يكثر الحديث في أيامنا هذه وبشكلٍ جلي خصوصاً على صعيد الاعلام لما تمتلكه هذه المؤسسة من سرعة انتشار من خلال نوعية الخدمه المباشرة التي تقدمها للمجتمع، فتعد المبدئية والالتزام بالقيم في العمل والالتزام الاخلاقي تجاه كل القضايا المطروحة وفي مختلف المجالات من اساسيات هذه المهنة بشكلها الإيجابي، وخصوصاً ونحن نشهد التحولات والتغيرات على الساحة السياسيه وبشكلها المفاجيء الذي يثير الجدل وما ذلك إلا انعكاساً للمصالح التي لها التأثير المباشر على واقع الحال بشكل عام والذي هو الاخر بات للأسف يتخبط مابين السيء والاسوأ.
وان كل هذه الانعكاسات نشاهد ظلالها واضحة على المواقف والتصرفات والاراء التي تتناقل هنا وهناك عبر وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي وبسرعة البرق اذا لم نكن مبالغين في ذلك ليصبح الموقف الثابت في يومنا هذا عملة نادره وللأسف بات لايحسد عليه من يحمله وإن تسببت له من وراء ذلك معانات وأثار انعكست مؤثرةً بشكلٍ مباشر على حياته اليوميه، وفي الحقيقه هناك وجهان لتوضيح الحاله اكثر، أولها ذلك الشخص الاختصاصي في المجال الثقافي والاعلامي الذي تحمله مبادئه في كل كلمة يطرحها ولم تجعل منه الايام على الرغم من انها بدأت تداول نفسها على عكس التيار ان يكون كالحرباء يتلون بلون المكان الذي شائت الاقدار به ان يكون هو جغرافيته الجديدة بل على العكس قبض على مبادئه وعلّمه وثقافته التي حصنته كالقابض على جمره وفي يومنا هذا الذي يعلم الكثيرون اخبار ساعاته، ليضيف على كاهله عبئاً اخر ومعانات تلقي بها الايام عليه، ولكن ذلك الإصرار يتزايد عن طريق المواصلة في السير على نفس الخط مع تقبل التحدثيات اليوميه والإيجابية والتي يقبلها العقل والمنطق وذلك لإيمانه بمستوى الخدمه التي يقدمها الى المجتمع مؤدياً دوره على اتمِ مايجب، والحالة الثانية هي الوجه الاخر الذي يكون متمثلاً بالجانب السيء والذي هو بالضروره ذلك النقيض الحي ( والفعال في المجتمع للأسف ) للحالة الاولى ولايلتقي معها الا في المهنة ليكون بعيد كل البعد عن المثاليه والاعتزاز بالقيم والمبادىء والذي يجعل من حامله مجرد إمعة تنعق وتبوق لكل ما هو آني مع معرفةٍ مسبقه بالزوال وانه كالزبد مايلبث الا ان يذهب جفاءاً بعد ان يطرأ عليه مؤثر تكون شدة التيار فيه أقوى يجرف كل ماهو موجود ليصبح في صفحات التاريخ ينبذ متى ما حل ذكره. من كل هذا الاستعراض والذي هو بعيده كل البُعد عن التنظير وماهو إلا مجرّد تساؤلات تتقلب لتبحث عن اجوبه كونها اصبحت مستشريه في مجتمعنا وان الكثيرين من أولئك الذين يقعون في هذا الفخ يمتلكون رؤيا لايستهان بها وفصاحة في التعبير ويوفقون في اكثر الأحيان الى توصيل رسالتهم الاعلاميه الى المتلقي ويستطيعون في بناء قاعدة جماهيره بنسبة متابعه لابأس بها، ولكن تبقى لحظة الهجوم عليهم بساعة صفرٍ مرتقبة عاجلاً ام اجلاً وشاهدنا القريب هو ما تعرض اليه احد الاعلاميين ليكون مثالاً لحالة متفاقمة من اللامهنية، وللاسف انه مايزال يعتبر نفسه صرحاً شامخاً ومصلحاً اجتماعياً يحمل رسالة انسانيه لكنها لاترتقي باي شكل من الأشكال لتكون خدمة مجتمعيه حقيقيه لان حاملها لم يضع نصب عينه عامل الزمن او التاريخ الذي اصبح في يومناً هذا حاله كحال اقرانه الذين تجاهلوا ثورة الحداثة التكنلوجيه بعد ان اصبحت بشكلها الرقمي وهي تدون كل صغيره وكبيره لتصبح تحت متناول الجميع وبلمح البصر وأنك بكبسة زر تستطيع احضار اي معلومه اقترنت بحدث معين وشخصيه معينه وفي طرفت عين، ليكون الجميع على علم ان الاحداث تدون بطريقه او بأخرى وبوجهيها السلبي والإيجابي ولا يصح الا الصحيح في نهاية المطاف.