لم تستجب الكتل السياسية الممسكة بالسلطة والمهيمنة على مجلس النواب لمطلب السيد العبادي, بتشكيل حكومة تكنو قراط مهنية.لينقذ العراق من هلكته .فطرحت مشاريع وأوراق عمل تضليلية, لا تفضي سوى للمماطلة والألتفات على مغزى التغيير والأصلاح .لتبقَ ممسكة بكل خيوط اللعبة ومراكز القوة ,والسيطرة على أموال الدولة وإستنزافها.وهي متأكدة بأن وزراءها العديمي الكفاءة ماهم إلا بيادق شطرنج تحركهم وفق منافعها الحزبية والكتلوية. لتدر عليها الأموال .وأما الشعب والعراق فالى الجحيم.فما الوزارات ودوائر الدولة عندهم إلا دكاكين إرتزاق ومصادر دخل .فمصالحها أولاً, وبعد ذلك الطوفان.
الحالة الأمنية في البلاد تحتاج للتعجيل بدراسة مستفيضة, وإعادة تشكيل للقوات المسلحة ,وحصر السلاح بيد الدولة لا غير.ولا بدَّ من إستتبابٍ للأمن والقضاء على مافيات الجريمة المنظمة, وعصابات الخطف .ولا بدَّ من جدية في معالجة الفساد, والقضاء عليه, وإجتثاث أمر المفسدين,ولو بالأستعانة بشركات أجنبية .
كما إن الأقتصاد المتدهور بعد إنخفاض أسعار النفط وتصفير خزينة الدولة من قبل المفسدين بحاجة لمّن ينهض به على وجه السرعة, قبل الأنهيار التام .
إن المخاوف من إنهيار سد الموصل تحتاج لوقفة جادة. فمن غير المعقول ألا نعير إهتماماً لفرق هندسية أجنبية متخصصة, ومخاوف الرئيس الأمريكي ووزارة الخارجية الأمريكية وآخرها تصريحات جون كيري. ونصدق وزير الموارد المائية .فما سنفعل لو حدث الأسوء وإنهار السد وأغرق بغداد, كما إنهارت قواتنا المسلحة في الموصل وتكريت والأنبار؟وسنحاسب مَنْ؟
وهل تمكنا من محاسبة أحد ممن إختلس مال الشعب و تسبب بفقدان نصف أرض العراق وهجر وسبى أهلنا؟ ألم نتعظ من التجربة؟
إن لم تعالج هذه الأمور بأقصى سرعة فإننا مقدمون على مجهول .لا يعلم به إلا الله وربما الأنفجار والفوضى.
فماذا ينتظر السيد العبادي .ألم تتتضح عنده الصورة لحد الآن .فلن تستجيب له هذه الأحزاب ولا هذه الزعامات وسيسقطون مشروعه وسيسقطوه.إن لم يتغدَّ بهم قبل أن يتعشوا به.
فما عليك سيادة الرئيس العبادي إلا تقديم أسماء من تراه مناسباً للأستيزار, من خارج هذه الكتل ممن يتصفون بالأكاديمية والخبرة والهوية الوطنية, بعيداً عن هذه الأحزاب الفاشلة الفاسدة وسيكون الشعب معك والمرجعية ستدعمك.فإن إستجاب لك البرلمان فبها وهو الفوز لك وللشعب. و إلا بمكاشفة الشعب بكل شيء ومن تسبب به. وتقديم إستقالتك المُسببة. فتنقذ نفسك وتحافظ على نزاهتك وتأريخك ومستقبلك .وتنقذ الشعب والوطن. وسيلتف الشعب حولك, وكذلك المرجعية. ولا تفوت الفرصة كما فوتها بالأمس ,عندما دعمك الشعب والمرجعية. فالوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك.فتغدَّ بهم قبلَ أن يتعشوا بك.