ضمن سيناريو باتت فصوله معروفة، تم توجيه عموم الشعب العراقي نحو المراهنة على رهانين كان لهما الدور الرئيسي في رسم خارطة العملية السياسة المهلكة في العراق طيلة ثلاثة عشرة عاما، رهان الوهم والفراغ العلمي المتمثل بمرجعية السيستاني التي صنعها الإعلام المبرمج، واختزل فيها المحتل مصير وطن وشعب، وراح يضفي عليها الألقاب والعناوين بعد أن ضمن دعمها الكامل له، ورهان آخر انبثق من رهان المرجعية يتمثل بالمحتل الإيراني الأخطر والأشرس…
التجربة والواقع اثبت بلا ريب أن المراهنة على السيستاني وإيران ساقت العراق وشعبه من سيء إلى أسوأ، وان الألقاب التي ألصقت بمرجعية السيستاني الإيراني لم يجنِ منها العراقيون إلا الويل والثبور، فببركة حكمة المرجعية وحنكتها عاش ويعيش العراق وشعبه في أسوأ مرحلة، لم يسبق لها نظير في تاريخه، وهذا باعتراف الجميع، وببركة صمام الأمان لم يذق العراقيون طعم الأمان حتى في الأحلام، وهي نتيجة متوقعة وواقع حتمي في ظل تحكم مرجع الفراغ العلمي والإحتلال، كما قال المرجع العربي الصرخي في الحوار الذي أجرته معه جريدة الوطن المصرية : ((وماذا تتوقع من مرجع مدعي المرجعية ومنتحلها بلا استحقاق، مرجع الفراغ العلمي والوهم والخيال، مرجع الفضائيات والإعلام الزائف الذي ارتبط بمشروع الاحتلال ومشروع الفساد والإفساد، مرجع الكذب ووجهي النفاق وجه للإعلام ووجه للشحن الطائفي وفتاوى التهجير والتدمير والسلب والنهب والفتك والقتل والاقتتال؟!. )).
وأما المراهنة على إيران ونتائجها الكارثية فحدث ولا حرج…
بعد أن أقحمت مرجعية السيستاني العراق وشعبه في محرقة الاقتتال ومستنقع الفساد وغابة من الوحوش الكاسرة، وفي إطار سيناريو جديد باتت أهدافه واضحة، أحجمت المرجعية عن الخطبة السياسية وعادت لسردابها تاركةً العراق وشعبه فريسة تنهشها حيتان الفساد ومخالب مليشيا حشدها الطائفي وقوى التكفير وصراعات أحزابها وكتلها السياسية التي تسلطت على العراق بفتاواها،
وأما الرهان الثاني ونقصد به إيران فهو يعيش حالة الاحتضار والانكسار والترهل بسب الخسائر التي تعرض لها في سوريا واليمن وغيرها، وبفعل الضربات الموجعة التي تلقاها من التحرك العربي وخصوصا من العربية السعودية التي تقود التحالف العربي الإسلامي الذي استطاع وبهذه الفترة القصيرة أن يغير من المعادلة ويقلب موازين القوى ويبعث الأمل في ولادة واقع عربي قوي تتطلع إليه الشعوب المظلومة والمحرومة التي طالتها يد الإرهاب والتطرف وسحقتها السياسات الإيرانية السافرة…
الرهان على السيستاني وإيران وملحقاتهما ثبت بالحس والتجربة للمجنون فضلا عن العاقل، انه رهان خاسر مدمر مهلك، وإذا ما أراد العراقيون النجاة والخلاص، فعليهم أن يراهنوا على الولاء للعراق، والكفاءات العراقية المخلصة، عليهم أن يراهنوا على الأصوات الوطنية الصادقة، وعلى الحلول والمشاريع الناجعة المنبثقة من رؤية وطنية حرة نزيهة عاشت معهم المحنة ولم تتلطخ أيديها بدماء وأموال العراقيين، عليهم أن يراهنوا على انتمائهم وعمقهم العربي والإنساني والحضاري…..