم المهمة لدراسة شخصيات المجتمعات والأفراد ، وهو الى جانب علم النفس يشاركان بالمهمة نفسها، في خلق هذا الترابط العضوي، في الوصول الى إجابات عن دراسات الشخصية وعلم تحليل المضمون.
كان الدكتور خالد عبد الرحمن زميلنا منتصف السبعينات طالبا بقسم الاجتماع كلية الاداب جامعة بغداد، وكانت اللقاءات بيننا نحن طلبة الاعلام واقسام الكلية الاخرى لاتنقطع، ان لم تكن شبه يومية، وكان يجمعنا نوع خاص ومتميز من تلك العلاقات استمرت لعقود من الزمان، حصلنا منها كل هذه القيم الرفيعة من الوفاء للآخر وللمودة التي بقيت تربطنا، وهي أفضل علاقة نمت بين الاجيال، كان لها وقعها البالغ على تأثر تلك الخصال الرائعة لتشكل رأيا عاما جمعيا، يعيد بنا الذاكرة الى أيام الزمن الجميل!!
كان ولع الدكتور خالد عبد الرحمن قبل ان يحصل على شهادتي الماجستير والدكتوراه على الاهتمام بدراسات تحليل المضمون، وكان أقرب الى العمل الاعلامي من العمل النفسي الاجتماعي، ان لم تكن دراسته في علم الاجتماع قد صقلت موهبته، ثم أضاف له قربه من الاعلام والإعلاميين مهمة ان تجد دراساته الأهمية، وان تحظى بمكانة متميزة لدى مراكز البحوث والجهات النفسية المختصة بدراسات الرأي العام والحرب النفسية.
دفعه حبه لاختصاصه ووولعه بالاعلام والصحافة الى ان تكون مضامين دراساته العليا في مرحلتي الماجستير والدكتوراه قريبة من هذا الاهتمام، وحصل منها على نتائج أضافت لدراساته البحثية أصالة المنهج وبعد النظر وأهمية ان يدخل تحليل المضمون واحدا من العوامل التي تتعرف بها على اتجاهات الراي العام ، ولاحتياجاته وانماط تفكيره، بل والاطلاع على تفكير مجتمعات قريبة الينا او ضمن المحيط الإقليمي.
كانت ايام دراستنا في احدى الدورات المهمة بين عامي 1979 – 1980 عن تحليل المضمون ودراسات الشخصية والرأي العام والحرب النفسية لسنة كاملة من أفضل الدورات في حياتنا وتعادل مرحلة الكلية لاربع سنوات التي كانت مابين 1974-1978 ، وتعد مركز انطلاقتنا نحو بناء أسس لدراسات مختلفة كانت مهمة جدا، وبقينا قريبين الى بعضنا البعض، حتى استفاد كل منا من اختصاص الآخر، وهذا ما اعطى لهذه العلاقة بعدا مهما، شكل تاريخا مليئا بكل مايفرح القلب ويثلج صدر من ركب سفن الابداع الى حيث المكانة المرموقة ، والآمال المشروعة في ان يصل الانسان الى مبتغاه، بأنه إستفاد من عطائه ليقدمه خدمة جليلة لمجتمعه، في ظل جيل متوقد من التوهج الابداعي ليس له مثيل.
تحياتنا للدكتور خالد عبد الرحمن الذي تربطه بالدكتور كامل خورشيد والوالزميل حارث محمد فرج واساتذة كثيرين من كل الاختصاصات الاعلامية والاجتماعية والنفسية ، وآخرين كثيرين ، وقد أردنا ان نستذكر بعض فضائل تلك الايام الجميلة دكتور فاضل محسن التي تعد بالنسبة الينا أجمل أيام العمر، حتى بقيت سفن تلك المسيرة تبحر في شواطيء الامان، محفوفة برعاية الباري عز وجل، وحفظه ، فله الشكر والثناء على كل ما اودعتنا به الاقدار من حفاظ على القيم ومن صقل الموهبة ومن مراكب لاتتوقف عن العطاء، الى ان يقضي الله أمرا كان مفعولا