يبدو أن الهوة كبيرة بين فرقاء التحالف الوطني والذي بضم أحزاب وتيارات معظمها مرتبطة بإيران وقد ازدادت الهوة بينهما بالموقف من ((الإصلاحات!!)) التي أطلقها العبادي بين مؤيد ومعارض رغم أن هذه الإصلاحات هي وهم من الخيال ولن يتحقق منها شيئ على الأرض ورغم ضغوطات إيران عليهم بتجاوز خلافاتهم إلا أن المصالح الذاتية والشخصية ومصالح سماسرتهم وحاشيتهم هي الطاغية بالموقف .مقتدى الصدر مثلا أعلن يوم الجمعة الماضي أن التحالف هو تجمع للتحالف ولا فائدة منه محذرا أتباعه من الانجرار لنوايا السياسيين ومخططاتهم ،والحقيقة الواضحة في مشهد الخلافات بين هذه الأحزاب رغم أنها تابعة إلى مرجعية واحدة بالتوجيه وهي إيران بعد أن انسحبت مرجعية النجف و بعد ياس و عدم سماع لنصائحها، نقول الخلاف الغير معلن يكمن في التضارب بالمصالح كما أسلفنا وتوزيع المناصب والوزارات والمؤسسات على الأطراف التي تكون التحالف الوطني!! ، وتمويل تيارتها واحزابها هذا إلى جانب المنافع والامتيازات الشخصية. والآن ما الذي سيجرى بعد الوصول إلى حالة التخالف كما يقول الصدر هل يمكن أن يمكن أن يتجاوزون خلافاتهم و يتخلوا عن مصالحهم الشخصية ؟…الجواب طبعا كلا فلا يوجد من بيتهم من يضطلع بهذا الدور نتيجة غياب نكران الذات وتغليب المصلحة الشخصية على الوطنية والعمل على تحقيق المنجزات الشخصيه و الذاتيات والدليل على اتساع الهوة هو انسحاب الصدر من الاجتماع الذي عقد في كربلاء الاخد الماضي 6/3/2016 في محاولة لدرء الخلافات وتذليلها وبعد أن أدرك الصدر أن الاجتماع لم يأتي بحل ولم يستجب أطرافه إلى ما طالبت به الجماهير التي تظاهرت يوم الجمعة الماضية، والتي قبلها وإلى بنود ورقته التي أعلنها في خطابه المتلفز ، ورغم أن البعض يؤخذ على السيد الصدر عدم ثبات على موقف إلا أن الأحداث الأخيرة تقول ان الهوة بينه وبين الأطراف الأخرى كبيرة وأنه أعطى الأوامر لاتباع باقتحام الخضراء وأوصى بعدم العبث بالمؤسسات الحكومية و أموال الشعب وحذر من (الفرهود) و رغم توصية اجتماع كربلاء بعدم الخروج على مقررات الاجتماع والمقصود طبعا الصدر واتباعه وتحذيرهم من مواجهة الحكومة الا ان الصدر خرج من الاجتماع غير راض من الاملاءات التي جاؤا بها زعماء الكتل الاخرى !! ننتظر قادم الأيام فهي الكفيلة ببيان ما ستسفر عنه الحراكات السياسية وأهمها أن يثبت الصدر وأتباعه على عهودهم التي قطعوها للشعب خاصة بعد تسرب أخبار عن محاولات اغتيال للصدر من قبل مليشيات تابعة لأيران بعد أن أدركوا ما بشكله الصدر من خطر حتى لو كان ببث القلق في أوساط الحكومة وبالتالي اجبار الصدر واتباعه على الاستجابه لمطالب وضغوطات الأطراف الأخرى في التحالف المنزعجه من تصرفات الصدر واتباعه .