من الضروري الاجابة على تساؤل منطقي طالما يتم طرحه لماذا ظهور الامام الحجه؟؟ وما الحاجة اليه؟
بعيدا عن روح الخندقة الفكرية التي تغذيها الافكار المذهبية المجردة . يمكن لنا القول لظهور الامام المهدي المنتظر(عج) مسوغات منطقية مستنبطة من احتياج البشرية الى قائد عالمي ينقذها من ازمتها الحالية لا تتوافق مع عقيدتنا الاسلامية فحسب بل من صلبها بإعتبار وعلى الدوام الغاية الالهية في كل أمر هو العدل في الوقت الذي فشلت فيه الحضارة المادية المعاصرة في تحقيق الحد الادنى من السلم والتعايش العالمي بالرغم طول عمرها الممتد لألاف السنين الذي بقيت فيه فاقدة لروحيتها تبحث عن شئ ما ضائع دفعها الى الشذوذ والتطرف في كل شئ .و كواقع حال منذ ان تداخلت المصالح أحيانا وتقاطعت أحيانا اخرى درجت البشريه على علاقات مبنيه على التنافس والصراع وهذا الذي يفسر سيادة منطق الحروب والصراعات المستمرة بل ربما كان هذا جوهر المشكلة الذي يمنع البشريه من الخروج من مستنقع الحروب والمزايا ومناطق النفوذ, وفي ظل هذا الوضع اصبح من الصعب التوصل الى تفاهم عالمي حول صيغه عمليه ومقبوله من الجميع تتلاشى فيها إملاءات القوي واذعان الضعيف بل وصلت الى تعميم للفوضى وتشريع للقتل والاقتتال وهذا ما تعكسه السياسة العالمية المعاصرة التي لا تخرج من حرب حتى تدخل أخرى بنهاية مفتوحة لا تنتهي إلا بتدخل الهي. وعلى ضوء ذلك يظهر جليا واضحا ألتالي ذكره :
أ ـ لا يمكن لأحد ان يبسط سيطرته على العالم ويفرض حضارة السلام الحقيقية إلا ألإمام الحجة المؤيد من الله سبحانه والذي سيخرج بمشيئة الله بالنفس المطمئنة.
ب ـ لا بد للبشرية ان تعيش يوما ما بدين واحد هو الاسلام (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون)
جـ ـ التفسير القراني (الشرائع والسنن) الذي سيأتي به الامام سوف ينهي المذاهب ويسود الدين الاصيل ككفيل وضامن لتطلعات الشعوب والمجتمعات وعلى وجه الخصوص عندما يتعلق الامر بالعدل والحقوق والواجبات ليس بالتساوي فحسب بل بالتقوى كمعيار وحافز في آن واحد,
د ـ انتصار الامام يعني انتصار سياسة وثقافة الاسلام في المجتمع العالمي.
هـ ـ بعد أن تعيش البشرية و لاول مره بدون صراعات وظلم سوف تنتفي الحاجه الى الجيوش والى مقراتها وادواتها وتنتفي الحاجة الى أجهزة المخابرات وغيرها ومن ثم تتوفر الجهود والامكانيات المادية والبشرية التي كانت مسخره لهذه الاغراض ومن ثم يتم توجيهها الى الاعمار والانتاج ليكون المجتمع العالمي في ظل الاسلام انسانيا ينزع الى السلام و منتج وسعيد.
و ـ أن نسل النبي محمد (ص) لن ينقطع حتى قيام الساعة,
ز ـ دولة الامام المهدي(عج) متميزة و لابد أن تكون هكذا صوره لأنها وعد ألهي,
مرة أخرى يعود علينا السؤال لماذا ظهور الامام الحجه؟؟ ومن ثم نجيب أنفسنا قائلين بدون أن ننسى؟ أنه داعي حق , حق الحسين (ع) سبط الرسول بن علي والبتول باب الجنة وسفينة النجاة, حقه يوم بلغ باستشهاد أخيه قمر بني هاشم الامام العباس(ع) ويوم رأته عيناه مسجى على الارض مقطع الاطراف يلف حوله الشامتون من الاراذل والانجاس وحقه يوم طلب قليلا من الماء لطفل رضيع رفعه بيديه كالبدر لم يبلغ العام من عمره و حقه عندما أمر أرذلهم قطع نزاع القوم برمية رمح تذبح الطفل من الوريد الى الوريد وترشق دماءه على ثياب و وجه أبيه الحسين وحقه في حرق المخيم و حقه في السبايا من النساء والاطفال العطشى وحقه بدماء أخوته وأبنائهم وأنصاره وحقه كأمام معصوم داع الى حق ألامه و رفع الظلم عنها وحامل لواء الدين وحق دمه واليوم واللحظة التي فاضت بها روحه الزكية الى بارئها.
و لطالما نبحث في هذا المقام العالي والشرف الرفيع لابد لنا من وقفه للتروي واخذ العبرة والتزود بالحكمة من خلال عظمة القسم الالهي في سورة البلد المباركة؟؟ قوله تعالى (لا أقسم بهذا البلد وانت حل بهذا البلد ووالد وما ولد) وقوله تعالى ( فلا اقتحم العقبة وما أدراك ما العقبة فك رقبة او اطعام في يوم ذي مسغبة) حسب ما قاله علماء التفسير عن هذه السورة ان الله سبحانه وتعالى يوجه قوله الى النبي الكريم (ص) وان المقصود بقوله تعالى (ووالد و ما ولد) هو النبي ادم (ع) وذريته و هناك رأي أخر يقول هو النبي ابراهيم وابنه اسماعيل (ع) باعتبارهما البانيان للكعبة المشرفة .اما بالنسبة الى الحسين فمن المؤكد هو من ذرية النبي أدم والنبي ابراهيم(ع) و مما لا شك فيه هو من الذين امنوا حتما , ولم يذكر في الروايات مصيبة مرت على نبي او مرسل او امام اكبر من المصيبة التي تعرض لها عليه السلام, ولم يستطع اشباه البشر الذين ظلموه اقتحام او اجتياز العقبة والامتناع عن قتله. ولم يمر يوم (ذي مسغبة ) اكبر من اليوم الذي قتل فيه الامام العباس (ع) بدعوى جلب الماء الى العطشى او يوم منع فيه رشفة ماء عن طفل رضيع بل قتله عن سبق الاصرار والترصد؟ ؟
ومن وجهة نظر منطقية عند البحث في قضية الامام الحسين نجد العلم المسبق بالشهادة ويمكن للمرء ان يعقلها وإن كان يرفضها عاطفيا لأنه عليه السلام قاد ثورة , أوقد شعلة ,أطلق صرخة مدوية بوجه الباطل , أما الخوف من طفل رضيع والتعمد في قتله ؟؟ هذا أمر ينهي كلامنا و يبقي السؤال قائما حتى ظهور القائم عجل الله فرجه الشريف ؟؟ .