هناك ثمة اسئلة تثار عمن هو المثقف وحقيقة الامرالتي اؤمن بها اني لم اجد مفهوما او تعريفا يتوافق كليا مع من اذهب والى اي تعريف والخلاصة التي اجدها مناسبة لاطلاق كلمة المثقف هي موسوعية الانسان للعديد من المفاهيم والافكار والعلوم والاداب والعديدمن المحتويات التي تريدها الحياة والطبيعة البشرية اخاذه لذا فامر احتواء كل شئ امر عسير ومن هنا يصح العودة للنسبية في التعريف في كينونة المثقف
كذلك لابد من القول ان لكل مرحلة ظروفها والحال هنا فلا اجد انطباق مفهوم المثقف العضوي على المثقف الموسوعي اذا الاخير اكثر توسعا وشمولية ومع ذلك ليس الى المدى الذي يقف عند حدا معين.
ومن خلال صيرورة الواقع الذي تعيشه المنطقة وعلى اقل تقدير للفترة التي عشناها بين الانتقال السياسي من مرحلة الى مرحلةاو من طبيعة نظام الى نظام اخر مثال ذلك النظام الملكي والجمهوري او الدكتاتوري الى الديمقراطي او حتى الاسلامي وعبر هذه التحولات الى اي مدى تصمد عصامية الوعي لدى المثقف وهل ياخذ مجرى التحول في مجريات المعين الذي نهل منه بواكير وعيه او القواعد التي تأسس عليها بنيانه العام
هنا يقف الفكر الذي غرف المثقف منه ومدى تتوفر فيه معالم التأثير والمؤثروماهية النظرية الجاذبة التي كسبت لها المؤثر عليه وهو الانسان وهذه هي الا شكالية التأثيرية على منظور الارادة التي تأتي بسيرورة المنتخب من الناس ضمن المحتوى العام للجمع المجتمعي لتخلق كيان رصين يساهم في بناء القواعد البشرية التي تؤمن بمضمون النظرية وتكون جزء منها
لذلك نرى ان عملية ثبات المثقف على رؤياه تعتمد على قوة ومنعة النظرية المؤثرة والمعنى المثالي لذلك هو الفكر الماركسي الذي بلا ادنى شك كان ممثلا لخلاصة الفكر الانساني حيث كان الاكثر استيعاب من سواه من النظريات الاخرى اذ كان خلاق في سطوته جاذبا وفق نظرية اجابت بالتفصيل عن متطلبات الوجود والحياة واحتياجات البشرية بعد القهر والتعسف وخطابات الخرافة والاسطورة المستمدة من المواريث السلفية القائمة على التخويف والترهيب دونما دلالات عقلية ملموسة
وهنا برزت الحاجة للثبات بعد ان حط المثقف رحاله واستوطن على النظرية التي علمته النحت من الصخر والغرف من البحر لاجل محبة الوجود والحياة
واذا كان ثمة تداعي وانهيار في المنظومة الفكرية للبعض فهناك اسباب شتى ولايوجد انهيار بسبب ضعف نظري بل الامر غالبا يتعلق بالتماهي والابتعاد الى ناصية المصالح او الانهيار والخوف والمصلحة الذاتية او العودة الى النشوء الطائفي والتمسك به
الامثلة في واقعنا عديدة وهناك ممن انهار وغير مجرى نهره بسبب عدم الصمود البنيوي لديه وهنا نجد ربما العذر لكن الذي افتعل الانهيارووقف يسعى للخراب والعمل بخطاب مداهنة السلطات ومسايرتها وبيع ما في الجعبة واعتلى منصات الرجم والتنكيل ورمي تلك المجموعة او ذاك الشخص هنا مكمن الخطورة والشغل الشاغل لوجودنا
والمحزن الان وجود البعض ممن سوق لنفسه السقوط الفكري
يتباهى به ويجلس على منصات العقل تارة يرجم افكاره او الحزب الذي رباه واحتضنه وزق فية ابجدية المعرفة لينسلخ ويرمي الفكر او الحزب بسهام يعتقد انها تجد هدفها وهذا قمة الغباء والمحزن اكثر ان تراهم يتبؤن منصات الادب والمهرجانات الادبية والشعرية وكأنهم تناسوا رحلة سقوطهم
وهذا هو ديدن المنحرفين